"التحالف" في اليمن سيحاسب المخطئين.. لكن ماذا عن هذه النقاط العشر؟

اليمن

"التحالف" في اليمن سيحاسب المخطئين.. لكن ماذا عن هذه النقاط العشر؟


03/09/2018

اطّلعتْ قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن على ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث، أول من أمس، بشأن ما أُثير من ادعاءات حيال إحدى العمليات التي نفذتها قوات التحالف يوم 9 آب (أغسطس) الماضي في محافظة صعدة، وما توصل إليه الفريق المشترك عن وجود أخطاء في التقيد بقواعد الاشتباك.
وأعربت قيادة القوات المشتركة عن أسفها لتلك الأخطاء، وعن تعازيها لأهالي الضحايا وتضامنها معهم وتمنياتها للمصابين الشفاء العاجل. غير أنّ اعتراف "التحالف العربي" في اليمن بتلك الأخطاء وعزمه القوي على محاسبة مرتكبيها لا يعني القبول بالمغالطات التي انطوى عليها تقرير الخبراء الأخير، التابع للأمم المتحدة، وهو أمر مهم قبيل محادثات ترعاها الأمم المتحدة حول اليمن بعد ثلاثة أيام.

ما أضعف صدقية التقرير أنه انطوى على رغبة في "تطبيع" المساواة القانونية بين الانقلاب الحوثي والشرعية اليمنية

وكان "التحالف العربي" في اليمن بقيادة السعودية قبِل نتائج ما خلص إليه الفريق المشترك لتقييم الحوادث، مؤكداً أنه سيتخذ الإجراءات القانونية كافة لمحاسبة كل من ثبت ارتكابهم أخطاء وفق الأنظمة والقوانين المتبعة في مثل هذه الحالات، مع الاستمرار في مراجعة قواعد الاشتباك وتطويرها بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة، وفقاً للدروس المستفادة من تلك العمليات. وسيتم تكليف اللجنة المشتركة للنظر في منح المساعدات الطوعية للمتضررين في اليمن بالتواصل مع الحكومة اليمنية الشرعية لتحديد هويات المتضررين وأسمائهم؛ ليتم العمل على مساعدتهم وفق الإجراءات المنظمة لذلك.
"تقرير الخبراء غير محايد وفريسة معلومات مغلوطة"
وفيما تؤكد قيادة التحالف أنها ستستمر في التزام القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية والاتفاقيات ذات الصلة مع تطبيق قواعد الاشتباك، وفق أعلى المعايير والممارسات الدولية بما يضمن احترام القانون الإنساني الدولي وتحقيق المحافظة على أرواح وممتلكات المدنيين، فإنّ مسؤولين يمنيين في الحكومة الشرعية ومسؤولين في التحالف الداعم لها أبدوا، على مدار الأيام الماضية، جملة من النقاط والملاحظات المنهجية حول نتائج غير موضوعية انطوى عليها تقرير الخبراء، ولعل من أبرزها ما يلي:
1. أكد السفير اليمني لدى الأمم المتحدة، أحمد عوض بن مبارك، أن موقف الحكومة اليمنية والتحالف العربي ثابت تجاه الحرص على اتخاذ كافة التدابير التي تقلل من أي آثار تمس المدنيين، مشيراً إلى أنّ تقرير الخبراء التابع للأمم المتحدة وقع فريسة معلومات حوثية مغلوطة. وفي مقابلة مع "سكاي نيوز عربية" الخميس الماضي، قال بن مبارك في تعليقه على تقرير الخبراء في المفوضية السامية لحقوق الإنسان إنّ "هناك استعجالاً كبيراً فيما ورد بالتقرير، فقد جاء بلغة غير محايدة أقرب للغة الناشطين.. وتحدث عن عدوان تقوده الحكومة في الحديدة ووصف زعيم المتمردين بقائد الثورة"!.

لم يأتِ  التقريرعلى الدور الإيراني في استمرار الحرب في اليمن، وتأجيج الصراع 

2. التقرير الذي يغطي فترة ثلاثة أعوام "لم يتحدث بالمطلق عن انتهاكات الحوثيين في عدن والمدن الجنوبية واستهداف المدنيين فيها، واستهداف المدن الآهلة بالسكان في السعودية جرّاء إطلاق الصواريخ الباليستية".
3. التقرير لم يعطِ مساحة للمعاناة الإنسانية الأكبر في اليمن؛ والتي تجري في تعز بسبب استهداف المدنيين فيها من قبل الحوثيين.
4. لفت السفير اليمني بن مبارك إلى أنّ عدداً كبيراً من التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة حول اليمن "تواجه مشكلة فيما تصفها بالمصادر الأولية؛ حيث تعتمد على بيانات لجهات تابعة للحوثيين وهي طرف رئيسي في الأزمة ومشكوك في نزاهتها"، بحسب السفير. ولعل ما أضعف صدقية هذا التقرير أنه انطوى على رغبة في تسويق محاولة لـ"تطبيع" المساواة القانونية والشرعية بين معسكر الانقلاب الحوثي، مع الشرعية اليمنية، وفق ما كتب مشاري الذايدي في صحيفة "الشرق الأوسط"، أول من أمس.

اقرأ أيضاً: هكذا ردّ التحالف والحكومة اليمنية على تقرير حقوق الإنسان
5. في تعليقه على تقرير الخبراء الأمميين سلّط الملحق الإعلامي بسفارة اليمن في العاصمة الأردنية عمّان، محمود شحره، الضوء على أن موظفي المنظمات الدولية بالعاصمة صنعاء، كثيراً ما يتماهون مع مليشيا الحوثي عند كتابة التقارير الحقوقية خوفاً على وظائفهم. وأضاف أن هؤلاء الموظفين يتقاضون رواتب وأجوراً عالية تصل في متوسطها إلى 400 دولار يومياً، ما يجعلهم، برأيه، حريصين على الحفاظ على وظائفهم من خلال مجاملة الحوثيين.

تبرع السعودية والإمارات والكويت بمليار ومائة وثمانين مليون دولار

6.  التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أشار في بيان له إلى أن التقرير الذي أصدره خبراء في الأمم المتحدة لم يأتِ على الدور الإيراني في استمرار الحرب في اليمن، وتأجيج الصراع ودعمها لميليشيات الحوثي التي انقلبت على الحكومة الشرعية عام 2015.
7. أبدى البيان استغرابه من تجاهل التقرير للجهد الإنساني الكبير الذي تقوم به دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، فقد تجاهل التقرير مثلاً، تبرع السعودية والإمارات والكويت بمليار ومائة وثمانين مليون دولار، لمنظمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن.

تجاهل التقرير تبرع السعودية والإمارات والكويت بمليار ومئة وثمانين مليون دولار لمنظمات الأمم المتحدة باليمن

8. كشف وزير الإعلام اليمني، معمر الأرياني، في سلسلة تغريدات على حسابه في "تويتر" عن علّة التقرير فقال: "التقرير وصف الأزمة اليمنية بالنزاع، والانقلابين الحوثيين بسلطات الأمر الواقع، وميليشياتهم بالقوات، والجيش الوطني والمقاومة بميليشيات موالية لهادي، والعملية العسكرية التي أطلقتها الحكومة لتحرير مدينة الحديدة بالعدوان، في انقلاب صريح على كل قرارات مجلس الأمن ومرجعيات حل الأزمة اليمنية" (مخرجات الحوار الوطني + المبادرة الخليجية + قرارات مجلس الأمن الدولي وخصوصاً القرار رقم 2216).  وأضاف الأرياني أنه "بدلاً من أن يطلق فريق الخبراء في تقريره الكارثي على عبدالملك الحوثي قائد المليشيا أو قائد الانقلابيين، أسموه قائد الثورة، وهو أحد من شملتهم العقوبات الدولية، وهكذا دواليك مع باقي قيادات المليشيا الذين منحهم التقرير ألقاباً ورتباً وصفات رسمية؛ في توصيف عجيب يطعن في مصداقية التقرير.

استمرار تشغيل مستشفى السلام السعودي في محافظة صعدة

9. وحول إقرار قيادة "التحالف العربي" في اليمن بالمسؤولية عن استهداف حافلة ضحيان بصعدة، قال السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، إن بيان التحالف قبل نتائج التحقيق، وأبدى استعداده لمحاسبة كل من ثبت ارتكابهم للأخطاء ومراجعة قواعد الاشتباك. وأشار آل جابر إلى أن استمرار تشغيل مستشفى السلام السعودي في محافظة صعدة، معقل الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران، ودعم الاقتصاد اليمني بمليارات الدولارات والمشتقات النفطية وتقديم دعم لخطة الأمم المتحدة 2018 بمليار وربع المليار، إنما يؤكد حرص "التحالف العربي" على الشعب اليمني بغض النظر عن انتماءاتهم.

اقرأ أيضاً: عملية "قطع رأس الأفعى" في اليمن.. هل قاربت على الانتهاء؟

ولفت آل جابر النظر إلى أن منهجية "الإثبات بالاعتقاد" التي اتبعها التقرير عقيمة، في وقت تقف الشواهد أمامهم والأدلة واضحة بممارسات المليشيا الحوثية، لافتاً النظر إلى أنّ الخبراء ظهروا بمثالية مفقودة، على حدّ تعبيره؛ "وذلك بإلقاء التهم على التحالف جزافاً، في حين أن هناك ملايين الحالات الفردية بين أبناء اليمن تحكي انتهاك المليشيا الحوثية المدعومة من إيران".

10.  ثمة شكوك وعلامات استفهام حول مدى موضوعية رئيس لجنة الخبراء، كمال الجندوبي؛ حيث تحوم شبهات حوله كما أشارت قنوات إعلامية (الرابط هنا).
قصارى القول، إنّ هذه النقاط العشر، وغيرها كثير بالطبع، جديرة بأن تكون حاضرة قبيل الإجراءات التي تقوم بها الأمم المتحدة من أجل عقد محادثات في جنيف بين الحكومة الشرعية والحوثيين، في السادس من أيلول (سبتمبر) الجاري؛ وذلك في أول محاولة من نوعها، بحسب وكالة أنباء "رويترز"، منذ أكثر من عامين لإجراء مفاوضات تستهدف إنهاء الحرب الدائرة اليمن.

الصفحة الرئيسية