الإمارات وطن للنوابغ العرب

الإمارات وطن للنوابغ العرب

الإمارات وطن للنوابغ العرب


11/01/2024

لبنى الهاشمي

ثمة أمل قادم، حيث قوة الأمم وعظمتها تُبنى بالعقول، العقول النيرة والنخبة الخلاقة، ولهذا أطلقت الإمارات مبادرة نوابغ العرب كأكبر حراكٍ علمي في العالم العربي، بميزانية قدرها 100 مليون درهم؛ وبإنشاء مركز للنواب العرب في متحف المستقبل، ولطالما كانت الإمارات محط الأنظار للعباقرة والمبدعين والفنانين الذين يرون فيها فرصة لتحسين ظروفهم المعيشية وتنمية مواهبهم وتخليد أسمائهم، لتكون الإمارات موطنًا للنوابغ المتميزين في العالم العربي، من أصحاب المواهب الاستثنائية في شتى الميادين المعرفية، ورعايتهم، وتمكينهم وتطوير أفكارهم، بالتعاون مع أفضل الشركاء العالميين.

يتم اختيار قائمة نوابغ العرب النهائية، والحاصلين على جائزة نوابغ العرب، من خلال لجنة تقييم متخصصة، وشركات دولية متخصصة، بالتعاون مع قادة الفكر المتخصصين في القطاعات المعنية بمجالات المبادرة، ابتداءً بالإشراف على مرحلة الترشيح والتقييم للنوابغ العرب المتقدمين، وفي الوقت الحاضر نرى أن استقطاب المبدعين أو تكريمهم سياسة متبعة في الدول الصناعية والمجتمعات المتحضرة، لأنهم بذلك يختصرون المسافة والمساحات والوقت من أجل تبني العقول المبدعة.

وبذلك تستمر الإمارات في الاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والعلمي؛ للمساهمة في نهوض المجتمعات العربية، وتثبت أنها ربما تكون الدولة الوحيدة في المنطقة التي تهتم بصناعة الإنسان المبتكر والمبدع، الذي يكون هو الفارق في صنع التحولات العظيمة، وكان ذلك من خلال وضع استراتيجيات تستشرف المستقبل، وتحاول أن تخلق بيئة إبداعية خلاقة؛ ليكون هناك نقلة نوعية للمساهمة من أجل التقدم والتطور، والاهتمام بثقافة الإبداع والابتكار، وتمكين المبدعين، وإن ذلك النهج يأتي تماشيًا مع رؤية 2070.

یمثـل هذا المشـروع سعيًا حثيثًا من حكومتنا الرشيدة إلى إبـراز النـاتج الفكـري للنخـب العربية فـي شـتى المجـالات، تلك النخب القادرة، إذا ما أحسنت رعايتها، على أن تُحدِث التغیـرات الكبـرى فـي التـاریخ الإنسـاني؛ لأنهم هم المبدعون والمبتكرون الــذين یناضــلون مــن أجــل رفــع مســتوى الــوعي لمجتمعاتهم، والذود عن حیاض العلم والمعرفة والفكر والأدب.

وغنــي عــن البیــان أننــا نحیــا فتــرة حضــاریة بحاجــة إلــى الأفكــار العظیمـــة، وبحاجـــة الـــى قیـــادات فكریـــة اســـتثنائیة. المفكـــرون والمبتكرون والمبدعون هم الأبطـــال الحقیقــيون، لكن الدول العظيمة تعيش بروح عظمائها ومبدعيها.

وإن مبـادرة "النبوغ العربي" تأتي مكمـلةً لغیـرها مـن المشـاریع الوطنیـة الكبرى، ومنسـجمةً مـع العدیــد مــن المبــادرات الخلاقــة التي تبغي استئناف مسيرة الحضارة العربية، واستعادة المجد العربي، من خلال الاحتفاء بالعقول الألمعية التي تركت أثرًا وتفوقًا. وبالإمكان القول إن الظاهرة الاولى لتخلف العرب والمسلمين تكمن في «هجرة العقول». لذا، يجب تسليط الأضواء على العقول العربية عن كثَب وتكريمها لتكون سيرة ملهمة للأجيال المقبلة. والشركات العالمية العملاقة لدى كل منها قسم خاص لتصيد هذه العملة النادرة والذي يسمى: قسم تصيّد العقول أو الأدمغة.

إن هذا المشــروع الرائد ســوف یسهم فــي إثــراء العقول العربية؛ وسوف یكــون إضافة نوعية وتكريمًا ملموسًا للجهود الجبارة التي تبذلها هذه العقول، ووقفًا لهجرة العقول إلى خارج البلاد من أجل الحصــول علــى متـنفس لطاقاتها الفـذة، وتوجیـه القـدرات الأصـیلة، والاعتراف بها وبقدراتها التنافسية؛ بغیة إشاعة أجواء إيجابية تحترم العلم والعلماء والفكر والمفكرين، بمـا یـنعكس إیجابـًا فـي خدمـة الخطط الحكومیة الوثابة.

كمــا أنها محاولــة جادة لخلــق الریــادة المحلیــة والعالمیــة للمبدعين والنجباء العرب، لتحــريك المشهد الراكـد، وإبـراز النـاتج الفكـري والمعرفي والعلمي للعرب في كل المحافل العالمية.

يراد من مثل تلك المبادرات العظمى إعطاء الأولوية للمستحقين، وتعظيم أثرهم، وإبراز أدوارهم العظيمة في خدمة الوطن كلٌّ في مجاله، بل الوقوف على بصمتهم في المنطقة الإقليمية والعالم بأسره، من أجل تحقيق نهضة علمية ومعرفية تحتاجها بلادنا.

وأخیــرًا، إذا أردت أن تنظــر إلــى مــدى تحضـُّـر الأمــم والشــعوب ومــدى تقــدمها ورقیها، فــلا بــدَّ أن تنظــر لمكانــة علمائها وروادها ونخبها؛ لأنهم یعكفــون علـى إبراز قیمنـا الحضـارية والإنسـانية العریقـة، كمـا ینشـرون مبـادئنا العربية وثقافتنا الغنية، ومنظومتنا الوطنیة الفریدة، وما ذلك بالأمر الهين.

 أنتهز هذه الفرصة لأقدم تحيتي للقائمين على هذه المبادرة، وأنحني إجلالًا وتقديرًا لقيادتنا الواعية؛ على ما تبذله من أجل رفعة شأن بلادنا في كلِّ المجالات.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية