الاغتصاب في إيران ظاهرة تكشفها قصص واقعية

الاغتصاب في إيران ظاهرة تكشفها قصص واقعية


17/07/2018

أكد مختصون في مجال حقوق الأطفال، أنّ اغتصاب الأطفال أصبح "ظاهرة" اجتماعية مدمرة في إيران، وأنّ الاعتداءات الجنسية وممارسة شتى أنواع أساليب العنف على الأطفال تزداد، في وقت لا تستجيب فيه قوانين البلاد لحل الظاهرة بشكل كلي، ولا يقتصر اتساع ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال بل يشمل الفتيات، حيث تصحو إيران من حين إلى آخر على حوادث اغتصاب يهتز لها الشارع الإيراني.

ندوة تكشف أنّ من 12 إلى 35% من النساء ومن 4 إلى 9% من الرجال في إيران يتعرضون للاغتصاب قبل سنّ الـ 18 عاماً

وكشفت ندوة حول الجرائم الجنسية على الأطفال في طهران، أن من 12 إلى 35% من النساء ومن 4 إلى 9% من الرجال في إيران، تعرضوا للاغتصاب قبل سنّ الـ 18 عاماً، وفي أيام طفولتهم، وفق ما نقلت صحيفة "العرب" اللندنية.

وقالت ناشطة حقوقية ومحامية وعضو في جمعية دعم حقوق الطفل في إيران، بهشيد أرفع نيا، في تصريحات صحافية سابقة: "الاعتداء الجنسي على الأطفال ازداد بشكل غير مسبوق في إيران، حتى أنه يتم اغتصاب الطفل في بعض الحالات من قبل محارمه، أو أشخاص من الذين لديهم علاقة قريبة ووثيقة به".

وأكدت أرفع نيا، أنّه يتم إرغام الطفل المغتصب على السكوت إزاء الجريمة، مشيرة إلى أن معظم الاعتداءات الجنسية على الأطفال تحدث دون سنّ البلوغ، بحيث لا يفهم الطفل هذه الأمور، منبهة إلى أن ازدياد حالات الاغتصاب في بعض مدارس إيران "ظاهرة خطيرة"، وقالت إن بعض المعلمين في بعض المدارس يمارسون الاعتداء الجنسي على الأطفال.

ومن جانبه، قال شريعتي، العضو في جمعية دعم حقوق الطفل: إن "إحدى حالات الاغتصاب الأكثر إثارة للصدمة، وقعت في ورامين التابعة للعاصمة طهران، عام 2004، إذ تم اغتصاب 23 طفلاً، وقتل 17 منهم، بعد الاعتداء الجنسي عليهم في فترات مختلفة".

هذا، وأكد العديد من المختصين في مجال حقوق الأطفال، وفق مركز "المزماة" للدراسات والبحوث: أنّ الاعتداء الجنسي على الأطفال أصبح ظاهرة اجتماعية في إيران لا يمكن إنكارها، واتسعت هذه الظاهرة خلال العقود الأخيرة، إلى الحدّ الذي وجبت فيه دراستها وتحليلها والوقوف على أسباب انتشارها.

وأصدر القضاء الإيراني حكماً على مشرف مدرسة للفتيان، السبت الماضي، في طهران، بالسجن عشرة أعوام وجلده ثمانين جلدة، لإدانته بتهمة "الاعتداء الجنسي على قاصرين"، بحسب ما نقلت وكالة "إيسنا". ولاقت قضيّة هذا المشرف الذي يعمل في مدرسة خاصة في غرب طهران، صدى كبيراً في الصحافة المحلية، منذ إثارتها في آخر أيار (مايو) الماضي.

وبلغت الأهمية التي أخذتها هذه القضية مدى بعيداً، وجعلت المرشد آية الله علي خامنئي يتدخّل شخصياً، طالباً من القضاء أن يتحرّك بأقصى سرعة ممكنة، وإصدار العقوبات القصوى المنصوص عليها في القانون.

وبحسب وسائل إعلام إيرانية رسمية؛ فإنّ "مدرساً في ثانوية للبنين عرض عبر هاتفه مواد إباحية أمام نحو 40 طالباً، وربما أقدم على الاعتداء عليهم جنسياً"، وتقدم أولياء أمور 15 طالبا بشكوى بحق مدير المدرسة، الذي قالوا إنه عرض على أبنائهم الأفلام الإباحية من هاتفه النقال.

وبحسب صحف إيرانية؛ تلقى بعض الطلبة الذين تعرضوا للانتهاكات الجنسية علاجاً نفسياً، جراء "الضرر النفسي الشديد" الذي تعرضوا له، وقال النائب العام في طهران عباس جعفري: إن "المتهم أقر بامتلاكه أفلاماً جنسية على هاتفه أرسلها إلى الطلاب، لكنه أنكر بقية الاتهامات الموجهة إليه، والتي تتعلق بالاعتداء عليهم".

إمام مسجد في المدينة في مدينة إيرانشهر يؤكد تعرض 41 امرأة للاغتصاب على أيدي عصابات مسلحة وعائلات نافذة

ومن النادر الكشف عن مثل هذه الحوادث في إيران، لهذا صُدِم الشارع الإيراني، وانعكس ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي التي عجّت بانتقادات للمسؤولين الإيرانيين واتهامهم بالتهاون في وقف التحرش والاعتداءات الجنسية.

وفي سياق آخر، وأثناء صلاة عيد الفطر في مدينة إيرانشهر، التابعة لمحافظة سيستان وبلوشستان، التي تسكنها الأقلية السنيّة في إيران، صُدِم جميع الحضور، ومن بينهم المحافظ وكبار المسؤولين الأمنيين والقضائيين في المحافظة، بمفاجأة ألقاها إمام صلاة الجمعة في المدينة، محمد طيب، حيث أكد تعرض 41 امرأة للاغتصاب على أيدي عصابات مسلحة.

وطالب الإمام المسؤولين بفتح تحقيق في تلك الواقعة بأقصى سرعة، ووجه أصابع الاتهام لبعض العائلات الثرية في المدينة، بكونها وراء تلك الجرائم قائلاً: "لو تحدثت عن أسر هؤلاء المغتصبين لوضعوا رأسهم في الرمال من شدة العار".

وأوضح طيب في تصريحات أن هناك حوالي 41 امرأة تعرضن للاغتصاب، وفضلت عائلاتهن السكوت، لكنه قرر فضح تلك الحوادث حينما جاءه والد إحدى الفتيات المغتصبات باكياً يشكو له سوء حال ابنته بعد الحادثة.

وتصل عقوبة الاغتصاب في إيران إلى الإعدام، ورغم ذلك تتواصل هذه الجرائم بشكل لافت في المجتمع الإسلامي المحافظ. وحول أسباب هذه الحادثة، قال إمام جمعة إيرانشهر: إن "الهجرة إلى المدينة بسبب موقعها التجاري أدت إلى تقاطر عدد كبير من أماكن مختلفة إلى إيران، وبأفكار وثقافات مختلفة على المدينة المحافظة".

وفي ثاني أيام العيد، بسبب حديث الإمام، خرج العشرات من أهالي محافظة سيستان وبلوشستان للاحتجاج ضدّ السلطة القضائية في المحافظة، مرددين شعارات تعبر عن إحساسهم بانعدام الأمن والأمان.

وعن الأسباب الكامنة وراء عدم تحدث أيّة ضحية من الضحايا طوال الفترة الماضية، أو عدم تقديم شكوى لدى الشرطة، برر مسؤول محلي في المحافظة الأمر بأنه "تخوف من انتقام المغتصبين، لأنهم يمتلكون سلطة ونفوذاً، إضافة إلى الخوف من الفضيحة".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية