بعد عودة سوريا إلى الجامعة... الأسد يشكر الإمارات: كيف سيوثر القرار على اللاجئين؟

بعد عودة سوريا إلى الجامعة... الأسد يتوجه بالشكر لهذه الدولة... هل يشارك في قمة الرياض؟ وكيف سيوثر القرار على اللاجئين؟

بعد عودة سوريا إلى الجامعة... الأسد يشكر الإمارات: كيف سيوثر القرار على اللاجئين؟


08/05/2023

اتفق وزراء الخارجية العرب، في اجتماعهم التشاوري الذي عقد أمس بالقاهرة، على عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، واستئناف مشاركة وفودها في اجتماعات الجامعة اعتباراً من اليوم.

وأكد متحدث باسم جامعة الدول العربية أنّ اجتماع وزراء الخارجية العرب قرر عودة سوريا لشغل مقعدها الدائم في المنظمة بعد أعوام من استبعادها جراء الحرب الدامية في البلد الممزق.

لكنّ قطر المعارضة الصريحة للرئيس السوري بشار الأسد، أكدت أنّها لن تطبّع العلاقات مع حكومة دمشق، رغم قرار استئناف مشاركة وفودها في اجتماعات جامعة الدول العربية.

وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري: إنّ موقف بلاده من "التطبيع مع النظام السوري لم يتغير"، مضيفاً في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا) أنّ حكومته لن تكون "عائقاً" أمام الخطوة التي اتخذتها الجامعة العربية، لكنّ أيّ تطبيع للعلاقات بين الدوحة ودمشق "يرتبط في المقام الأول بالتقدم في الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري".

وتابع الأنصاري أنّ نظام الرئيس بشار الأسد يجب أن يقوم بـ "معالجة جذور الأزمة التي أدت إلى مقاطعته، وأن يعمل على اتخاذ خطوات إيجابية تجاه معالجة قضايا الشعب السوري".

اتفق وزراء الخارجية العرب، في اجتماعهم التشاوري الذي عقد أمس بالقاهرة، على عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية

وردّاً على سؤال حول إمكانية مشاركة الأسد في القمة المقرر عقدها في السعودية، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحفي في القاهرة أمس: "إذا ما رغب بشار الأسد...، سوريا ابتداء هي عضو كامل العضوية في الجامعة العربية، ولهم الحق في شغل أيّ مقعد يشاركون فيه"، مضيفاً: "عندما توجه الدعوة من قبل دولة الضيافة المملكة العربية السعودية، وإذا رغب الرئيس السوري بشار الاسد أن يشارك، فسوف يشارك"، وفق ما نقلت شبكة "سي إن إن".

وقال الأمين العام للجامعة العربية: إنّ عودة سوريا إلى الجامعة لا تعني انتهاء الأزمة في البلاد، لكنّها تسمح بالاتصال المباشر بين القادة العرب ودمشق.

أبو الغيط: بشار الأسد يستطيع المشاركة في قمة الرياض إذا رغب،  وسوريا عضو كامل العضوية في الجامعة العربية، ولهم الحق في شغل أيّ مقعد يشاركون فيه

وأضاف أبو الغيط: "هذا ليس قراراً بتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وكل دولة عربية، بل قرار تقرره كل دولة على حدة على أساس سيادتها".

بدورها، قالت وزارة الخارجية السورية: إنّها "تابعت باهتمام" قرار مجلس جامعة الدول العربية بعودة دمشق إلى الجامعة.

وقالت الخارجية السورية، في بيان أوردته وكالة (سانا) الرسمية: "تلقت سوريا باهتمام القرار الصادر عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية على مستوى وزراء الخارجية المنعقد في مقر الأمانة العامة للجامعة بتاريخ 7 أيار (مايو) 2023، بخصوص استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس الجامعة، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتباراً من اليوم".

وأضاف البيان أنّ "سوريا العضو المؤسس لجامعة الدول العربية تجدد موقفها المستمر بضرورة تعزيز العمل والتعاون العربي المشترك".

 قطر المعارضة الصريحة للرئيس السوري بشار الأسد، أكدت أنّها لن تطبّع العلاقات مع حكومة دمشق

وأكد البيان أنّ "المرحلة القادمة تتطلب نهجاً عربياً فاعلاً وبنّاءً على الصعيدين؛ الثنائي والجماعي، يستند على قاعدة الحوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للأمة العربية".

وفي السياق ذاته، أجرى الرئيس السوري بشار الأسد اتصالاً هاتفياً أمس مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، حسب بيان للرئاسة السورية.

وأضاف البيان، الذي نقلته وكالة (سانا)، أنّ الرئيسين بحثا خلال الاتصال "التطورات الإيجابية على الساحة العربية، حيث عبّر الرئيس الأسد عن تقدير سوريا للدور الذي تقوم به الإمارات من أجل لمّ الشمل وتحسين العلاقات العربية، بما يعزز التعاون العربي المشترك ويخدم مصالح الدول والشعوب العربية"، وتطرّق الجانبان إلى العلاقات الثنائية والتعاون بين سوريا والإمارات.

الأسد في اتصال مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، يعبّر عن تقدير سوريا للدور الذي تقوم به الإمارات من أجل لمّ الشمل وتحسين العلاقات العربية

من جهته، رأى المستشار الرئاسي في الإمارات أنور قرقاش أنّ عودة سوريا لجامعة الدول العربية "خطوة إيجابية" في سبيل تفعيل الدور العربي في هذا الملف الحيوي.

وكتب قرقاش عبر صفحته الرسمية على موقع "تويتر": "التحديات التي تواجه المنطقة تحتاج إلى تعزيز التواصل والعمل المشترك بما يضمن مصالح الدول العربية وشعوبها".

وأردف قرقاش: "الإمارات مؤمنة بضرورة بناء الجسور وتعظيم المشتركات بما يضمن الازدهار والاستقرار الإقليمي"، حسب قوله.

هذا، وأثارت عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية الكثير من الأسئلة حول تداعيات هذه الخطوة على الوضع السوري داخلياً من جهة، وحول مسألة عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم لا سيّما من دول الجوار من جهة ثانية.

أنور قرقاش: عودة سوريا لجامعة الدول العربية "خطوة إيجابية" في سبيل تفعيل الدور العربي في هذا الملف الحيوي

ورأت المحللة السياسية والباحثة السورية لدى "منظمة فيلوس" الأمريكية هديل عويس أنّ "قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية يبدو قراراً معنوياً يمنح الدول الراغبة بإعادة اللاجئين إلى بلدهم تشجيعاً إضافياً مثل لبنان، وكذلك تركيا التي بدا فيها اللاجئ السوري كلمة سر الانتخابات المقبلة، وهو أمر ربما يتكرر في الأردن، رغم رفض بعض العواصم الأوروبية والمنظمات الإنسانية التي تعنى بشؤون اللاجئين إعادتهم".

هديل عويس: قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية يبدو قراراً معنوياً يمنح الدول الراغبة بإعادة اللاجئين إلى بلدهم

وأضافت في تصريح لـ "العربية" أنّ "هذه العودة ستشجع العديد من الدول على إعادة اللاجئين، مثل لبنان الذي بدأ بالفعل بإعادتهم ولو بأعدادٍ قليلة قبل هذا القرار الذي صدر أمس، وهذا الأمر سيشجع تركيا أيضاً، خاصة أنّ كلا المرشحين الرئاسيين الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كليشتدار أوغلو تعهّدا بذلك".

إلا أنّها اعتبرت أن "مسألة إعادة عضوية دمشق تبدو خالية من المنح المالية السخية". وقالت: "باعتقادي ستنحصر التداعيات الاقتصادية لهذا القرار على إرسال المساعدات الإنسانية والمعونات الغذائية إلى سوريا، لا سيّما أنّها لا تبدو بيئة آمنة للاستثمار بالنسبة إلى العديد من الدول العربية، وعلى وجه الخصوص الخليجية منها، وبالتالي هذه العودة تمّت بهدف تصفير المشاكل".

أمّا عن الموقف الأمريكي، فقد قالت المحللة السياسية المقيمة في واشنطن: إنّ "الولايات المتّحدة ترفض تطبيع العلاقات مع سوريا ورئيسها الحالي بشار الأسد، في ظل عدم وجود عملية انتقال سياسي وفق قرارات الأمم المتحدة".

كانت آخر مشاركة عربية للرئيس السوري بشار الأسد ضمن الجامعة خلال القمة التي عقدت في سرت الليبية عام 2010

من جهته، رأى المحلل السياسي غسان يوسف، المقيم في العاصمة السورية، أنّ "دمشق باتت متواجدة اليوم في قلب جامعة الدول العربية، حيث ستشارك في الحوارات وصناعة القرار، وهذا يعني أنّ الدول العربية تستطيع أن تقف إلى جانبها في الكثير من القضايا، كالوقوف معها ضد الاحتلال التركي أو حتى الأمريكي".

وأشار في تصريح صحفي إلى أنّ "هناك قضايا أخرى يمكن أن تساعد فيها الدول العربية، مثل مسألة اللاجئين، ومشكلة تهريب المخدرات، ووصول المساعدات الإنسانية، ولهذا تبدو تلك العودة خطوة مهمة".

وأضاف أنّ "الدول العربية التي تعاني من مسألة اللاجئين، تستطيع إعادتهم بعد هذا القرار بالتوافق مع الحكومة السورية، وكذلك الأمر يمكن للدول العربية التي تواجه مشكلة تهريب المخدرات والإرهاب أن تنسّق مع دمشق وتتعاون معها لإيجاد حلول لهذه الملفات. وهناك أيضاً مسائل أخرى تتعلق بإعادة الإعمار".

يُذكر أنّ الجامعة العربية كانت قد علقت عضوية دمشق في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، وفرضوا عقوبات سياسية واقتصادية عليها آنذاك، إثر تفجر العنف في البلاد.

وكانت آخر مشاركة عربية للرئيس السوري بشار الأسد ضمن الجامعة خلال القمة التي عقدت في سرت الليبية عام 2010.

مواضيع ذات صلة:

كيف ستؤثر الانتخابات التركية القادمة على الحرب الروسية الأوكرانية ومنطقة الخليج العربي وسوريا؟

ما بعد عودة سوريا إلى الجامعة العربية في قمة الرياض العربية القادمة

دول تعيق عودة سوريا لجامعة الدول العربية. ما شروطها؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية