دراكولا النيجيري: أبوبكر شيكاو..وكيل داعش لذبح الرجال وبيع النساء بأفريقيا

دراكولا النيجيري: أبوبكر شيكاو..وكيل داعش لذبح الرجال وبيع النساء بأفريقيا


26/11/2017

"استمتعُ بذبح كل من يأمرني الله بقتله، متعتي بذبح الدجاج والخراف"!
ربما كانت هذه المقولة الشهيرة التي أطلقها زعيم بوكو حرام، أبوبكر شيكاو، في  العام 2012 عبر تسجيل مصور مُعلقاً على عملية إرهابية نفذتها جماعته المُتشددة في مدينة (كانو) شمال نيجيريا، وأسفرت عن مقتل 170 شخصاً، سبباً مباشراً في رصد الإدارة الأمريكية سبعة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات حقيقة عنه.
إلاّ أن شيكاو المولود في قرية بمقاطعة يوبي شمال شرق نيجيريا قرب الحدود مع  النيجر في سنة غير معروفة؛ إذ يقدر البعض عمره بـ 35 عاماً  فيما يذهب آخرون إلى أنه بلغ الـ 45 عاماً.

أظهر الطالب (نجابة) غير مسبوقة في حفظ الأحاديث وتفسيرها بطريقة أكثر تشدداً من شيوخه ما جعل الخلافات تدب بينه وبينهم

على أي حال، تبدو سيرة شيكاو الذي يُعد أحد أخطر الإرهابيين الدوليين غامضة نسبياً، فالمبذول منها شحيح وقليل، لكن ذلك لا يحول دون رصد حياة الرجل غريب الأطوار الوالغ في الدماء حتى نخاعه والمتشدق بانتصار لله عبر ذبح البشر ونحرهم وسبي النساء وبيعهن في الأسواق سلعاً رخيصة وبضاعة بائرة!
درس القرآن الكريم والفقه السلفي في خلاوي (مدارس دينية  محلية) تابعة لشيوخ محليين في مدينة مايدوغوري بولاية بورنو المجاورة؛ حيث أظهر الطالب (نجابة) غير مسبوقة في حفظ الأحاديث وتفسيرها بطريقة أكثر تشدداًمن شيوخه ما جعل الخلافات تدب بينه وبينهم فكان أن كفّر الرجل بعضهم واشتبك مع الآخر في مشادات كلامية عنيفة ووصفهم بالجبن والخزي وأنهم يفضلون الحياة الدنيا على الموت في سبيل الله، فذاع صيته وصار حديث تلك الأنحاء.

يد الزعيم الباطشة
يبدو أنّ تلك الخلافات كانت سبباً كافياً لجعل رجل الدين المتطرف محمد يوسف زعيم بوكو حرام السابق يستدعيه إليها، فألتقيا لأول مرة في مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو، ومعقل الجماعة الإرهابية عبر وسيط يدعى "مامان نور" مدبر التفجير الذي حدث في آب (أغسطس) عام 2011 بمجمع مكتب الأمم المتحدة بالعاصمة النيجيرية ابوجا.
ظل شيكاو يعمل بإخلاصٍ وتفانٍ شديدين تحت مظلة شيخة وإمرته، فقربه الأخير منه لما لمس فيه من استعداد نفسي للقتل والذبح وإراقة الدماء من أجل تطبيق شرع الله ومحاربة أنساق التربية والتعليم الغربيين المنتشرين في نيجيريا وما جاورها، بحسب اعتقادهما. ولم يلبث الرجل بعض عام من التحاقة ببوكو حرام حتى صار اليد الباطشة والذراع اليمين لزعيمها محمد يوسف، فكان ذلك كفيلاً بأن يكسبه عداوات أخرى مع المقربين من الزعيم.
الأيدولوجيا تتفوق على الكاريزما
في تموز (يوليو) من العام 2009، انقلب كل شيء في حركة بوكو حرام رأساً على عقب، فقد اعتقلت الشرطة النيجيرية في حملة مسلحة ضارية زعيم الحركة محمد يوسف وآخرين وقتلت المئات من منسوبيها. وبعد وقتٍ وجيز أعلنت عن وفاة زعيمها في السجن، ويرجح أنّها أعدمته. مُذّاك اختفى شيكاو تماماً فظنّ الجميع أنّه قتل أثناء الحملة، بل وأكدت مصادر في الأمن النيجيري ذلك.

بدا الرجل فاقداً للكاريزما التي كان يتمتع بها سلفه، لكنه أظهر التزاماً أيدولوجياً صارماً وتطرفاً غير مسبوق

لكنّه بعد شهور قليلة، ظهر مجدداً في مقطع فيديو على أنّه الزعيم الجديد لبوكو حرام؛ حيث بدا الرجل فاقداً للكاريزما التي كان يتمتع بها سلفه، لكنه أظهر التزاماً أيدولوجياً صارماً وتطرفاً غير مسبوق؛ حيث أعلن التزامة بخط القاعدة وتأييده لزعيمها حينها  "أسامة بن لادن".
إلا أنه كان مثيراً للسخرية ومنفصلاً عن الواقع، عندما هدد في "مقطع الفيديو" نفسه  بقتل زعماء ورجال دين توفّوا منذ سنوات من بث المقطع مثل؛ رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر والبابا يوحنا بولس الثاني.


سبي النساء وبيعهن
في آذار (مارس) العام 2015 أعلن زعيم بوكو حرام ولاءه لتنظيم "داعش" عبر تسجيل صوتي تعهّد فيه شيكاو بطاعة أبو بكر البغدادي في "المنشط والمكره"  وتوعد من يحاولون كسر شوكة جماعته بهزيمة ساحقة ماحقة، وتوعد حكومات  غرب أفريقيا بجحيم جديد، وأشار إلى هجمات تفجيرات وهجمات حركته وصفها بالغزوات الجهادية المباركة مثل؛ اقتحام مركز شرطة مايدوغوري في 2009، وقتل 80 شخصاً في حفل رأس السنة 2010 في ثكنة عسكرية في العاصمة أبوجا، وهجمات القنابل على مبني الأمم المتحدة وأحد أقسام شرطة في 2011، والهجوم على كنيسة عيد الفصح في كادونا في 2012، وقتل 50 شخصياً في مدرسة زراعية في يوبي 2013  و75 شخصاً في انفجارين مُزدوجين في أبوجا 2014م، الكثير من العمليات الأخرى التي لا يسع المجال لذكرها تفصيلاً.

أُشيع أنّه قُتل ضمن حملة للقوات الأمنية، ولكن عاد إلى الظهور كزعيم المجموعة بعد أقل من عام

في مرحلة ما لجأت بوكو حرام إلى طريقة جديدة للضغط على حكومات غرب أفريقيا والمجتمع الدولي، وهي خطف الفتيات اليافعات حيث خطفت أكثر من 200 فتاة من مدرسة تشيبوك في ولاية بورنو و 22 فتاة خلال هجومين منفصلين على قرى شمال شرق نيجيريا، 14 فتاة أعمارهن تقل عن 17 عاماً في العام 2017م.
لم يفوّت زعيم بوكو حرام أبوبكر شيكاو، هذه الفرصة دون أن يستغلها، ويخطب في الناس عبر تسجيل صوتي يحتفي فيه بسبي النساء قائلاً:"لقد اختطفت فتياتكم، وسوف أبيعهن في السوق، وفق شرع الله". وأضاف:"ستتم معاملتهن كسبايا وبيعهن أو تزويجهن بالقوة".
أكثر من كُنكان العوّام
لا أحد يموت أكثر من مرة، فعدا الرجل الستيني (جواكيم سواريس كونيا) بطل رواية جورجي أمادو الشهيرة (كنكان العوام) الذي مات مرتين، لم يسمع أحد بآخر حدث له ذات الأمر، إلاّ أن زعيم بوكو حرام فعلها مرات عديدة حتى فاق وبز (جواكيم) ففي العام 2009  أُشيع أنّه قُتل ضمن حملة القوات الأمنية سالفة الذكر والتي اعتقل خلالها سلفه، ولكن عاد إلى الظهور كزعيم المجموعة بعد أقل من عام.  وفي العام 2014 أكد الجيش النيجيري أنّه قتله في معركة ضارية، وفي العام نفسه دخلت الكامرون على الخط فنشر جيشها  صورة لشيكاو وقال إنه قتل على يد مفرزة من الجنود الكمرونيين، ثم في بداية 2015 قال الرئيس التشادي إدريس ديبي: إن الرجل لقي حتفه على يد قواته الأمنية بالقرب من بحيرة تشاد، فكان تلك هي (الميتة) الرابعة له، إلاّ أنّ مقطع فيديو بثته وكالة الأنباء الفرنسية ظهر فيه شيكاو (في كامل حياته) وهو يسخر ويضحك بشكل هستيري من مزاعم الجيوش الأفريقية العتيدة بقتله والقضاء عليه!


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية