بعد وصول المنصوري إلى الفضاء.. ما هي محطة الإمارات القادمة؟ (صور)

بعد وصول المنصوري إلى الفضاء.. ما هي محطة الإمارات القادمة؟ (صور)


26/09/2019

وصل الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، ليصبح أول رائد فضاء عربي يزور المحطة.

وارتسمت ابتسامة كبيرة على وجه المنصوري؛ عندما لحق بزملائه في المحطة، بعد رحلة استغرقت 6 ساعات.

وبذلك، ينضم الفريق إلى طاقم من ستة أشخاص في المحطة الدولية.

محمد بن راشد: محطتنا القادمة هي المريخ 

وفور انطلاق الرحلة، أمس، غرّد نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء، محمد بن راشد، عبر تويتر قائلاً: "وصول هزاع المنصوري للفضاء هو رسالة لكلّ الشباب العربي، بأننا يمكن أن نتقدّم ونتحرك للأمام، ونلحق بالآخرين، محطتنا القادمة هي المريخ عن طريق مسبار الأمل الذي صمّمه شبابنا ونفّذوه بكلّ اقتدار".

وخلال المؤتمر الصحفي الأخير، التقت وسائل الإعلام العالمية رواد الفضاء الإماراتيين والأمريكيين والروس الستّة، الذين انطلق ثلاثة منهم إلى المحطة الدولية للفضاء.

وأكّد المنصوري ورائد الفضاء الإماراتي البديل، سلطان النيادي؛ أنّ حلم الإمارات أصبح حقيقة، وقالا: "شارتنا تحمل الرقم واحد، وهذا يعني أنّ هناك العديد من المهمات القادمة".

وبدا المنصوري والنيادي بصحة ومعنويات عالية، وكانا يبتسمان ويجيبان بثقة وفخر عن أسئلة الصحافة الروسية والعالمية، إلى جانب وفود الصحافة العربية، نقلاً عن صحيفة "البيان" الإماراتية.

وقال المنصوري: "خلال رحلتي سأستمع إلى أغانٍ تعبّر عن وطني وتراثي، وأيضاً اخترت أغنية لأوجهها لأمي، فالأهل لعبوا دوراً كبيراً في حياتي أيضاً".

وأضاف متحدثاً باللغة الروسية، أثناء المؤتمر الصحفي في مدينة بايكونور بكازاخستان: "لدينا في ثقافتنا الإسلامية كلمة مؤثرة للغاية، وتحمل معان عظيمة، وهي: "توكّلنا على الله"، ولا أجد أفضل منها كي أبدأ رحلتي".

وواصل حديثه: "أجمل كلمة أسمعها هي حين يقول أطفال الوطن: "نريد أن نصبح رواد فضاء مثل هزاع".

وتابع: "كان للراحل الشيخ زايد رؤية واهتمام بقطاع الفضاء، وحلم في أن يكون للإمارات رواد فضاء، وأصبح الحلم حقيقة، وأتمنى لو كان الشيخ زايد بيننا لأقول له: "عيال زايد حققوا حلمك الذي بدأ منذ 40 عاماً"".

وقال: "تمنح دولة الإمارات البيئة المحفزة للشباب لتحقيق إنجازات في المجالات كافة، شكراً للقيادة الرشيدة ولعائلتي ولكل الوكالات والشركاء على الدعم الذي قدموه"، مضيفاً: "شعوري الآن لا يوصف بخوض هذه التجربة الجديدة".

هزاع سأشارك صلواتي مع العالم

وردّاً على سؤال حول أداء الصلوات الإسلامية المفروضة في الفضاء، ردّ المنصوري: "الصلاة في ديننا مرنة، وأديت الصلاة عند تحليقي كطيار مسبقاً، أما الصلاة في الفضاء فهي تجربة جديدة، وسأقوم بمشاركة صلواتي مع الجميع بالعالم، فهي تجربة جديدة علينا".

وتحدّث رائد الفضاء الإماراتي، سلطان النيادي، خلال المؤتمر الصحفي، عن استقبال الشيخ زايد بن سلطان في السبعينيات لرواد الفضاء، مضيفاً أنّ "الأمر تحوّل إلى حقيقة بفضل القيادة، وأنّ سقف الطموحات ارتفع".

وخلال المؤتمر طلب المنصوري من أحد الحضور أن يقف كي تتمّ تحيته، وكشف أنّه خالد الجابري، وقال عنه: "تعلمت منه الكثير، هو بمثابة أستاذ لي، وقد دعوته كي يأتي اليوم مع أخي وعائلتي".

ومن جانبها، قالت رائدة الفضاء الأمريكية، جيسيكا مير، ردّاً على سؤال حول تجربة التعايش واندماج الثقافات بين رواد الفضاء: "يسألني زملائي في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) باستمرار عن هزاع وسلطان، وأقول لهم إنهما مناسبان جداً للعمل في أيّة وكالة فضائية عالمية، لقد تعلمنا الكثير من بعضنا، نحن فريق واحد ننظر من بعيد إلى كوكب واحد، فيه الإنسان واحد".

يشار إلى أنّ مهمة ذهاب أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية تندرج تحت برنامج "الإمارات لرواد الفضاء" الذي يشرف عليه مركز محمد بن راشد للفضاء، وهو أول برنامج متكامل في المنطقة العربية يعمل على إعداد كوادر وطنية تُشارك في رحلات الفضاء المأهولة للقيام بمهام علمية مختلفة، تصبح جزءاً من الأبحاث التي يقوم بها المجتمع العلمي الدولي من أجل ابتكار حلول للعديد من التحديات التي بدورها تساعد على تحسين حياة البشر على سطح الأرض.

الطوابع التذكارية

هذا وقد أصدر بريد الإمارات، بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، مجموعة من الطوابع التذكارية، أمس، احتفاءً بأول مهمة لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء.

ويأتي ذلك بعد مرور 55 عاماً على قيام الراحل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، بإصدار طابع تذكاري لرحلة رواد الفضاء الأمريكية الأولى إلى الفضاء الخارجي، تحت شعار "تكريم رواد الفضاء".

وتعرض مجموعة الطوابع التذكارية، المكوَّنة من 6 تصاميم، صوراً لرائد الفضاء للمهمة المنصوري، ورائد الفضاء البديل النيادي، إضافة إلى مركبة الفضاء "سويوز إم إس" ومحطة الفضاء الدولية وشعار مهمّة 25 سبتمبر (طموح زايد)، الذي يظهر رسماً للراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

علامة فارقة

 من جهتها، ذكرت شبكة "سي إن إن"؛ أنّ الرحلة التاريخية المنتظر إطلاقها اليوم إلى محطة الفضاء الدولية سيكون على متنها أول رائد فضاء عربي يحقق هذا الإنجاز، تدشّن علامة فارقة في مسار صناعة فضائية مزدهرة في الإمارات.

ونشرت الشبكة، أول من أمس، تقريراً خاصاً عن الرحلة المشهودة، بعنوان "أول إماراتي في الفضاء: كيف تصل الإمارات إلى النجوم".

ورصد التقرير رحلة المنصوري منذ أن وقع عليه الاختيار ليكون هو بطل هذا الإنجاز، بعد اجتيازه الاختبارات بنجاح من بين أكثر من 4.000 مواطن إماراتي تقدموا لخوض الاختبارات.

وتتبع التقرير مسيرة التدريبات التي وصفها بأنها شاقة، والتي خضع لها المنصوري قبل انطلاقه في رحلته، أمس، على متن مركبة الفضاء الروسية "سويوز إم إس 15" من محطة "بايكنور" الفضائية في كازاخستان.

رسائل حبّ ودعم من العالم للمنصوري

قبل ساعات قليلة من مغادرة الأرض، متجهاً نحو محطة الفضاء الدولية على متن صاروخ "سويوز إف جي"؛ وجه زملاء رائد الفضاء الإماراتي، هزاع المنصوري، في المهنة، ومن أنحاء العالم، رسائل تشجيع ودعم وحبّ وتقدير لخطوته التاريخية التي سيترجم بها رؤية الشيخ زايد وحلمه لحقيقة وواقع، يأخذ بها الإمارات لمرحلة جديدة في استكشاف الفضاء.

ووجه عالم الفضاء المصري رئيس مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأمريكية عضو اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء، فاروق الباز، رسالة فخر بمناسبة الإنجاز الكبير لدولة الإمارات، المتمثل في إطلاق أول رائد فضاء إماراتي، هزاع المنصوري، إلى المحطة الفضائية الدولية.

وتمنى الرائد لوبيز أليغريا التوفيق لأول رائد فضاء إماراتي في مهمته إلى محطة الفضاء الدولية؛ إذ قال: "يعدّ الدوران حول الأرض شرف خاص سيمنحك رؤية جديدة للإنسانية بعد أن تنظر نحو الأرض من الفضاء حيث لا حدود، مجرد فرص لا نهائية".

كما وجه الدكتور جو جين، الرئيس السابق للمعهد الكوري لأبحاث الفضاء، رسالة يؤكد فيها لأول رائد فضاء إماراتي أنّ أولى خطواته على سطح الفضاء ستجلب الفخر لأبناء شعبه، وستمنح الجيل الشاب الصاعد أملاً في المستقبل، وستشجع نجاح مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.

وتمنى الدكتور جي وو، كبير العلماء وقائد المشروع لبرنامج الأولوية الاستراتيجية لعلوم الفضاء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، لهزاع المنصوري، التوفيق في مهمته ضمن محطة الفضاء الدولية والعودة الآمنة، مؤكداً أنّ فوائد رحلته إلى الفضاء لن تقتصر على قطاع الأنشطة الفضائية؛ فحسب بل ستفيد كذلك اقتصاد الإمارات وتطورها.

من هو هزاع المنصوري؟

يقول المنصوري إنّ ولعه بالفضاء بدأ منذ طفولة، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، التي نشأ وترعرع فيها.

ومع غياب برنامج فضاء إماراتي في ذلك الوقت، اتجه هزاع إلى الطيران، وبعد تخرجه في الجامعة، التحق بالقوات المسلحة كطيار مقاتل، حيث قاد طائرات من طراز "إف 16."

وبعد أعوام، أدرك أنّ حلمه بالصعود إلى الفضاء يمكن أن يصبح حقيقة؛ فقد اختير الشاب، البالغ من العمر 35 عاماً، للمشاركة في هذه المهمة من بين آلاف الأشخاص الذين سعوا إلى خوض هذه التجربة.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية