1200 متطوّع... مبادرات فردية في الإمارات تمدّ "جسور الخير" لمتضرري الزلزال

1200 متطوّع... مبادرات فردية في الإمارات تمدّ "جسور الخير" لمتضرري الزلزال

1200 متطوّع... مبادرات فردية في الإمارات تمدّ "جسور الخير" لمتضرري الزلزال


14/02/2023

ربيع دمج

في اليوم الأول لإطلاقها (الأربعاء 8 شباط/ فبراير)، شهدت حملة "جسور الخير" التي نظمها الهلال الأحمر الإماراتي، بالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة تنمية المجتمع، لإغاثة متضرري زلزال تركيا وسوريا، مشاركة كثيفة من المواطنين والمقيمين من الجنسيات كافة بلغ عددهم نحو 1200 متطوع ومتطوعة، على أن تستمر الحملة لمدة أسبوعين وفق كلام المدير العام للهلال الأحمر الإماراتي في دبي محمد اليماحي لـ"النهار العربي".

عدد من المشاهير السوريين والعرب من داخل الوسط الفني أو على مواقع التواصل الاجتماعي شاركوا في الحملة، لكن هناك مبادرات فردية أطلقها عدد من الشباب والشابات من الجالية السورية ومن الجاليات الأخرى، لا سيما اللبنانيين والمصريين والجزائريين الذين خصصوا منذ اليوم الثاني للزلزال وقتهم لدعوة الناس الى التبرع، أو قاموا بجمع التبرعات العينية من كل الإمارات وتسليمها الى الهلال الأحمر في دبي أو الى القنصلية السورية. ومع أن معظمهم من الموظفين لكنهم وجدوا الوقت المخصص لعمل الخير.

مبادرات فردية

"النهار العربي" التقى عدداً من هؤلاء الجنود المجهولين الذين يعملون منذ أيام ولساعات طويلة بصمت خدمة لقضية إنسانية، من دون أن يركّز الإعلام على جهودهم الجبارة فيما تذهب الأضواء دائماً نحو المشاهير،  وفي هذا الإطار تبرز حالياً مبادرة الناشطة والبلوغر السورية المقيمة في دبي كودي عبدالله، التي ظهرت عبر "إنستغرام" قبل أيام طالبة الدعم من أي شخص يستطيع المساعدة على أن تتكفل شخصياً بجمع التبرعات العينية من أي إمارة لتسليمها الى مركز الهلال الأحمر الإماراتي.

جنود مجهولون يعملون منذ أيام ولساعات طويلة بصمت خدمة لقضية إنسانية

تقول عبد الله: "من المتعارف عليه هنا في الإمارات أنه لا يحق لأي فرد أو جهة جمع تبرعات مادية وهذه الأمور تتم تحت إشراف مراكز حكومية، لكن المساعدات العينية مسموح بها ولهذا أطلقت مبادرة الذهاب الى أي شخص حتى باب منزله لجلب التبرعات".

وتضيف أن "أكثر المتبرعين كانوا من إماراتي عجمان والشارقة، والأكثر روعة أن جنسيات المتبرعين لم تقتصر على السوريين فقط بل كان هناك اماراتيون ولبنانيون وعراقيون وباكستانيون وهنود، ورغم أن بعضهم من ذوي الدخل المحدود لكنهم لم يترددوا في التبرّع ببعض المساعدات العينية مثل حليب الأطفال والحفاضات وغيرها".

معظم التبرعات كان يتم توصيلها وتجميعها في منطقة "اكسبو دبي" ومركز آخر في منطقتي القرهود والقوز (شمال غربي دبي) حيث توجد مراكز للهلال الأحمر الإماراتي، وبسبب الإقبال الضخم فتحت القنصلية السورية في دبي والسفارة في أبوظبي أبوابهما لاستقبال المساعدات وتوصيلها إلى المناطق المنكوبة في سوريا، لدرجة أن السفارة لم تعد قادرة على استيعاب هذا الكم الهائل من المساعدات. 

ومن المبادرات الفردية برزت حملة طارق بركات وزوجته، وهو مدير تسويق في إحدى الشركات. بركات فوجئ بحجم التواصل معه من أجل تقديم تبرعات، وبخاصة من أصدقاء له خارج الإمارات. يقول: "سلطنا الضوء على حجم الدمار في المناطق المتضررة، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمكالمات الهاتفية سارع الأصدقاء والعائلة إلى طلب المزيد من المعلومات عن كيفية المساعدة. بالنسبة الى الأصدقاء في الإمارات  اشترينا الطعام والإمدادات الأخرى التي أوصلناها إلى الهلال الأحمر الإماراتي، بالإضافة إلى التبرعات النقدية للحسابات التي قاموا بإعدادها. أما بالنسبة الى الأصدقاء في أوروبا والولايات المتحدة، فاقترحنا المؤسسات التي تعمل على الأرض في مناطق مختلفة من البلاد. والأصدقاء الذين ساعدوا هم من جنسيات مختلفة بما في ذلك مصر والولايات المتحدة والهند وهولندا".

كذلك لاقت مبادرة الناشطة اللبنانية في دبي ترايسي هرموش، أصداء إيجابية كبيرة، ووفق كلامها فقد كان عدد المتبرعين "يفوق الوصف، ولا يوجد رقم محدد له ومن كل الجنسيات، بينهم لبنانيون تبرعوا بشكل كبير، والحملة ستستمر أسبوعين مقبلين وفق ما أعلن الهلال الأحمر الإماراتي".

وفي منطقتي القوز والقرهود كان لافتاً حضور متبرعين من جنسيات غير عربية، بخاصة من الهنود والباكستانيين الذين أتوا بأغراض ولو بسيطة، من باب التضامن الإنساني.

مطاعم وشركات

بعض المطاعم السورية واللبنانية خصصت ريع يوم كامل من أرباحها لتقديمه إلى الهلال الأحمر أو السفارة السورية، كما برزت حملات قامت بها شركتا الاتصالات "دو" و"اتصالات" من أجل المساعدة.

وتعددت المبادرات المعلن عنها، فقد أعلنت شركة "مبادلة للاستثمار" عن تبرعها بعائدات تذاكر الدورين النهائي ونصف النهائي من بطولة "مبادلة أبو ظبي المفتوحة" لتنس السيدات، المقامة في مدينة زايد الرياضية لمصلحة حملة "جسور الخير".

كذلك دشنت شركة طيران الإمارات جسراً جوياً بالتنسيق مع المدينة العالمية للخدمات الإنسانية IHC لنقل الإمدادات العاجلة والمواد والمعدات الطبية لدعم جهود الإغاثة على الأرض وأنشطة البحث والإنقاذ. 

عن "النهار العربي"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية