في لبنان.. خط ساخن لمحاربة ظاهرة الانتحار.. كيف يعمل؟

أطلقت مجموعة من المتطوعين والعاملين في مجال الصحة النفسية في لبنان، أواخر العام 2017، أول خطّ ساخن لمحاربة ظاهرة الانتحار في البلاد.

ويعدّ الانتحار من الموضوعات المحظورة والقضايا المسكوت عنها في لبنان، لأسباب اجتماعية ودينية، رغم أنّ معدل الانتحار حالياً يبلغ حالة كلّ يومين ونصف اليوم.

وشهدت الأشهر السبعة الأولى من هذا العام 89 حالة انتحار في لبنان، مقارنة بـ 143 حالة عام 2017، وفق ما نقلت "يورو نيوز" عن السلطات المحلية.

إضافة إلى أنّ واحداً من كلّ ثلاثة بالغين في لبنان يصاب باضطراب عقلي في سنّ 75 عاماً، بحسب دراسة أجريت عام 2008.

وقال عمر غصن، وهو طبيب نفسي وعضو في مجلس إدارة جمعية "إمبرايس"، المعنية بمحاربة الانتحار: "تلقينا نحو 600 مكالمة منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي".

ويعمل حوالي 45 متطوعاً بنظام المناوبات، لتلقي مكالمات هاتفية من أشخاص يعانون من مشكلات، أو يمرون بمحنة ما.

وتقول سالي، وهي إحدى المتطوعات: إنّ "المتصلين من النساء والرجال من جميع الأعمار، لكن المراهقين يعتمدون بشكل خاص على الخدمة".

ولا يقتصر الأمر على المراهقين وكبار السنّ، فإنّ أحد أكثر الفئات هشاشة في لبنان أيضاً تشمل حوالي مليون لاجئ سوري فروا من الحرب في بلادهم.

وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، صادر عام 2014؛ فإنّ 41% من الشباب السوري في لبنان يفكرون أحياناً أو غالباً في الانتحار.

وقال فادي، وهو متطوع سوري في المنظمة وأحد المستجيبين لاتصالات الخط الساخن: إنّه يشعر في كثير من الأحيان بأن المتصلين لم يسبق لهم أن وجدوا من يتعاطف معهم، وقال إنه يتحدث معهم عن مشكلاتهم، في محاولة لتسليط الضوء على إنجازاتهم ورفع معنوياتهم، رغم أنهم في بعض الأحيان، هم فقط في حاجة إلى البكاء.

وتقول السلطات اللبنانية إنها تعمل على تفادي وقوع حالات الانتحار، من خلال خطوات من ضمنها تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية العقلية.

وتقول نور الكيك، من برنامج الصحة النفسية الذي أطلقته وزارة الصحة عام 2014: "إن 90% من الأشخاص الذين يحاولون الانتحار يعانون من اضطراب عقلي يمكن علاجه، نحن نعمل على جعل الخدمات أكثر توفراً وسهولة وبأسعار في متناول الجميع".