الحوثيون والقاعدة... هل انتقلت العلاقة من التخادم الخفي إلى التحالف العسكري المعلن؟

الحوثيون والقاعدة... هل انتقلت العلاقة من التخادم الخفي إلى التحالف العسكري المعلن؟

الحوثيون والقاعدة... هل انتقلت العلاقة من التخادم الخفي إلى التحالف العسكري المعلن؟


23/06/2024

 

أشاد زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي المدعو (سيف العدل) بالهجمات التي تشنها ميليشيات الحوثي "وكلاء إيران" في اليمن، ضد سفن الملاحة والتجارة العالمية بالبحر الأحمر والمنطقة.

 

وذكرت مصادر إعلامية عربية أنّ زعيم تنظيم القاعدة (سيف العدل) المقيم في إيران امتدح عمليات ميليشيات الحوثي في البحر الأحمر، ممّا أثار حفيظة فصيل في التنظيم مناهض للحوثيين بقيادة المدعو (إبراهيم البنا)، لأنّ ذلك يستخف بدماء عناصر التنظيم، ويخدم أجندة طهران في المنطقة.

 

امتداح (سيف العدل) لعمليات ميليشيات الحوثي في البحر الأحمر أثار حفيظة فصيل في التنظيم مناهض للحوثيين.

 

ويشهد تنظيم القاعدة في اليمن انقساماً فيما يتعلق بالعلاقة مع ميليشيات الحوثي، وقد كشفت التلغراف (البريطانية) في أيار (مايو) الماضي عن وجود تحالف بين الجانبين.

 

ووفقاً للصحيفة، فإنّ الحوثيين وعناصر القاعدة عقدوا تحالف شراكة؛ الأمر الذي يهدد بالمزيد من زعزعة استقرار البلاد والمنطقة، مشيرة إلى أنّ الاتفاق يشمل تزويد عناصر التنظيم الإرهابي بطائرات إيرانية بدون طيار، وإطلاق سراح شخصيات رئيسية من السجن.

 

وعلى الرغم من اختلاف تصنيفاتهم الدينية، فإنّهم ينسقون لاستعادة السيطرة على جنوب اليمن من المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

وفي أيار (مايو) الماضي نفذ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (7) هجمات بطائرات بدون طيار على مجموعة موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة شبوة بجنوب اليمن.

 

الحوثيون وعناصر القاعدة عقدوا تحالف شراكة، يشمل تزويد عناصر التنظيم الإرهابي بطائرات إيرانية بدون طيار، وإطلاق سراح شخصيات رئيسية من السجن.

 

وإلى جانب الطائرات بدون طيار، قدّم الحوثيون للقاعدة في شبه الجزيرة العربية الدعم اللوجستي، بما في ذلك الصواريخ الحرارية ومعدات الاستطلاع وغيرها. ويتجاوز هذا التعاون مجرد توريد الأسلحة، ويشير إلى مستوى أعمق من التعاون بين المجموعتين، وفق ما نقلت (العربية).

 

وما تزال الطبيعة الدقيقة للشراكة غير واضحة، لكنّ الأدلة تشير إلى وجود جهد منسق بين الحوثيين والقاعدة في شبه الجزيرة العربية.

 

يُذكر أنّ الإرهابي (أبو أسامة الدياني)، وهو زعيم جهادي يمني مقرب من زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الراحل (خالد باطرفي)، حافظ على علاقة وثيقة مع الحوثيين وسهّل الحصول على هذه الأسلحة.

 

وآخر فصول التنسيق والدعم بين الحوثيين والقاعدة كان ما كشفته قوات دفاع شبوة أخيراً عن الهجوم الذي شنته ميليشيات الحوثي على قوات دفاع شبوة أواخر الأسبوع الماضي، مع تنفيذها عملية عسكرية ضد معاقل تنظيم القاعدة في المدينة ذاتها في مرخة السفلى لفك الحصار والخناق الذي فرضته دفاع شبوة على عناصر التنظيم الإرهابي هناك.

 

قوات دفاع شبوة تكشف عن هجوم شنته ميليشيات الحوثي على قوات دفاع شبوة؛ لفك الحصار الذي فرضته على عناصر تنظيم القاعدة.

 

وفي سياق متصل، ذكر بيان صدر عن قوات "دفاع شبوة" أنّ هجومين متزامنين شنتهما ميليشيات الحوثي، أحدهما برّي والآخر جوي، بوساطة طائرات مسيّرة، في وقت تفرض فيه وحدات مشتركة من "دفاع شبوة" وقوات "ألوية العمالقة الجنوبية" حصاراً خانقاً على مواقع استراتيجية لتنظيم القاعدة في منطقة "شعب أمعزيفة"، غربي المحافظة، المتاخمة لمحافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

 

مراقبون في شؤون الإرهاب قالوا لموقع (عدن تايم): إنّ استمرار تضييق الخناق على تنظيم القاعدة في أبين وشبوة دفع الحوثيين، الحليف الاستراتيجي لتنظيم القاعدة، إلى تفجير معارك عنيفة في عدة محاور، وتخفيف الضغط على القاعدة التي باتت تعيش أنفاسها الأخيرة في المحافظتين، مؤكدين أنّ الشراكة بين الحوثيين والقاعدة باتت مكشوفة أكثر من أيّ وقت مضى.

ويكشف الهجومان الراميان إلى كسر الحصار المفروض على القاعدة، في منطقة جغرافية تقع بين مناطق سيطرة الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي، عن تقدم متسارع في علاقة الجانبين، وصل إلى مرحلة التدخل العسكري والتنسيق الميداني، بعد مراحل كثيرة من التقارب، كان آخرها تزويد تنظيم القاعدة بالطائرات المسيّرة لاستهداف قوات المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

استمرار تضييق الخناق على تنظيم القاعدة في أبين وشبوة دفع الحوثيين، الحليف الاستراتيجي لتنظيم القاعدة، إلى تفجير معارك عنيفة في عدة محاور وتخفيف الضغط على التنظيم.

 

هذا، وأشار الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية الأصولية، محمد بن فيصل، إلى أنّ نفوذ سيف العدل وتحكمه في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وفرعه في اليمن، ما يزال ممتداً حتى اليوم، عبر أذرعه المتجسدة في شخصيات أخرى نافذة ومتحكّمة، تمتلك المال والسلاح والقرار في مجلس شورى التنظيم، "وهذا ما يجعل التقارب وتطوّر العلاقة مع الحوثيين مستمراً ومتسارعاً، تنفيذاً لأجندة واستراتيجية إيران".

 

وقال في تصريح لـ (إرم نيوز): إنّ "تنظيم القاعدة دُفع إلى الهاوية في علاقته مع الحوثيين، بمعنى أنّه لا يستطيع بسهولة الانفكاك وإنهاء العلاقة، حتى وإن كانت هناك رغبة حقيقية من بعض قياداته، لأنّ العلاقة تطوّرت إلى مستويات عسكرية واستراتيجية، ووصلت إلى التمويل بالأسلحة والمال والمواد المتفجّرة، ومن المتوقع أن تصل إلى ما هو أبعد من ذلك، خلال الفترة المقبلة".

 

محمد بن فيصل: تنظيم القاعدة دُفع إلى الهاوية في علاقته مع الحوثيين، بمعنى أنّه لا يستطيع بسهولة الانفكاك وإنهاء العلاقة، حتى وإن كانت هناك رغبة حقيقية من بعض قياداته.

 

وأضاف محمد بن فيصل أنّ هجوم ميليشيات الحوثي الأخير في شبوة، بهدف فكّ الحصار عن تنظيم القاعدة غربي محافظة شبوة، هو "أكبر مثال واقعي على تطوّر العلاقة بين القاعدة والحوثيين، إلى ما هو أبعد من التخادم الخفي؛ فقد بات تحالفاً عسكرياً ميدانياً مباشراً، يظهر بكل وضوح".

من جانبه، أكد الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة سعيد الجمحي أنّ حجم التحوّل الذي يشهده مسار تنظيم القاعدة كبير، في وقت أصبح فيه تعاونه مع الحوثيين حقيقياً خلال الفترة الأخيرة، ولكنّه لم يصل إلى حدّ الشراكة في رأيي، ويجب ألّا نتجاهل الخلافات العقيدية الإيديولوجية العميقة بين الطرفين".

وأشار الجمحي إلى أنّ القاعدة في ظل عدم قدرتها على التحرك في مساحات واسعة، وضعفها في التجنيد، فإنّها "تتحرك وفق قاعدة الضرورات تبيح المحظورات، وفي نهج أقلّ كلفة؛ إذ إنّ التخادم مع الحوثيين هو أقصر الطرق ربما في نظر التنظيم حاليّاً".

 

وتطرق الجمحي إلى عمليات الحوثيين العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن، التي قال إنّها تستهوي تنظيم القاعدة، لا سيّما أنّها تُظهر ممارسة الحوثيين العداء عمليّاً ضد عدو التنظيم الرئيس والبعيد، المتمثل في أمريكا والغرب، "وهذا يُعدّ هدفاً مشتركاً بين الطرفين، إلى جانب عدوهما المشترك محليّاً، وتالياً فإنّ ذلك يجسّد المصلحة المشتركة الراهنة بينهما".

 

النقيب لا يستبعد استخدام طهران تنظيم القاعدة مستقبلاً في ضرب الملاحة البحرية والتجارة الدولية، لا سيّما أنّ زعيم القاعدة المدعو سيف العدل يقيم في إيران.

 

ويرى المتحدث الرسمي باسم "القوات المسلحة الجنوبية" المقدم محمد النقيب أنّ هناك مخاطر كبيرة لمثل هذه التحالفات الاستراتيجية بين "الميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية"، لن تكون مقتصرة على المناطق الجنوبية فحسب، حتى وإن كانت الحرب بدرجة رئيسة عليها، ولربما تشمل مهدداتها أمن واستقرار المنطقة برمتها، وكذلك أمن الملاحة البحرية الدولية.

 

وقال النقيب في تصريح لــ (إرم نيوز): إنّ "الموقع الجغرافي لجنوب اليمن يجعله في منطقة مليئة بالمصالح الدولية، وقرب خطوط التجارة والطاقة العالمية، وتالياً فإنّ هندسة إيران لهذا الكيان الإرهابي ذي الرأسين، يهدف إلى ضرب المنطقة وهذه المصالح الدولية".

 

ولا يستبعد النقيب استخدام طهران تنظيم القاعدة مستقبلاً في ضرب الملاحة البحرية والتجارة الدولية، "لا سيّما أنّ زعيم القاعدة المدعو سيف العدل يقيم في إيران ذاتها التي تستخدم ميليشيات الحوثي في تنفيذ هذه المهمة حاليّاً".

 

وأشار إلى عمليات الاستهداف المشتركة من القاعدة والحوثيين لـ "القوات المسلحة الجنوبية" في المحافظات الجنوبية، إثر إسهامها الكبير في الحدّ من تمدد الإرهاب إلى الملاحة البحرية، من خلال عملياتها العسكرية والأمنية الجارية في أبين وشبوة وحضرموت، إلى جانب حماية مناطقها من تمدد الحوثيين.

يُذكر أنّ الإرهابي (سعد بن عاطف العولقي) هو من تسلم زمام إمارة التنظيم في اليمن في آذار (مارس)، عقب مقتل الزعيم السابق (خالد باطرفي).

 

وذكرت مصادر قبلية جهادية لـ (الأخبار الآن) رغبة (سعد بن عاطف العولقي) في مواجهة ميليشيات الحوثي، لا سيّما في المناطق التي كانت تُعتبر حواضن شعبية للتنظيم مثل محافظة البيضاء، إلا أنّ جهاد طروادة مُستمر ومتقدم، لهذا فإنّ التنسيق متواصل مع الميليشيات الموالية لإيران.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية