"25 يوماً إلى عدن".. أول سيرة عسكرية توثق بطولة الإماراتيين في معركة التحرير

كتابه "25 يوماً إلى عدن" توثيق لبطولة الإماراتيين

"25 يوماً إلى عدن".. أول سيرة عسكرية توثق بطولة الإماراتيين في معركة التحرير


01/02/2023

سطّر الإماراتيون أروع البطولات على الأراضي اليمنية لمنع ميليشيات الحوثي الإرهابية من الهيمنة على الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، والاستيلاء على الممرات الملاحية الرئيسة التي تربط نصفي الكرة الشرقي والغربي عبر البحر الأحمر وقناة السويس.

كتاب "25 يوماً إلى عدن"، وثّق القصة الكاملة وغير المرويّة لقوات النخبة العربية في الحرب اليمنية، وتناول دور الجنود الإماراتيين في تحرير عدن.

وروى الكاتب الأمريكي زميل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، والمتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران واليمن ودول الخليج، مايكل نايتس، أول سيرة عسكرية لدولة الإمارات في تلك الحرب بلسان جنودها وبحّارتها وطياريها، والذي يتناول ذروة الصراع لتحرير مدينة عدن في تموز (يوليو) 2015.

وأشار الكاتب في مقال للرأي بصحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية إلى أنّ تلك كانت المعركة الأولى في حرب اليمن التي بدأت عندما طلبت الحكومة اليمنية رسمياً دعماً دولياً من مجلس الأمن وجامعة الدول العربية، مضيفاً أنّ دول الخليج رسمت خطاً في الرمل لمنع الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران من السيطرة على الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، والتحكم بخطوط الملاحة الرئيسية للملاحة التي تربط نصفي الكرة الأرضية الشرقي والغربي عبر البحر الأحمر وقناة السويس.

غلاف الكتاب

في الأيام الأولى للحرب، بحسب الكاتب، سارعت دولة الإمارات لتقديم العون لمقاتلي المقاومة اليمنية للدفاع عن ميناء عدن، والذي كان الميناء الأكثر ازدحاماً في العالم قبل عقود.

ويرى نايتس أنّه لو تمكن الحوثيون من السيطرة على عدن، فلن يقتصر الأمر على سيطرتهم على ثاني أكبر مدن اليمن (إضافة إلى سيطرتهم على العاصمة صنعاء)، لكنّهم سيتمكنون أيضاً من التحكم في الملاحة بالمضيق، الذي تمر فيه 20% من حركة النفط العالمية.

وينقل نايتس في كتابه قول أحد جنود القوات الخاصة: إنّ "حرب اليمن هي قصة قوات النخبة العربية التي تقاتل شبحاً من الجبل، بجوار أهم ممر بحري في العالم".

الإمارات رسمت خطاً في الرمل لمنع الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران من السيطرة على الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية

وقال نايتس: إنّه أمضى (5) أعوام ومئات الساعات في المقابلات، والإقامة مع أفراد الجيش الإماراتي، لكتابة هذا الكتاب، مشيراً إلى أنّه جمع قصص هؤلاء الجنود أثناء انتشارهم على جبهات القتال في اليمن، وخلال زياراته للخطوط الأمامية.

وأشاد بالجنود الإماراتيين قائلاً: "وجدت قدراً كبيراً من الجدية والنضج تتسم به القوات الإماراتية التي كرهت الموت والبؤس بسبب الحرب. برغم ذلك، كانت القوات الإماراتية متمرسة أيضاً في الحرب الحديثة، فقد تدربت في صراعات حقيقية إلى جانب أفضل الجيوش الغربية، كما تتمتع أيضاً بفهم أفضل للثقافة المحلية في اليمن وعلاقات ممتازة مع قوات المقاومة اليمنية".

جندي إماراتي في مطار عدن عام 2015

كما أجرى نايتس حوارات مع العديد من الجنود الذين شاركوا في تحرير المدينة للتعرف على الروايات التي لم تصل إلى السجلات الرسمية، واطلع على روايات متنوعة للعثور على أشياء طواها النسيان، وبتلك الأهمية نفسها تضمن الكتاب خرائط وتفاصيل وصوراً من ميدان المعركة.

ويضيف الكاتب في مقاله قائلاً: "عند الإلمام بتفاصيل المعركة يمكن للمرء حينئذ فهم طبوغرافيا (تضاريس) المناطق القديمة من عدن، حفر بركانية عميقة محاطة بمنحدرات شاهقة يبلغ ارتفاعها (1000) قدم، وبالاطلاع على ما دار على الجسر المؤدي إلى المطار يمكن للمرء تقدير أهمية الدور الذي لعبته المدرعات الإماراتية في التغلب على قوة النيران الحوثية التي دافعت عن المطار".

الكتاب يروي أول سيرة عسكرية للإمارات بلسان جنودها وبحارتها وطياريها، ويتناول ذروة الصراع لتحرير مدينة عدن في تموز 2015

وأضاف نايتس: إنّ عملية تحرير عدن بدأت في وقت كانت فيه المقاومة اليمنية قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة، عندما التقى المقاتلون اليمنيون والقوات الخاصة الإماراتية الذين دخلوا سراً إلى جيب دفاعي في عدن.

ويرى الكاتب المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية في كتاب يُنتظر أن يشكّل صدوره الرسمي حدثاً مهمّاً لما يتضمنه من تفاصيل، وحقائق لم يسبق نشرها أو التعرض إليها، يرى أنّ معركة عدن هي قصة شراكة بين اليمنيين والإماراتيين الذين تمكنوا من صد الهجوم الحوثي، ثم عززوا دفاعاتهم بجنود قواتهم الخاصة ومدفعية القوات البرية، قبل أن يشنوا هجوماً مفاجئاً سحقوا فيه الحوثيين، وأخرجوهم من عدن، وطاردوهم مئات الكيلومترات في كل الاتجاهات.

 وأوضح أنّ القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي لدولة الإمارات كانت تعمل على مدار الساعة، وفي ظل ظروف بالغة الصعوبة، لإبقاء خطوط الإمداد مفتوحة ومواصلة القصف الدقيق والثقيل على العدو، مشيداً بالجهد الجماعي، قائلاً: "ركزت بأكمل جهدها على هدف واحد، هو مساعدة اليمنيين في تحرير عدن".

وحول الدور الإماراتي لدعم الشرعية في اليمن ومساعدة الشعب، قال نايتس في حواره مع صحيفة "العين": دولة الإمارات العربية المتحدة تُعدّ فعالة للغاية في التعاون مع اليمنيين، فهي تمتلك أقوى جيش قتالي في الخليج، وتقوم بعمليات إلى جانب قوات الناتو في البلقان والصومال وأفغانستان وليبيا واليمن، وعلاوة على ذلك، استثمرت الإمارات في قدرات الدعم بعيدة المدى مثل طائرات النقل الجوي الثقيلة C-17، وقد سمح ذلك للإمارات بدعم اليمنيين الذين كانوا في أبعد نقطة من الخليج، شعب جنوب اليمن.

نايتس: لو تمكن الحوثيون من السيطرة على عدن، فلن يقتصر الأمر على سيطرتهم على ثاني أكبر مدن اليمن، لكنّهم سيتحكمون في الملاحة بمضيق باب المندب

وأوضح نايتس في حواره قائلاً: لقد سمح تحرير عدن بتحرير باب المندب بعد ذلك، ثم البدء في تطهير ساحل البحر الأحمر من قوارب الحوثيين الملغومة والصواريخ المضادة للسفن، ربما يوماً ما قد يتم تطهير البحر الأحمر بالكامل من هذه التهديدات الحوثية، ولن يكون ذلك ممكناً إلا لأنّ اللبنات الأساسية وُضعت في معركة عدن في عام 2015.

يُذكر أنّ الكتاب حاز على الكثير من الاهتمام قبل صدوره، حتى من قبل المؤرخين والسياسيين والعسكريين، نظراً للحقائق التي يوثقهاعن معركة حالت دون وقوع كوارث كبيرة بأهمّ طرق الملاحة العالمية، ومن المتوقع أن تكون مبيعاته قياسية.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية