بحديثه عن تنظيم الإخوان... سفير بريطانيا في مصر يثير موجة انتقادات

بحديثه عن تنظيم الإخوان... سفير بريطانيا في مصر يثير موجة انتقادات


15/08/2018

قال السفير البريطاني في مصر، جون كاسن: "نحن من أكثر الدول صرامة في التعامل مع تنظيم الإخوان"، بهذه الكلمات تحدّث عن موقف بلاده من جماعة الإخوان، أول من أمس، وذلك في معرض إجابته عن أسئلة عديدة تلقاها من متابعيه عبر حسابه على موقع تويتر، وفق ما نقلت شبكة الـ "سي إن إن".

جون كاسن: نحن من أكثر الدول صرامة في التعامل مع الإخوان ونتعامل مع أنّ الانتماء إليهم مؤشر على احتمالية التطرف

وتلقّى كاسن سؤالاً من أحد متابعيه يقول: "سيادة السفير، ما تزال العلاقة المشبوهة بين الإخوان وبريطانيا خنجراً مسموماً بعلاقة المصريين، قصص لا تخلو من الصدق والمبالغة بالعلاقة المشبوهة بهذه الجماعة، التي يشهد التاريخ عليها، بالأفعال والفكر الطائفي العنصري وجذور جميع الجماعات المتطرفة؛ السؤال هل جماعة الإخوان إرهابية؟".

وردّ كاسن على السؤال، قائلاً: "نحن من أكثر الدول صرامة في التعامل مع الإخوان، ونتعامل بأن الانتماء للإخوان مؤشّر على احتمالية التطرف".

أثار تصريح السفير البريطاني بالقاهرة، جون كاسن، موجة رفض وانتقادات بين متابعي صفحته على موقع تويتر في مصر، وعدّ كثير من متابعيه بريطانيا "الداعم الأول" للجماعة.

وعلّق خبراء في الجماعات الإسلامية على ما قاله السفير؛ بأنّ "كلامه يخالف التاريخ والواقع"، وأنّ كاسن "يتجمّل أمام الرأي العام المصري، الذي بات رافضاً للجماعة".

وقال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي، منير أديب، في تصريح لصحيفة "النهار": إنّ "السفير البريطاني يكذب ويتجمّل، يكذب لأنّ ما قاله يخالف ما جاء عبر التاريخ، وما نراه الآن. الحكومة البريطانية عندما كانت تحتلّ مصر، شاركت في دعم التنظيم، من خلال تقديم تبرع للجماعة لبناء مسجد، وأيضاً دعمت وجود هذا التنظيم، نمت الجماعة تحت عيون البريطانيين، وقدّم لها الدعم حتى خرج بريطانيا من مصر، وحينها كان التنظيم قد كبر، وأصبح له مؤسسات وقوة كبيرة".

"الرأي العام المصري كلّه الآن ضدّ الجماعة" يقول أديب، مضيفاً: "وبالتالي فإنّ كاسن يحاول أن يكسب الرأي العام المصري؛ لندن تحتضن التنظيم، يمكن أن نقول ودون مبالغة، مكتب الإرشاد الخاص بالجماعة نقل بكامل أعضائه وهيئته إلى لندن، وهذا المكتب هو الذي يدير التنظيم في شتى بلدان العالم، وليس مصر فحسب".

منير أديب: السفير البريطاني يكذب ويتجمّل لأنّ حكومة بلاده ساهمت في تأسيس التنظيم وقدمت الدعم له

ويوضح الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي: "يقيم في لندن الأمين العام للتنظيم الدولي للإخوان، إبراهيم منير، ومكتبه في أشهر شوارع لندن، ويتحدث الآن بصفته نائب المرشد العام للجماعة".

وقال مدير مركز دراسات الإسلام السياسي بالقاهرة مصطفى حمزة: "ما يزال، حتى الآن، مقرّ التنظيم الدولي للإخوان هو لندن، واستثمارات رجال أعمال الجماعة كبيرة جداً في بريطانيا، وهم يستضيفون إبراهيم منير القيادي بالجماعة، وهاني ذهب الجهادي الذي يكفّر الدنيا كلها، ويمنحونه اللجوء بشكل قانونيّ، والكثير غيرهم يقيم في هذا البلد".

ويؤكّد حمزة؛ أنّه "منذ ظهور الجماعة كان هناك دور كبير للمخابرات البريطانية في تأسيس الإخوان المسلمين".

ويرى الخبير في الجماعات الإسلامية، أنّ "تصريحات السفير هي كلام موظف بوزارة الخارجية، وليست قراراً للحكومة البريطانية"، متسائلاً: "هل صنّفت لندن الجماعة كتنظيم إرهابي؟".

مصطفى حمزة: ما يزال مقرّ التنظيم الدولي للإخوان حتى الآن في لندن وما تزال تستضيف القيادي بالجماعة إبراهيم منير والجهادي هاني ذهب

"خدع تنظيم الإخوان المسلمين معظم أبناء جيلي" يقول الكاتب والمفكّر المصري شوقي جلال (من مواليد 1930)، وهو من الذين انضموا للجماعة في مرحلة مبكرة من نشأتها، ويوضح لـ "النهار": "كان إجلاء الاحتلال البريطاني من أهم أولويات المصريين، لذا انضممت للإخوان، وكنت حينها في مرحلة الشباب المبكرة، وكان عمري قرابة 14 عاماً، وانضمّ كثيرون من أبناء جيلي لهم؛ لأنّ الجماعة قدمت نفسها للمصريين على أنّ هدفها هو مواجهة الاحتلال وطرده".

ويضيف جلال: "اكتشفنا الخدعة، وترك معظمنا الجماعة بعد وقت قصير من الالتحاق بها، لأننا أدركنا أن لها أهدافاً أخرى غير الهدف المعلن، فخطاب الإخوان المسلمين السياسي مختلف عما نراه الآن؛ من رغبة في تأسيس دولة إسلامية، وإقامة أحكام الشريعة، وكلّ ما نسمعه اليوم".

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية