أحمد شفيق.. ناكر للجميل أم طامع بالسلطة حتى لو تحالف مع "الإخوان"؟

مصر

أحمد شفيق.. ناكر للجميل أم طامع بالسلطة حتى لو تحالف مع "الإخوان"؟


30/11/2017

تصاعدت ردود الفعل والتصريحات السياسية في أعقاب إعلان رئيس وزراء مصر الأسبق أحمد شفيق أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة منعته من السفر بعد إشهاره عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر. وجاءت تصريحات شفيق في كلمة مصورة بثتها قناة "الجزيرة" القطرية. ونفت دينا عدلي حسين، محامية شفيق، في وقت لاحق، ما ادّعته "الجزيرة" بحصولها على بيان مصوّر حصري منه. ونشرت على صفحتها بفيسبوك ما وصفته بالفيديو الأصلي، متّهمة "الجزيرة" بوضع شعارها عليه "للشو الإعلامي"، على حد وصفها.

وانتقد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش تصريحات شفيق في تغريدات على "تويتر" قائلاً "تأسف دولة الإمارات أن يرد الفريق أحمد شفيق الجميل بالنكران، فقد لجأ إلى الإمارات هارباً من مصر إثر إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2012، وقدّمنا له كل التسهيلات وواجبات الضيافة الكريمة، رغم تحفظنا الشديد على بعض مواقفه".
وأضاف "آثرت دولة الإمارات في تعاملها التمسك دوماً بقيم الضيافة والرعاية حبّاً لمصر والمصريين الذين لهم في قلوبنا وتوجهنا كل التقدير والاحترام، وتؤكد دولة الإمارات بأن لا يوجد عائق لمغادرة الفريق أحمد شفيق الدولة".

معادن الرجال

وذكر قرقاش: "للأسف وفي هذا الموقف الذي يكشف معادن الرجال، لا يسعني إلا أن أضيف مقولة المتنبي، شاعر العرب الكبير، "إذا أنت أكرمت الكريم ملكته، وإن أنتَ أكرمت اللئيم تمرداً".
وقال شفيق، في كلمته المصوّرة، كما أفادت "رويترز": "كنت قد أعلنت عن ترشّحي لمنصب رئيس جمهورية مصر العربية، وكنت أنوي في سبيل ذلك القيام بجولة بين أبناء الجالية المصرية بالخارج قبل العودة خلال الأيام القليلة القادمة، إلا أنني فوجئت بمنعي من مغادرة دولة الإمارات العربية الشقيقة لأسباب لا أفهمها ولا أتفهمها".

قرقاش معلقاً على مزاعم أحمد شفيق "إذا أنت أكرمت الكريم ملكته، وإن أنتَ أكرمت اللئيم تمرداً"

وقال شفيق، في الفيديو الذي سجله في الإمارات "إنني أشرف بأن أعلن عن رغبتي في التقدم للانتخابات الرئاسية القادمة في مصر لاختيار رئيسها للسنوات الأربع القادمة". وتحدث شفيق عن "خبرته الطويلة في القوات المسلحة" و"النجاح الذي شهد به الجميع" أثناء توليه وزارة الطيران المدني.
وكان شفيق خسر الانتخابات الرئاسية عام 2012 أمام المرشح الإخواني محمد مرسي في أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر في أعقاب 2011 التي أطاحت الرئيسَ الأسبق حسني مبارك. ودعا شفيق، في فيديو إعلان ترشحه، إلى تطبيق الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. وقال "إنّ الديمقراطية الحقة والحقوق الإنسانية الطبيعية ليست بمنحة من أحد، كما أنها لا تمنح أو تطبق تدريجيا إطلاقا". وأضاف "أن أي نجاح مأمول صغر أم كبر لن يتحقق في بلادنا ما لم نحظَ بنظام للحكم.. مدني.. ديمقراطي.. نموذجي ومستقر.. قابلاً للمراجعة والنقد".
واستنكر نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي ضاحي خلفان، مزاعم الفريق أحمد شفيق بمنع الإمارات رئيس وزراء مصر الأسبق، بمنعه من السفر في دولة الإمارات، مؤكداً: "الفريق أحمد شفيق ليس موجوداً في قوائم الممنوعين من السفر".
خلفان: الفريق شفيق فاتك الزمن
وكتب خلفان عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، اليوم الخميس: "حسني مبارك في أحداث الإخوان قرر ألا يغادر مصر وأن يواجه خصومه أمام القضاء، متحملاً كل ما يمكن أن يحدث له، والفريق أحمد شفيق خاف وغادر، وأنا أستغرب كيف يرشح نفسه بعدما خاف بنفسه".
واستطرد: "في المقابل السيسي وقف متحدياً المؤامرة الإخوانية.. الفريق شفيق فاتك الزمن".
من جهته، كشف النائب سمير البطيخي، عضو مجلس النواب المصري عن حزب الحركة الوطنية الذي يتزعمه أحمد شفيق، إن إعلان الفريق شفيق ترشحه للرئاسة لم يكن موفقا بالمرة، كما أنه لم يتشاور مع الحزب ونوابه في الأمر، مشيراً إلى أن "توجهه لقناة الجزيرة القطرية خصمَ كثيراً من رصيده".

الصحفي المصري أحمد عبد الرحمن: ما فعله شفيق سقطة جديدة تكشف الوجه الحقيقي لاتصالاته مع الإخوان

وأضاف البطيخي، في تصريح لصحيفة "اليوم السابع"، أن "الفريق أحمد شفيق أخطأ في حق دولة الإمارات العربية المتحدة، التي نكنّ لها كل احترام وتقدير، كما أن الشعب المصري تربطه علاقات قوية بالشعب الإماراتي، ولم يكن من الصواب أن يخرج شفيق مهاجماً هذا البلد بهذا الشكل، رغم أن الإمارات احتضنته طيلة السنوات الماضية".
وطلب البطيخي من شفيق أن "يخرج ويعتذر على الفور عما بدر منه"، معلناً "لقد قررت أن أؤيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات المقبلة، ولن أصوت لشفيق، فالسيسي عليه أن يكمل ما بدأه من إنجازات ومشروعات".
هل يتفاوض شفيق مع الإخوان؟
وفي إطار ردود الفعل على تداعيات الفيديو المتلفز الذي أذاعه أحمد شفيق، اعتبر الصحفي المصري أحمد عبد الرحمن ما فعله شفيق بأنه "سقطة جديدة تكشف الوجه الحقيقي لمؤسس حزب الحركة الوطنية". وأضاف في تعليق نشرته صحيفة "اليوم السابع": "لم يكن غريباً أن يهاجم أحمد شفيق، دولة الإمارات العربية المتحدة التي استضافته عدة سنوات". وبحسب فتحي فإن "أحمد شفيق أول من تفاوض مع خيرت الشاطر وسعد الكتاتني وحسن مالك؛ قيادات الجماعة الإخوانية وهو في منصب رئيس الوزراء خلال ثورة 25 يناير، وكان حريصاً كل الحرص على عقد الصفقات مع الجماعة وتقديم فروض الولاء والطاعة لها حتى أخرجته من البلاد غير آمن على مصيره ومصير أسرته"، وبالتالي فعندما يقرر أحمد شفيق الظهور بمظهر الضحية والارتماء، نعرف أنّ الترتيبات المعدة لنزوله مصر، بعد غياب غير مبرر، تم إعدادها في مطبخ قطر، وما تلك العبارات الإنشائية التي يرددها شفيق حول عدم التراجع مهما تعرض للمتاعب عن ترشحه للرئاسة إلا "محاولات مكشوفة لاستعطاف المصريين وتقديم نفسه من جديد إليهم على اعتبار أنه المنقذ، بينما هو في الحقيقة عبد مشتاق إلى السلطة بأي ثمن".
وبث قناة "الجزيرة" لكلمة الفريق أحمد شفيق، كما يرى الصحفي أحمد فتحي "يُثبت التعاون الوثيق بين الفريق والجماعة الإرهابية للتنسيق بينهما في الانتخابات الرئاسية، ولاسيما أنّ الأيام الماضية شهدت استقالات بالمئات من أعضاء حزب الحركة الوطنية، وهو الحزب الذي يرأسه الفريق بسبب رفض أعضائه التعاون والاتصالات التي تجري بين أحمد شفيق وجماعة الإخوان".

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية