الإيكونوميست تكشف عن آخر المؤامرات الإيرانية في أفريقيا

الإيكونوميست تكشف عن آخر المؤامرات الإيرانية في أفريقيا


23/11/2020

ذكرت مجلة "الإيكونوميست" في تقرير نشرته أول من أمس أنه عندما سُئل وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، في أيلول (سبتمبر) الماضي عمّا إذا كانت إيران لا تزال تفكر في الرد على اغتيال الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني، القائد العسكري الأبرز في إيران... قال الوزير بكل وضوح: "الخيارات مفتوحة".

وتضيف المجلة العريقة أنّه منذ أن أمر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بضربة الطائرة من دون طيار التي قتلت سليماني، كان الجواسيس الغربيون متيقظين للأدلة حول مكان وكيفية انتقام إيران. وبحسب "الإيكونوميست" فإنّ البعض يعتقد أنّ الضربة الإيرانية قد تقع في أفريقيا؛ حيث أمضت إيران سنوات في بناء شبكات سرية، وحيث تواجه القليل من التدقيق من قِبل الحكومات المحلية.

"الإيكونوميست": الجزء الأصلي من الأخطاء الفادحة في كينيا كان من عمل فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني

وتتابع المجلة بأنّ إيران لديها تاريخ من التآمر على القارة – والفشل في مخططاتها ومؤامراتها. ففي عام 2013، اعتقلت الشرطة النيجيرية ثلاثة لبنانيين وكشفت عن مستودع أسلحة في كانو، أكبر مدينة في الشمال. وبحسب ما ورد، فقد اعترف الثلاثة بأنهم أعضاء في حزب الله، الميليشيا اللبنانية والحزب السياسي الذي يعمل كوكيل لإيران. لقد قالوا إنهم كانوا يخططون لمهاجمة السفارة الإسرائيلية وأهداف غربية أخرى.

وقبل ذلك بعام، اعتقلت الشرطة في كينيا إيرانيين اثنين كانا قد أخفيا مخبأ متفجرات في ملعب للجولف في مومباسا، واتهمتهما بالتخطيط لمهاجمة أهداف غربية. حكم عليهم بالسجن 15 عاماً. وفي عام 2016، تم إرسال إيرانيين اثنين إلى نيروبي لإعداد استئناف قانوني. لكن تم القبض عليهم وهم يخططون لشن هجوم على السفارة الإسرائيلية.

"فيلق القدس" وتمويل العمليات السرية

تقول "الإيكونوميست" إنه يُعتقد أن الجزء الأصلي من الأخطاء الفادحة في كينيا كان من عمل فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني. لكن، بحسب المجلة، ربما يكون فيلق القدس يعمل على تحسين قواعد اللعبة في أفريقيا؛ ويلجأ إلى السكان المحليين للحصول على المساعدة.

اقرأ أيضاً: هل تكون أفريقيا ساحة انتقام إيران لمقتل سليماني؟

وكان تقرير لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة اتهم في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إسماعيل جدة، الذي اعتقل في تشاد عام 2019، بمساعدة فيلق القدس في تجنيد وتدريب خلايا إرهابية في جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد والسودان لمهاجمة أهداف غربية وسعودية وإسرائيلية. من بين اتصالات جدة، وفقاً للتقرير، كانت مع ميشيل دجوتوديا، وهو زعيم متمردين كان رئيساً لجمهورية أفريقيا الوسطى لفترة وجيزة، من 2013 إلى 2014. ويتهم التقرير دجوتوديا بلقاء مسؤولي فيلق القدس في إيران في عام 2016 والموافقة على إنشاء شبكة إرهابية مقابل أن تساعده إيران في استعادة السلطة، لكن محامي دجوتوديا ينفي ذلك.

وتنقل مجلة "الإيكونوميست" عن مصدر استخباراتي غربي قوله إنّ الشرطة في النيجر اعتقلت مؤخراً رجلاً اعترف (وهو قيد الاستجواب) بالعمل في وحدة 400 التابعة لفيلق القدس، والمتخصصة في العمليات السرية. قال المشتبه به إنه تم تجنيده في أثناء أداء فريضة الحج إلى إيران، وأنه سافر إلى البلاد مرات عدة للتدريب على الأسلحة. وقال إنه ساعد في بناء شبكات وجمع معلومات استخبارية أو رشوة سياسيين في جمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد وإريتريا وغامبيا والسودان وجنوب السودان. كما طلبت منه إيران الحصول على تراخيص التعدين في أفريقيا الوسطى والنيجر للمساعدة في تعويض تأثير العقوبات الأمريكية على إيران وتمويل العمليات السرية.

ويؤكد مسؤولو مكافحة الإرهاب الغربيون الحاليون والسابقون هذا النمط العام من النشاط. يقول أحدهم، بحسب المجلة: "من الواضح أنّ إيران تحاول نشر أجنحتها إلى أقصى حد ممكن". ويضيف المسؤول لـ"الإيكونوميست": "من المنطقي بالنسبة لهم استخدام السكان المحليين الذين يمكنهم العمل بعيداً عن الرصد والمراقبة". وتتساءل المجلة: هل هؤلاء السكان المحليون يعملون على مؤامرة للانتقام لمقتل سليماني؟ وللإجابة عن ذلك تنقل "الإيكونوميست" عن مصدر استخباراتي آخر قوله: "إنهم يتطلعون إلى تصدّر عناوين الأخبار... لقد اختاروا أفريقيا لأنه من السهل العمل هناك".

مصدر استخباراتي: الشرطة في النيجر اعتقلت مؤخراً رجلاً اعترف بالعمل في وحدة 400 التابعة لفيلق القدس، والمتخصصة بالعمليات السرية

إدارة بايدن

إلى ذلك، أفادت "وكالة الأنباء الفرنسية" في تقرير لها أمس بأنّ إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب تأمل في أن تسير الإدارة المقبلة على نهجها حيال ملف إيران، وأن تواصل بذلك حملة "الضغوط القصوى" عليها، حسبما أفاد أمس مسؤول أمريكي يرافق وزير الخارجية مايك بومبيو في جولته الخارجية.

ويتوقع مراقبون أن يسعى الرئيس الديموقراطي المنتخب جو بايدن إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الموقّع مع إيران في عهد باراك اوباما والذي انسحب منه ترامب، وأن يتفاوض حيال التراجع عن العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضتها واشنطن في السنوات الثلاث الأخيرة على الجمهورية الاسلامية.

وبدا المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته في حديثه للصحافيين في أبوظبي، إحدى محطات جولة بومبيو الأوروبية والشرق أوسطية، وكأنّه يقر بأنّ ترامب خسر الانتخابات بالفعل وأنّ إدارة بايدن ستتسلم السلطة في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل، برغم رفض الرئيس الحالي قبول النتائج، وفقاً لـ"الفرنسية".

وقال المسؤول الأمريكي "لا يخفى على أحد أنّ الإدارة (التي يقودها ترامب) تركّز منذ سنوات عدة على حملة الضغوط القصوى هذه ضد إيران". ووصف الحملة بأنها حقّقت "نجاحاً هائلاً" أدى فعلياً إلى "حرمان النظام من مليارات الدولارات"، التي ذكر أنها كانت ستذهب إلى الجماعات المسلحة الموالية لطهران في المنطقة.

وتابع المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية "آمل أن يتم استغلال هذا النفوذ الذي عملت الإدارة جاهدة لتحصيله بهدف حمل الإيرانيين على التصرف كدولة طبيعية".

الصفحة الرئيسية