الإخوان في السودان... بيانات الفتنة تستمر

الإخوان في السودان... بيانات الفتنة تستمر

الإخوان في السودان... بيانات الفتنة تستمر


02/05/2023

عمدت الجماعة وأنصار الحركة الإسلامية بالسودان للعودة إلى المشهد تدريجياً، ثم السيطرة على قرارات الجيش، وقلب الطاولة ومحاولة تعديل موازين القوى لصالحها، عبر تقسيم الشارع السوداني وتكريس الفتنة داخل المؤسسة العسكرية، ثم العودة بعد المعارك والفوضى للسيطرة من جديد على مقاليد الحكم والسلطة.

تجليات ما قبل المعارك

أصبح من التجليات الأخيرة لجماعة الإخوان في السودان قبل المعارك الأخيرة أنّها متمثلة في تيار النهضة، الذي انسلخ إعلامياً من عضوية التنظيم الدولي، وقرر سودنة نشاط التنظيم وبرامجه ومشروعاته، وربطه بالواقع السوداني، مع إطلاق حزب (الأصالة والتنمية) ليشكل ذراعاً سياسية للجماعة، بقيادة عوض الله حسن سيد، وسيف الدين الأرباب الذي شغل منصب مستشار في حكومة ولاية القضارف (شرقي السودان) في العهد السابق.

عوض الله حسن سيد

كما أصبحت أيضاً الجماعة ممثلة فيما يُسمّى "التيار الإسلامي العريض"، وشمل (10) تنظيمات وتيارات إسلامية؛ أهمها "الحركة الإسلامية السودانية"، و"حركة الإصلاح الآن"، و"الإخوان المسلمون تنظيم عوض الله حسين"، و"منبر السلام العادل"، و"حزب دولة القانون والتنمية"، و"حركة المستقبل للإصلاح والتنمية"، و"حركة المستقبل" التي تعتبر ذراعاً سياسية مستنسخة من حزب "المؤتمر الوطني" المحظور.

 وضح أثناء الأيام الماضية أنّ الجماعة بجميع مكوناتها داعمة للبرهان والمجلس العسكري، وأنّهم يرون أنّ مصلحتهم تميل إلى السيطرة على قرارات الجيش، والتخلص من القوى الثورية المناهضة لهم

وقبل المعارك الأخيرة عمدت الجماعة إلى إفشال أيّ اتفاق سياسي وعرقلة أداء الحكومة، وقامت بحملة التحريض التي أوصلت البلاد الى مربع الحرب، بل تحولت إلى قيادة خطاب تعبوي، وهم يلبسون في ذلك ثوب الوطنية الزائف، كما يقول الكاتب السوداني بابكر فيصل في مقال له: سعت وعملت بجهد خلال الفترة الماضية لأجل جر البلاد الى الحرب بغرض الحيلولة دون الوصول إلى اتفاق سياسي نهائي يعيد مسار الانتقال الديمقراطي وتشكيل سلطة مدنية جديدة، وارتكز الإخوان على تكوين الميليشيات الجهوية والقبلية، والمضاربة في أسعار العملة الصعبة (الدولار الأمريكي)، والإضرابات المطلبية، فضلاً عن تأجيج الصراعات بين مختلف المكونات الاجتماعية (القبائل).

وقبل المعارك بأسابيع قليلة أطلقت الجماعة أيضاً تصريحات وضح من خلالها استراتيجيتها الممثلة في صناعة الفوضى، وفي أول ظهور له قال علي كرتي القيادي في المؤتمر الوطني: إنّ تنظيمه لن ينتظر طويلاً بعد الآن.

سيف الدين الأرباب

وتحدثت صفحات لشخصيات مقربة من الجماعة أنّ قطاعاً عريضاً منهم يرون أنّ الجيش هو أصلاً جيش الإسلاميين، في إشارة إلى "التمكين" الذي مورس خلال (30) عاماً، وأنّ كل خطوة يتخذها الجيش هي بأمر مكاتب الحركة الإسلامية الخاصة التي كانت مسؤولة عن المؤسسات العسكرية والأمنية، وأنّهم مع الجيش في هذه المعارك والاشتباكات.

وعبر صفحته الرسمية أصدر حزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم المعزول) بياناً قال فيه: إذا لم يتمكن البرهان من ردع قوات الدعم السريع، فلدينا رجال قادرون على فعل ذلك، وسيفعلون.

بيانات الفتنة تستمر

وضح أثناء الأيام الماضية أنّ الجماعة بجميع مكوناتها داعمة للبرهان والمجلس العسكري، وأنّهم يرون أنّ مصلحتهم تميل إلى السيطرة على قرارات الجيش والتخلص من القوى الثورية المناهضة لهم، فقد أطلقت (حركة الإصلاح الآن)، وهي جزء من التيار الإسلامي العريض، وهي جبهة تضم حزب المؤتمر الوطني، والإخوان المسلمين وعدداً من التيارات الإسلامية والمتعاطفين معها، بياناً جاء فيه: سيظل الموقف الوطني والصحيح والواجب هو أن يلتزم الشعب كله صف قواته المسلحة الوطنية ضد كل محاولات التمرد.

كما أصدر تحالف العدالة، التابع للحركة الإسلامية بياناً دعا إلى استخدام الآليات السلمية للوصول إلى الوفاق الوطني والجلوس في حوار سوداني-سوداني، وأكّدت حركة العدل والمساواة السودانية أنّهم يقفون إلى جانب القوات المسلحة النظامية، وقال نهار عثمان نهار، الأمين السياسي للحركة: إنّها تترحم على أرواح كل الشهداء.

🎞

كما أطلق المؤتمر الشعبي، الذي أسسه حسن الترابي قبل وفاته، بياناً على لسان نائب الأمين العام للحزب أكد فيه التزامهم بدعم الجيش، وضرورة إيقاف الحرب وتحقيق السلام ومكافحة الفساد وإطلاق الحريات.

وأصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بياناً من مقره بالدوحة داعماً للجيش والبرهان، وجاء فيه: "نذكّر من يقاتلون تحت راية (حميدتي) بأنّ صاحبهم هذا قد دفعهم لتلك المهلكة التي توبق دنياهم وآخرتهم استجابة لشهوته في المُلك... حميدتي وضع يده في يد أحزاب عميلة كارهة للدين، ووقَّع على الاتفاق الإطاري الذي يُقصي الدين ويُمَكِّن لأعدائه، وعلى الجيش السوداني أن يسعى في حسم هذه المعركة بأقل ما يمكن من الخسائر البشرية والمادية؛ فالله لا يحب الفساد، وعلى العقلاء وأهل الرأي في السودان والعالم الإسلامي أن يسعوا في وأد هذه الفتنة؛ قياماً بحق الإخوة وحرصاً على مصلحة المسلمين".

قبل المعارك الأخيرة عمدت الجماعة إلى إفشال أيّ اتفاق سياسي وعرقلة أداء الحكومة، وقامت بحملة التحريض التي أوصلت البلاد الى مربع الحرب

وعمدت الجماعة إلى عدد من الاستراتيجيات بعد المعارك الحالية؛ ومن أهمها الإفراج عن قادة المؤتمر الوطني المسجونين في سجن كوبر، وهذا ما جرى بالفعل، بل وأكثر من ذلك هو القيام بعمليات تخريب واسعة ونهب لمنازل المواطنين ومقار الشركات والمصانع، ونسبها إلى الجيش أو قوات الدعم السريع، ثم إشعال الصراع القبلي.

وفي ظل التنوع الكبير بالعديد من مناطق السودان بدأوا يشعلون الصراع القبلي في دارفور وغيرها، وقد اتهمت أطراف سودانية الإخوان بإشعال الصراع القبلي وتمديد الصراع إلى مناطق أخرى، في مدينتي مدني في وسط البلاد وكوستي في منطقة النيل الأبيض، وسط أنباء عن إغلاق الطريق القومي الرابط بين وسط البلاد وشرقها.

الآن الإخوان يريدون العودة عبر بوابة المعارك، وعبر بوابة القيادات الوسطى في الجيش، وعبر بوابة اختراق قوات الدعم السريع، وإشعال حرب لن تنتهي، ثم هروب القيادات من السجون، وتقسيم السودان. وفي الختام، فإنّه لا أحد في السودان لديه مصلحة في الحرب غير بقايا النظام البائد، إذ إنّهم دفعوا في اتجاه إشعال المعارك بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع عبر إجهاض الاتفاق الإطاري والعملية السياسية، وخلق أوضاع فوضوية يعودون من خلالها إلى السلطة، ويقطعون الطريق أمام التحول الديمقراطي.

مواضيع ذات صلة:

المواجهة المسلحة في السودان: الفضاء السيبراني ميدان لحرب أخرى

موقع الإخوان المسلمين في خارطة النزاع بين الفرقاء السودانيين

الإخوان يشعلون الحرب في السودان... ما أهدافهم؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية