بينها الموساد الإسرائيلي.. أهم سيناريوهات تحطم مروحية الرئيس الإيراني

بينها الموساد الإسرائيلي.. أهم سيناريوهات تحطم مروحية الرئيس الإيراني

بينها الموساد الإسرائيلي.. أهم سيناريوهات تحطم مروحية الرئيس الإيراني


26/05/2024

أثارت ملابسات وفاة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق لهما إثر تحطم مروحية شمال غربي إيران، العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت مجرد حادث أم خطة لاغتياله. 

وطرح العديد من الخبراء منذ لحظة فقدان مروحية الرئيس الإيراني احتمال أن يكون الحادث مدبرا وليس عرضيا، وذلك بسبب ما حف به من ظروف استثنائية تعزز ادعاء أن وفاة رئيسي جاءت نتيجة لعملية اغتيال مخطط لها.

ويترقب العالم التغييرات التي قد تطرأ على المشهد السياسي الإيراني عقب مصرع رئيسي وعبداللهيان، وانعكاساتها على الأوضاع الإقليمية بالأخص، لا سيما أنه لا توجد حتى اللحظة أية معلومة مؤكدة بشأن ما حدث للطائرة، وهل سقطت نتيجة سوء الأحوال الجوية أم حادث تخريبي.

حادث مدبر

هذا ويرى الباحث في العلاقات الدولية، يسري عبيد، أن هناك عدة فرضيات حول حادثة تحطم مروحية الرئيس الإيراني، وأوضح أن الفرضية الأكثر ترجيحا هي تحطمها جراء «عمل مدبر»، خاصة أن الطائرتين المرافقتين لمروحية الرئيس عادتا بسلام إلى طهران، ما يرجح احتمالية أن الطائرة الرئاسية كانت مستهدفة.

ولفت، في تصريح لقناة "الغد"، إلى أن هذا العمل من تدبير خارجي، ربما من إسرائيل أو أميركا، مشيرا إلى أن هناك علاقات تجمع أذربيجان بإسرائيل، كما أن هناك نشاطا كبيرا للموساد في الأراضي الأذرية.

كذلك أوضح الخبير في شؤون الأمن القومي، اللواء محمد عبد الواحد، أنه لا توجد حتى الآن أي بيانات رسمية بشأن أسباب سقوط المروحية، مشيرا إلى أن هناك العديد من السيناريوهات من بينها سوء الأحوال الجوية، أو خطأ بشري من الطيار.

سقوط المروحية أدى إلى مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وعدد من كبار مسؤولي النظام الإيراني

وتابع أن من بين الأسباب المطروحة أخطاء تقنية في الطائرة خاصة أنها من طراز قديم ومستخدمة منذ السبعينيات وتقوم إيران بإصلاحها وتطويرها بتنقيات ذاتية في ظل العقوبات الدولية المفروضة على إيران ما يعيق استيراد قطع الغيار.

وأضاف عبد الواحد أن من بين الفرضيات أن يكون التحطم ناجما عن عمل اعتراضي، سواء بصاروخ اعتراضي أو طائرة مسيرة أو التشويش على الطائرة، لا سيما أنها قريبة من الحدود الأذرية، في ظل توترات بين البلدين على خلفية المواقف الأذريبة بسبب دعم إسرائيل في حربها على غزة.

من جانبه، رأى الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، مخلد حازم لـ"الغد"، أن فرضية الخلل الفني أو سوء الأحوال الجوية هي مستبعدة، خاصة أن الطائرة كانت ضمن تشكيل ومن المفترض أن يكون هناك اتصال لتأمين التحليق، وهو الاتصال المسموع لدى الأبراج الجوية، إلا أن هذا لم يحدث، وانقطع الاتصال بمروحية الرئيس الإيراني.

سيناريوهات محتملة 

وفي المجمل هناك ثلاثة سيناريوهات/ فرضيات محتملة للحادث، بحسب دراسة حديثة للمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أولها الأحوال الجوية والطقس السيئ، وثانيها أعمال الصيانة وتهالك الطائرة، وثالثها عمل مدبر. 

وبالنسبة للسبب الثاني فهو محتمل بدرجة كبيرة، ولاسيما أن قطاع النقل الجوي في إيران قد شهد خلال العقد الأخير حوادث عدة، تمثلت في انحراف عدد من الطائرات عن المدرج في أثناء الإقلاع أو الهبوط، وسقوط عدد آخر بعد أن شبت النيران في محركاتها، واصطدام أخرى بقمة سلسلة جبال زاغروس وسط البلاد، إلى جانب الحوادث التي أصابت المروحيات التي تقل المسؤولين الإيرانيين. 

 

طرح العديد من الخبراء منذ لحظة فقدان مروحية الرئيس الإيراني احتمال أن يكون الحادث مدبرا وليس عرضيا وذلك بسبب ما حف به من ظروف استثنائية

 

وأشار محللون إلى أن تلك الحوادث تأتي بسبب معاناة الأسطول الجوي الإيراني المتهالك، كما أجمعت بعض الأوساط الإيرانية على أن العقوبات الأمريكية المفروضة على قطاع النقل الجوي تشكل العامل الرئيسي في تكرار هذه الحوادث، في حين يرى آخرون أن مخاطر انعدام الرقابة وتهالك الأسطول الجوي لا تقل خطرًا.

وفيما يتعلق بفرضية الطقس، فقد بدأت الشكوك تتزايد في ظل ما هو معروف مسبقًا حول أحوال الطقس سواء من جانب الجهات المختصة والمعنية بحماية الرئيس أو الطيار نفسه، ناهيك عن وصول الطائرتين المرافقتين له في نفس التوقيت لوجهتهما، كما يؤكد خبراء أن الضباب والغيوم والتضاريس قد لا تؤثر بقوة على مسار مروحية رئيسي لأنها مجهزة للهبوط حتى حال تعطل المحركين معًا، وهو أمر صعب، بل إنه في حال تعطل المحركين تعمل الطائرة بطريقة الدوران الذاتي وتستطيع عبره الهبوط بسلام. 

لكن إذا فقدت الطيارة شفرتيها فإنها بالتأكيد ستهوي بسرعة كبيرة جدًا وبقوة ارتطام مأساوية بحيث لا يخرج منها أية ناجين، فإذا ما أكدت التحقيقات هذه الفرضية يكون السيناريو واردًا.

نظرية المؤامرة

كذلك أشارت الدراسة إلى أن هناك من يتحدث عن مؤامرة داخلية من خصوم رئيسي، الذي كان المرشح الأوفر حظًا لخلافة خامنئي في ضوء تقدم عُمر الأخير واعتلال صحته.  وهناك من يشير بأصابع الاتهام إلى منظمة “مجاهدي خلق” المعارضة والموجودة في المنفى والمحظورة منذ عام 1981 في إيران، حيث تصفها السلطات بـ “الإرهابية”. 

وثمة من يزعم أن الطائرة تعرضت لتشويش سيبراني مصدره إسرائيل، التي تمتلك وجودًا استخباريًا قويًا على الحدود الايرانية الأذربيجانية. وقد نفت إسرائيل تمامًا ومن دون سبب أو اتهام علاقاتها بسقوط طائرة الرئيس الإيراني. 

تولى إبراهيم رئيسي البالغ من العمر 63 عاما رئاسة إيران منذ حزيران/يونيو 2021

ومن أكثر الفرضيات إثارة للاهتمام، في هذا الخصوص، هو اتهام وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، الولايات المتحدة بالتسبب في سقوط مروحية الرئيس الإيراني؛ لأنها فرضت عقوبات على قطاع الطيران في إيران ومنعت إدخال قطع تحديث الطائرات.

وفي جميع الأحوال، يلاحظ أن النظام الإيراني قد تفادى منذ اللحظة الأولى إثارة الشكوك حول الحادث تفاديًا لاستغلال الوضع وإحداث فوضى داخلية، أو وضع النظام في موقف حرج والمطالبة بالبحث والإعلان عن المتورطين، ومن ثم الثأر للرئيس الإيراني، وهذا أمر يضع النظام في تحدٍّ صعب للغاية، ولا يستطيع مواجهته، وبالتالي فقد لجأ مباشرة إلى خيار تبريد الأجواء وإحالة الأمر للقدَر والظروف والبحث بهدوء لاحقًا عن أسباب الحادث ومعالجتها بالشكل الذي يراه مناسبًا بعد ترتيب المشهد الداخلي. 

سيناريو المكالمة الأخيرة

إلى ذلك، كشفت معلومات جديدة سيناريو الاتصال الأخير بين مروحية رئيسي ومكتبه، إذ قال رئيس مكتب الرئاسة في إيران غلام حسین إسماعیلي، في حدیث مع التلفزیون الإیراني، إنه بعد مراسم تدشين سد قلعة قيز الحدودي المشترك مع أذربيجان، تم التوجه إلى مدينة تبريز في محافظة أذربيجان الشرقية، شمال غربي إيران في طقس صاف.

وأشار إلى أنه في منتصف الطريق واجهوا رقعة سحاب، فأعطى قائد المروحية التي كانت تقل رئيسي الأمر بزيادة الارتفاع، لتختفي المروحية على إثر ذلك.

وأضاف إسماعیلي أنه منذ لحظة الإعلان عن انقطاع الاتصال اللاسلكي، تم إجراء اتصالات هاتفية مع کل من الحرس الشخصي لرئيسي، ووزير الخارجية حسین أمير عبد اللهيان، وإمام جمعة تبريز ومحافظ تبریز، لكن دون تلقي أي رد منهم.

 

من بين الفرضيات أن يكون التحطم ناجما عن عمل اعتراضي سواء بصاروخ اعتراضي أو طائرة مسيرة أو التشويش على الطائرة

 

وأشار إلى أن أفراد طاقم الرحلة قالوا أيضا إنهم أجروا اتصالا على الهاتف المحمول للطيار الكابتن مصطفوي، لكن أجاب آية الله آل هاشم قائلا: "إنني لست بخير وقد سقطنا في الوادي"، وقال إسماعيلي: "ثم اتصلت بآل هاشم مرة ثانية وسألته أين أنتم؟ ليرد بالقول: لا أعرف.. أنا بین الأشجار، فسألته كيف حال الباقين؟ هل تراهم؟ فقال: إنني لا أرى أحدا وأنا وحدي ولا أعلم ما حدث ولا يوجد أحد حولي".

وأضاف: "عند ذلك، اتضح لنا على الفور بأن مروحية رئيسي تعرضت لحادث، وحددنا مهمتنا بشأن الوصول بسرعة إلى موقع الحادث، وبدء عمليات الإنقاذ والإغاثة".

وختم إسماعيلي بالقول إنه "في وقت لاحق علمنا بأن ركاب المروحية الآخرين، استشهدوا على الفور"، موضحا أن حالة الجثامين تشير إلى أن أفراد المروحية فارقوا الحياة بعد وقوع الحادث مباشرة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية