احتجاجات إيران تتوسع... ونظام الملالي لا يقوى على إيقافها رغم القمع

احتجاجات إيران تتوسع... ونظام الملالي لا يقوى على إيقافها رغم القمع


16/06/2022

اتسعت الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني في جميع أنحاء البلاد، بعد تحرير الأسعار وتزايد الغضب الشعبي من فساد النظام.

وأصبحت مدن مختلفة مثل؛ طهران والأحواز وشيراز وإيلام وشوشتر وفسا وأماكن أخرى مسرحاً للاحتجاجات.

وتتواصل احتجاجات "البازارات" بعدة مدن في إيران، منذ الأحد الماضي، على وقع الأزمة الاقتصادية والمعيشية المتردية في البلاد.

وخرج التجار في مدينة خرم آباد عاصمة محافظة لورستان غرب البلاد أمس للتظاهر احتجاجاً على ارتفاع الضرائب، وانهيار العملة المحلية.

كذلك انضم إليهم تجار مدينة فسا بمحافظة فارس جنوب البلاد، كما شهدت أيضاً مدينة عيلام (غرباً) إقفالاً للمحال التجارية، وفق موقع "العربية".

وشهدت أراك وكازرون وميناب وأصفهان، أول من أمس، احتجاجات للتجار؛ بسبب ارتفاع الضرائب المفروضة على القطاع الخاص من جهة، وانهيار العملة الإيرانية بشدة من جهة أخرى.

وقد أغلق تجار الهواتف المحمولة في مدينة نجف آباد في محافظة أصفهان محالهم، احتجاجاً على تقلب سعر الدولار وارتفاع معدلات الضرائب.

اتسعت الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني في جميع أنحاء البلاد

ووفقاً لمقاطع فيديو تلقتها وكالة "إيران إنترناشيونال"، أضرب تجار قطع الغيار في محطة الشحن في شيراز احتجاجاً على ارتفاع الأسعار، والضرائب الباهظة.

وقد أضرب مئات من أصحاب المحال عن العمل في العاصمة طهران أيضاً، وأغلقوا متاجرهم.

هذا، وتجمعت مجموعة من المتقاعدين من الشبكة المصرفية الوطنية الإيرانية في طهران أمس، للمطالبة بمعادلة رواتب المتقاعدين من البنوك شبه الحكومية مع المراكز المصرفية الأخرى، والتنفيذ الصارم لمعادلة المعاشات.

 

احتجاجات "البازارات" والإضرابات تنظم بعدة مدن، على وقع الأزمة الاقتصادية والمعيشية المتردية في البلاد وارتفاع الضرائب

 

وردّد المحتجون شعارات مثل: "مدير غير كفؤ... استقالة... استقالة"، في تجمع المتقاعدين من الشبكة المصرفية الوطنية الإيرانية.

وفي الأحواز أيضاً، تجمّع متقاعدون من الضمان الاجتماعي أمام مكتب محافظ خوزستان، ومكتب قائمقام الأهواز في أعقاب الاحتجاجات الأخيرة، حسبما نقلت "إيران إنترناشيونال".

وهتف المتقاعدون المحتجون: "رئيسي الكاذب... أين وعودك؟"، و"أيّها المحافظ... أيها القائمقام... استيقظ من سباتك".

ومن الشعارات الأخرى للمتظاهرين في الأهواز: "نقاتل... نموت... حتى نحصل على حقوقنا"، و"عار علينا... عار علينا... إذاعتنا وتلفزيوننا".

وفي مدينة شوشتر، وهي مدينة أخرى في إقليم خوزستان، نظّم المتقاعدون مظاهرة احتجاجية، وردّدوا هتافات: "الحكومة ليس لديها ميزانية... إنّها تضغط علينا".

الغضب الشعبي من غلاء الأسعار وفساد النظام يعمّ طهران والأحواز وشيراز وإيلام وشوشتر وفسا وأماكن أخرى

من ناحية أخرى، دعا المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين أمس إلى تنظيم تجمع احتجاجي للمعلمين على مستوى البلاد، مندداً باستمرار احتجاز المعلمين المسجونين، مخاطباً الحكومة والبرلمان أنّ "الفكرة لا يمكن سجنها".

وأصدر مجلس تنظيم عمال عقود النفط، وكبار طلبة جامعة أصفهان، بيانات تدعم الدعوة إلى تجمع احتجاجي للمعلمين على مستوى البلاد اليوم.

هذا، وأعرب خبراء لدى الأمم المتحدة أمس عن "قلقهم" من "حملة القمع العنيف" في إيران ضدّ احتجاجات معلّمين والمجتمع المدني عموماً، داعين السلطات إلى معاقبة المسؤولين، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية أمس.

وأعرب (11) خبيراً ومقرراً معنيّاً بحالة حقوق الإنسان من التابعين للأمم المتحدة، بمن فيهم جاويد رحمن، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في إيران، أعربوا عن قلقهم العميق إزاء التعامل العنيف واعتقال نشطاء نقابة المعلمين الإيرانيين وقمع الاحتجاجات الأخيرة في البلاد.

 

نقابات المعلمين تدعو إلى تنظيم تجمع احتجاجي للمعلمين اليوم على مستوى البلاد، تنديداً باستمرار احتجاز المعلمين المسجونين

 

وعبّروا في بيان مشترك أمس عن أسفهم للموافقة على الحكم النهائي بحلّ جمعية "الإمام علي" الخيرية.

وقال الخبراء: "نشعر بقلق إزاء التصعيد الأخير في الاعتقالات التعسفية للمعلمين، والمدافعين عن حقوق العمال ورؤساء النقابات، والمحامين، والمدافعين عن حقوق الإنسان وغيرهم من نشطاء المجتمع المدني".

وقد زادت قوات الأمن الإيرانية في الشهر الأخير من اعتقال المعلمين النشطاء، حيث اعتقلت (18) معلماً على الأقل، وما تزال عمليات الاستدعاء والاعتقالات مستمرة بحق نشطاء آخرين في البلاد.

وكانت آخر عملية اعتقال أول من أمس، حيث تم اعتقال رضا مرادي، عضو لجنة إدارة نقابة المعلمين في سنندج، غربي إيران، من أمام منزله.

كما أشار مقررو حقوق الإنسان إلى قرار محكمة الاستئناف بحلّ جمعية "الإمام علي" الخيرية، وأكدوا أنّ الأجواء في إيران تضيق أكثر أمام نشاط مؤسسات المجتمع المدني واللجان المستقلة في البلاد.

بعد اعتقال مؤسس وأعضاء جمعية "الإمام علي"، أيدت محكمة الاستئناف في طهران حلّ أكبر جمعية خيرية في البلاد

وبعد اعتقال مؤسس وأعضاء جمعية "الإمام علي"، أيدت محكمة الاستئناف في طهران حلّ الجمعية، التي تُعدّ أكبر جمعية خيرية في البلاد؛ بعد شكوى وطلب رسمي من وزارة الداخلية الإيرانية في حكومة حسن روحاني.

وجمعية "الإمام علي" هي منظمة خيرية غير حكومية اتهمتها في الأعوام الأخيرة بعض وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري بالعمل ضد النظام بذريعة مساعدة المحتاجين، وهو ما نفته المنظمة وعدد كبير من نشطاء المجتمع المدني.

كما أكد بيان خبراء ومقرري الأمم المتحدة أنّ أول ردّ من المسؤولين الإيرانيين على الاحتجاجات الشعبية الأخيرة هو "القمع العنيف".

 

(11) خبيراً ومقرراً معنياً بحالة حقوق الإنسان من التابعين للأمم المتحدة يعربون عن قلقهم العميق إزاء التعامل العنيف مع المعلمين وقمع الاحتجاجات الأخيرة

 

وتزامناً مع استمرار الاحتجاجات في إيران، يواصل البرلمان الإيراني النظر في تعديل قانون يهدف إلى زيادة صلاحيات قوات الأمن الإيرانية بالزي العسكري والمدني في استخدام السلاح.

وفي السياق، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي التابعة للبرلمان الإيراني، محمد عباس زاده مشكيني، يوم الإثنين الماضي: إنّ هناك ضرورة لاعتماد هذه التعديلات في القانون المذكور، حيث إنّه من المتوقع أن تندلع في المستقبل "بعض أعمال العنف" في إيران، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".

وكان الباحث السياسي العراقي نظير الكندوري قد صرّح أنّ المظاهرات الأخيرة جاءت مغايرة للتظاهرات التي خرجت في أعوام سابقة، مشيراً إلى ترافق هذه الاحتجاجات مع ظروف اقتصادية صعبة ساعدت على استمرارها، رغم "التعامل الحكومي الوحشي" معها، كما حدث في مرّات سابقة.

وفي تصريح لـ"الخليج أون لاين"، قال الكندوري: إنّ المظاهرات الجارية حالياً بدت أكثر تنظيماً، فضلاً عن أنّها مدفوعة بوضع اقتصادي سيّئ، ومتأثرة بتداعيات حرب أوكرانيا، وبقاء العقوبات الأمريكية على طهران.

وأضاف: "لقد رفعت التظاهرات الأخيرة شعارات أكثر قوة من ذي قبل، ومنها إسقاط النظام، والموت لخامنئي، والأهم من ذلك أنّ بعض قوى المعارضة للنظام الإيراني دخلت بقوة على خط الاحتجاج، وبدأت تنظمها".

 الباحث السياسي العراقي نظير الكندوري: السلطات الجديدة فشلت في السيطرة على التظاهرات

ويرى الكندوري أنّ السلطات الجديدة فشلت في السيطرة على التظاهرات، رغم لجوئها إلى آليات القمع نفسها التي كانت حكومة روحاني تلجأ إليها، بالإضافة إلى قطع الإنترنت.

وخلص الكندوري إلى أنّ هذه التظاهرات لو نجحت في تجاوز أخطاء الاحتجاجات السابقة، وأصبحت أكثر تنظيماً، فإنّها قد تحقق نجاحات أكبر، ربما تصل إلى إسقاط النظام السياسي؛ خصوصاً أنّ إيران ليست في أقوى حالاتها، حسب قوله.

وكان المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي قد اتهم مطلع حزيران (يونيو) الجاري "العدو"، خصوصاً الولايات المتحدة والغرب، بمحاولة استغلال احتجاجات في مدن إيرانية لاستهداف الجمهورية الإسلامية.

وقال خامنئي، وفق ما أوردت "سي إن إن": "اليوم يعتمد أهمّ أمل للأعداء لتوجيه ضربة للبلاد على احتجاجات شعبية"، في إشارة إلى احتجاجات خرجت بعد انهيار مبنى في جنوب غرب إيران الشهر الماضي، ممّا أودى بحياة (37) شخصاً في أكثر الحوادث دموية من نوعها في إيران منذ أعوام.

وتزيد الاضطرابات الأخيرة من الضغوط المتصاعدة على الحكومة الإيرانية التي تكافح لإبقاء الاقتصاد واقفاً على قدميه في ظلّ العقوبات الأمريكية، التي أعيد فرضها منذ عام 2018، بعد انسحاب واشنطن من اتفاق 2015 النووي.

وقد خسرت العملة الإيرانية مؤخراً نصف قيمتها تقريباً، حيث أصبح الدولار الواحد يساوي أكثر من (43) ألف ريال إيراني.

مواضيع ذات صلة:

في قطاعات مختلفة.. احتجاجات غير مسبوقة تعم مختلف المناطق الإيرانية

قمع للمتظاهرين وتنديدات أممية.. رقعة الاحتجاجات تتسع في إيران

أسبوع أزمات في إيران: احتجاجات شعبية وقرصنة في مياه الخليج وعزلة فريق كرة القدم



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية