الإخوان: الانتحار بالأكاذيب!

الإخوان: الانتحار بالأكاذيب!

الإخوان: الانتحار بالأكاذيب!


22/01/2024

كرم جبر

قبل 2011 أعلن قيادات الإخوان التوبة فى السجون، وتقدموا بطلبات مكتوبة من تلقاء أنفسهم تتضمن اعتذارهم عن أى أعمال إرهابية، وتم مخاطبة الجهات القضائية التى تنظر قضاياهم لتأخذ بعين الاعتبار الطلبات المقدمة.

وبدأت فكرة المراجعات فى منتصف الثمانينات، وتبنى الحوارات فى السجون المرحوم الأستاذ مكرم محمد أحمد، وأكدوا ضرورة الفصل بين "السياسة" و"الدعوة"، لمسح الصورة السلبية للجماعة فى المجتمع، وبداية مرحلة جديدة.

ولكن بعد 2011 تغير كل شىء وأنمروا توبتهم بعد أن ركبوا المظاهرات وزعموا أنهم أصحاب الثورة، ثم قادوا أكبر عمليات إرهابية فى تاريخ مصر وهددوا وتوعدوا، وأصبح التائبون الذين خرجوا من السجون هم رؤساء الأحزاب السياسية.

لا ننسى أن الجماعة تغلغلت تحت جلد المجتمع بأكاذيبها المستمرة، ومثلها الصارخ استنكارهم لمحاولات اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فى المنشية "26 أكتوبر 1954"، وظلوا طوال عشرات السنين يقسمون بأغلظ الأيمان، إنها مؤامرة للتخلص منهم، ولكن بعد أن اختطفوا السلطة فى 25 يناير، اعترفوا بأنهم حاولوا اغتيال عبد الناصر وتغزلوا فى مرتكبيها وبطولاتهم واعتبروهم شهداء.

وكانت المأساة الكبرى فى احتفالات انتصار أكتوبر العظيم عندما جلسوا فى استاد القاهرة، يزعمون أنهم أصحاب النصر، بينما غاب أبطال الانتصار الحقيقيون، فكانت نهايتهم لأنه يمكن سرقة أى شىء إلا انتصارات الشعوب.

وتجسدت المهزلة أيضًا فى أكاذيب صفوت حجازى "بالملايين على القدس رايحين"، ولم يتوار خجلاً وهو يزايد على المشاعر الوطنية، بينما رئيسه يصف شيمون بيريز بـ "عزيزى وصديقى العظيم"، بينما كان أبناء مصر الأبرار يستشهدون فى سيناء على أيدى أعوانهم من الإرهابيين، تحت رعاية الإخوان وحمايتهم ودعمهم.

منهجهم "الكذب" ولم ينكشف هذا الغطاء إلا بعد أن جرَّب الناس بأنفسهم، وكان مستحيلاً أن يقتنعوا بأن هؤلاء الناس الطيبين كذابون، وأن أنهارهم لن تفيض عسلاً، ولن يأتى المن والسلوى، إلا بعد أن شاهدوا بأعينهم.

وكما انتشر الإخوان بسلاح الكذب، انتحروا أيضًا بالكذب، عندما انطلق قادتهم ينشرون بين المصريين أكاذيب لا تنتهى، العريان وأبو بركة وصفوت حجازى والشاطر وغيرهم، حتى سقطت الأقنعة.

كان مستحيلاً أن تصمد أكاذيبهم أمام وعى المواطنين البسطاء الذين اكتشفوا أن الإخوان يكذبون كما يتنفسون، فلبست الحقائق قبضة حديدية وأطاحت بهم خارج قصر الحكم.

المشكلة الكبرى هى توظيف الدين الحنيف لمطامع وأغراض سياسية، لا يتورعون فى الاجتراء على الإسلام ، والابتلاء الأكبر هو الصراع السياسى على السلطة، وتوظيف الدين ليكون وسيلة للوصول إلى الحكم.

لم يدخل هذا الداء بلدًا إلا أفناه، وفجر بين أبنائه بحورًا من الدماء، فكل المتقاتلين يزعمون أنهم ينفذون شريعة الإسلام، ويذبحون ويقتلون ويعتدون على المال والأعراض باسم الدين، مع أن جوهر الأديان هو الهداية ونشر المحبة والسلام، وليس القتل وإراقة الدماء.

عن "أخبار اليوم"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية