انفراجة حذرة في ليبيا.. فهل تتوج بالانتخابات؟

انفراجة حذرة في ليبيا.. فهل تتوج بالانتخابات؟


06/10/2021

 تعقد اليوم اللجنة العسكرية "5+5" اجتماعاً في جنيف من أجل بحث ملف خروج المرتزقة والانتخابات، تمهيداً لعقد مؤتمر ليبي شامل نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الجاري لتدعيم المسار السياسي، وصولاً إلى إجراء الانتخابات في موعدها المحدد في كانون الأول (ديسمبر) المقبل.

يأتي ذلك عقب يومين من تأكيد وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش نبأ خروج دفعة من المرتزقة من ليبيا، وهي الخطوة الضرورية قبل إجراء الانتخابات، وقالت نجلاء بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية: إنّ طرابلس تسعى من خلال مؤتمر دولي ينعقد الشهر الجاري لتنظيم خروج شامل للمرتزقة.

اقرأ أيضاً: محاولة لتكرار سيناريو "إخوان" ليبيا... "النّهضة" والسّعي الى خلق شرعيّتين

وقالت المنقوش في مؤتمر صحفي مع نظيرها الكويتي أثناء زيارتها للكويت: "الخبر صحيح، هي بداية بسيطة جداً، وما زلنا نسعى لخروج أعداد أكبر"، ولم تكشف الوزيرة أعداد المرتزقة المغادرين ولا جنسياتهم ولا موعد خروجهم.

وأضافت نجلاء المنقوش: "ما زلنا نسعى لتنظيم أكبر وأشمل لخروج المرتزقة، وهذا ما نسعى إليه في مؤتمر استقرار ليبيا الذي سيعقد نهاية الشهر الجاري، لوضع خطة في لجنة 5+5 وفق جدول زمني".

وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش

وتنتشر مجموعات من المرتزقة من سوريا والسودان وتشاد، إضافة إلى مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية، بعد أن استعانت بهم الأطراف المتنازعة في ليبيا، وهي إحدى المسائل الشائكة والمؤثرة على النزاع في البلاد.

من جانبه، قال عضو اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" اللواء الفيتوري غريبيل: إنّ اللجنة ستجتمع في جنيف الثلاثاء وعلى مدار يومين للتباحث حول ملف إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية.

اقرأ أيضاً: هل يحاول الإخوان في ليبيا الإفلات من الحساب؟

وأشار غريبيل في تصريحات لجريدة "الشرق الأوسط" نشرتها الإثنين إلى أنّ البعثة الأممية ستكون حاضرة في جنيف، ومن المتوقع حضور أطراف دولية، منبهاً إلى أنّ المراقبين الدوليين لم يصلوا بعد إلى سرت، ما عدا زيارة واحدة سابقة حددوا فيها بعض المواقع.

 

 خطة الترحيل "ستكون على مرحلتين"، الأولى سيتم فيها إبعاد المرتزقة، والثانية سيتم خلالها إبعاد القوات الأجنبية

 

وذكر اللواء غريبيل أنّ خطة الترحيل "ستكون على مرحلتين"، الأولى سيتم فيها إبعاد المرتزقة، والثانية سيتم خلالها إبعاد القوات الأجنبية، وأضاف: "لا يوجد موعد محدد حتى الآن لبدء أي مرحلة، ولكننا نتمنى أن نباشر تنفيذ المرحلة الأولى قبل بدء الانتخابات، فنحن نريد انتخابات بلا مرتزقة".

وتابع: "سنبدأ بترحيل أعداد بسيطة ربما 100 أو 200 من كل جانب كل أسبوع، فإلى جانب التكلفة المادية والشق الأمني البالغ الحساسية المتمثل في التخوفات لدى كل طرف من الطرف الآخر جرّاء عملية انسحاب عناصر موالية له، هناك تخوفات أيضاً من أن يقوم أي طرف خارجي بمحاولة تفجير العملية برمتها".

اقرأ أيضاً: انخراط أمريكي غامض في ليبيا: هل تفي واشنطن بتعهداتها؟

ويراهن القيادي العسكري، بحسب ما نقلته صحيفة "الوسط" الليبية، على الدعم الأمريكي والبريطاني للمسار السياسي كسبيل لتنفيذه، قائلاً إنّ الدعم الدولي، وتحديداً من الجانبين الأمريكي والبريطاني، لهذه الخطة التي وضعتها القيادات العسكرية الليبية سيكون كفيلاً بتعزيز دعمها بمواجهة أي أطراف ترفض أو تعرقل بأي شكل بدء تنفيذها، والتي ستتم مناقشة كافة تفاصيلها في اجتماع بجنيف (الثلاثاء) وعلى مدار يومين مع أعضاء البعثة الأممية.

اللواء الفيتوري غريبيل: اللجنة ستجتمع في جنيف الثلاثاء وعلى مدار يومين للتباحث حول ملف إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية

وكانت اللجنة قد اجتمعت في  28 أيلول (سبتمبر) الماضي في العاصمة طرابلس للمرة الأولى منذ تأسيسها وعقد اجتماعاتها في جنيف في صيف العام 2020، وذلك بحضور قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا الجنرال ستيفين تاونسند ورئيس حكومة الوحدة الوطنية وزير الدفاع عبد الحميد الدبيبة، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند.

اقرأ أيضاً: مجلس الأمن يجدد قراراً أممياً يتعلق بمكافحة الهجرة غير الشرعية من ليبيا.. ما بنوده؟

ومثلت اجتماعات اللجنة إنقاذاً للمسار السياسي الذي شهد توترات كادت تطيح به، وتعيد تكرار الأزمة السابقة بين حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي، على خلفية سحب البرلمان الليبي الثقة من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ورفض الأخير الاعتراف بالقرار.

ويمثل إتمام المسار السياسي في ليبيا هدفاً إقليمياً، في ظل حرص الأطراف العديدة الفاعلة في المشهد إنهاء حالة الصراع والتوتر والخطورة التي يمثلها استمرار القتال على مصالحهم وأمنهم، سواء أوروبا أو مصر أو أمريكا.

 

وكيل وزارة الخارجية اليونانية كوستاس فرانجوجيانيس قال إنه يشعر بالمسؤولية تجاه دعم العلاقات بين أثينا وطرابلس، وذلك عبر تفعيل الخطين الجوي والبحري اللذين يربطان البلدين

 

وفي غضون ذلك، تدفع أطراف عدة في ذلك المسار، فبعد البروتوكولات التي وقعتها القاهرة وطرابلس للتعاون وإعادة الإعمار، بما تتطلبه من نقل مليون عامل مصري إلى ليبيا، أعلنت اليونان الثلاثاء عن توجهها لإعادة فتح خطوط المواصلات مع ليبيا، ما ينعكس على ملف الاستثمار.

وقال وكيل وزارة الخارجية اليونانية كوستاس فرانجوجيانيس: إنه يشعر بالمسؤولية تجاه دعم العلاقات بين أثينا وطرابلس، وذلك عبر تفعيل الخطين الجوي والبحري اللذين يربطان البلدين، مبدياً استعداد بلاده "لتقديم أي نوع من التعاون والمساعدة.

اقرأ أيضاً: قانون أمريكي جديد لدعم استقرار ليبيا... ما بنوده؟

جاء ذلك في حديثه مع وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، حيث زار ووفد من رجال الأعمال اليونانين طرابلس أول من أمس، حسب بيان وزارة المواصلات على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بحسب ما أورده موقع الوسط.

من جانبه، أكد الشهوبي أنّ مثل هذه اللقاءات ستوثق العلاقات بين البلدين، وتضع أسساً جديدة للاتفاقيات السابقة، خصوصاً في مجال المواصلات.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية