العراق في 2023: عام المفاجآت السياسية وتصاعد حدة المواجهة بين الفصائل وأمريكا

شهد العراق خلال العام 2023 أحداثاً متباينة على الصعيد السياسي والاقتصادي والرياضي، فضلاً عن حوادث وحرائق مؤسفة. وكانت إقالة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي من قبل القضاء أبرز مفاجأة سياسية خلال العام، وقد شهدت البلاد انتخابات محلية انتهت بفوز القوى التقليدية ختام الأحداث التي مرّت على البلاد.

واستهل العراق العام 2023 بتاريخ 6 كانون الثاني (يناير) باستضافته لبطولة الخليج العربي "خليجي 25"، وأقيم حفل الافتتاح في ملعب جذع النخلة في محافظة البصرة، وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد ألقى كلمة الافتتاح بحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مرحباً بالجماهير الخليجية على أرض العراق، وانتهت البطولة بتتويج العراق بالبطولة لأول مرة منذ فوزه عام 1988.

استهل العراق العام 2023 باستضافته لبطولة الخليج العربي "خليجي 25" في مدينة البصرة، وانتهت بتتويجه بالبطولة

 

وفي خطوة أخرى لاستعادة العراق دوره العربي المحوري المهم، استضافت بغداد بتاريخ 25 و26 شباط (فبراير) 2023 أعمال الدورة (34) للاتحاد البرلماني العربي تحت عنوان "الدعم العربي لتعزيز استقرار العراق وسيادته"، وكان المؤتمر قد عقد من أجل حشد الدعم العربي للعراق ومساندته نحو تثبيت أمنه واستقراره وسيادته واستعادة مكانته التاريخية.

وفي تموز (يوليو) 2023 أصدرت رئاسة الجمهورية مرسوماً يقتضي سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بمنصب بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم، وذلك بحجة عدم وجود سند دستوري أو قانوني لإصدار ذلك المرسوم السابق، ممّا اضطره لمغادرة مقره في بغداد والانتقال إلى عاصمة إقليم كردستان أربيل. وقد عدّ ساكو هذا القرار في بيان له بأنّه "جاء بدوافع سياسية كيدية، وليست قانونية"، ورفع دعوى إلى المحكمة العليا للطعن بهذا القرار، ولكنّ المحكمة ردت بتاريخ 16 تشرين الثاني (نوفمبر) على دعوته، وذلك لعدم وجود ما يخلّ بصحة إصدار المرسوم الجمهوري بسحب صلاحياته.

وبما يتعلق بالجانب الاقتصادي، صوّت البرلمان في منتصف حزيران (يونيو)  2023 بإقرار مشروع قانون الموازنة العامة للدولة لـ (3) أعوام 2023 و2024 و2025، بميزانية لعام 2023 تبلغ بمقدار (153) مليار دولار، وجاء ذلك بعد موافقة مجلس الوزراء العراقي على مشروع قانون الموازنة.

من الأحداث السياسية البارزة التي شهدتها الساحة العراقية عام 2023 إنهاء القضاء عضوية رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي 

وفي الجانب الاقتصادي أيضاً، أوقفت تركيا في 25 آذار (مارس) تدفق صادرات النفط العراقية عبر خط أنبوب جيهان المار عبر أراضيها بواقع (450) ألف برميل باليوم، وذلك بعد يومين من حكم أصدرته غرفة التجارة العالمية ينص على تغريم أنقرة بتعويضات لبغداد تبلغ نحو (1.5) مليار دولار عن صادرات غير مصرح بها عبر الأنبوب بين 2014 و2018. وما تزال المفاوضات جارية إلى حد الآن بين العراق وتركيا لإعادة استئناف صادرات النفط، حيث قدرت الخسائر المترتبة على إيقاف التصدير بأكثر من (5) مليارات دولار.

أبرز الأحداث السياسية

ومن الأحداث السياسية البارزة التي شهدتها الساحة العراقية عام 2023 اتخاذ المحكمة الاتحادية العليا قرارها بتاريخ 14 تشرين الثاني (نوفمبر) بإنهاء عضوية رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وذلك بناء على دعوى قضائية ضده حيث كان يقضي فترة ولاية ثانية بمنصبه الذي تولاه لأول مرة عام 2018، وفق نظام المحاصصة الطائفي الذي تأسس في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003.

شهدت الساحة العراقية تصاعداً في هجمات فصائل مسلحة على قواعد تشغلها قوات أمريكية عبر صواريخ وطائرات مسيّرة، وذلك رداً على موقف الولايات المتحدة بدعم إسرائيل في حربها على غزة 

ومن أبرز الأحداث السياسية التي شهدتها الساحة العراقية قبيل نهاية العام 2023 إجراء انتخابات محلية لمجالس المحافظات بتاريخ 18 كانون الأول (ديسمبر)، وذلك لأول مرة بعد توقف إجرائها منذ عام 2013، وتميزت بنسبة مصوتين متدنية وسط دعوات لمقاطعتها من قبل (التيار الصدري)، وشارك فيها (6) آلاف مرشح يتنافسون على (285) مقعداً في عموم البلاد باستثناء إقليم كردستان.

الأحداث الأمنية 

ومن الحوادث المؤلمة التي شهدها العراق عام 2023، وبلغ صداها أرجاء العالم، فاجعة حادثة حريق قاعة أعراس في قضاء الحمدانية في محافظة نينوى مساء الثلاثاء الموافق 24 أيلول (سبتمبر)، راح ضحيتها (120) شخصاً مع إصابة أكثر من (200) شخص آخر كانوا حاضرين في القاعة، من بين ما يقارب من (1000) مدعو، وتشكلت بعدها لجنة تحقيقية في وزارة الداخلية معلنة أنّ أسباب الحريق ناجمة عن إشعال ألعاب نارية ضمن مبنى مشيد من ألواح بناء سريعة الاشتعال.

كما شهدت الساحة العراقية في تشرين الأول (أكتوبر) تصاعداً في هجمات فصائل مسلحة، تطلق على نفسها اسم "المقاومة الإسلامية"، على قواعد تشغلها قوات أمريكية عبر صواريخ وطائرات مسيّرة، وذلك رداً على موقف الولايات المتحدة بدعم إسرائيل في حربها على غزة. 

وعلى إثرها ردت الولايات المتحدة في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) بتنفيذ ضربات جوية في منطقة جرف الصخر تسببت بمقتل (8) أشخاص، وفي آخر تطور تمثل بهجوم طائرة مسيّرة على قاعدة حرير في أربيل حيث تتواجد فيها قوات أمريكية، تسبب الهجوم بجرح (3) جنود أمريكان، وقد ردت الولايات المتحدة بتنفيذ ضربات جوية في صبيحة يوم الثلاثاء الماضي على (3) مواقع داخل العراق، قتل فيها أحد منتسبي الحشد الشعبي مع جرح (20) آخرين بينهم مدنيون، وأدانت الحكومة في بيان لها الهجوم واصفةً إياه بأنّه فعل عدائي ويشكّل خرقاً للسيادة العراقية.

مواضيع ذات صلة:

- لماذا يخسر التيار المدني في العراق؟ هل يصب قانون الانتخابات في صالح الإسلاميين فقط؟

- العراق: تحالف الإخوان يتصدر القوائم الخاسرة في الأنبار... ما السبب؟

- لماذا وصفت الحكومة العراقية الرشقات الصاروخية على المنطقة الخضراء بـ"الإرهابية"؟