ثورة جديدة على "الحجاب الإجباري" في إيران.. هل تنجح؟

ثورة جديدة على "الحجاب الإجباري" في إيران.. هل تنجح؟


13/07/2022

أثار "اليوم الوطني للحجاب والعفة" الذي أطلقه النظام الإيراني، في إطار حملة تشنها السلطات لإعادة قواعد صارمة على حجاب النساء، أثار سجالاً واسع النطاق في الشارع الإيراني.

وقد ردّ نشطاء حقوقيون وأوساط المجتمع المدني بحملة مضادة تشجع الناس على رفض "الحجاب القسري"، وتحدي السلطات بخلع الحجاب في الأماكن العامة، ضد المناسبة التي أقرتها السلطات هذا العام، في سياق ما تسميه حملة لقمع "السلوك غير الأخلاقي"  بحسب وكالة "رويترز".     

 وقامت بعض الفتيات الإيرانيات بنشر فيديوهات يظهرن أنفسهن حاسرات الرأس، كنوع من الاحتجاج على قانون إلزامية ارتداء الحجاب، لافتات إلى أنّ فرض القانون الذي بموجبه تعاقب المرأة التي تظهر على الملأ بدون ارتداء الحجاب بالسجن، يناقض وعود النظام الإيراني بما يتعلق بعدم انتهاكات الحريات، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

 وتعتزم مؤسسات وسلطات النظام الإيراني تنفيذ برامج تتعلق بالترويج لخطط "العفاف والحجاب"، بدءاً من 12 تموز (يوليو) الجاري، لمدة أسبوع واحد على الأقل.

 ويرى منتقدون ونشطاء أنّ جهود النظام المكثفة لفرض "الحجاب القسري" تأتي ضمن حملة تضييق أوسع نطاقاً على المعارضة، وسط استياء متزايد بسبب الصعوبات الاقتصادية في الداخل، والضغط الغربي المتزايد على إيران من الخارج، بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

أثار "اليوم الوطني للحجاب والعفة" الذي أطلقه النظام الإيراني سجالاً واسع النطاق في الشارع الإيراني

 وقالت عشرات من ناشطات حقوق المرأة البارزات، في بيان مشترك أول من أمس: إنّ "اليوم الوطني للحجاب والعفة ليس سوى ذريعة لاستهداف النساء وبدء موجة قمع جديدة ضد الشعب الإيراني وخاصة النساء"، وفق ما أوردت صحيفة "الشرق الأوسط".

 وفي استعراض للعصيان المدني، نشر إيرانيون خارج البلاد وداخلها وسماً (هاشتاغ) بعنوان (#حجاب بلا حجاب) على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي على مدى أيام.

 وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لنساء يخلعن حجابهن أثناء السير في الشوارع، وأخريات يقاومن شرطة الآداب. وكتبت إحدى المستخدمات على "تويتر" عبارة "ينبغي أن يكون لي حق تقرير ما أريد أن أرتديه، وألّا أتعرض للسجن بسبب اختياري".   

 

نشطاء حقوقيون وأوساط المجتمع المدني يطلقون حملة مضادة تشجع الناس على رفض "الحجاب القسري"، وتحدي السلطات بخلع الحجاب في الأماكن العامة

 

 وتُعدّ الحملة التي أثارت تفاعلاً واسعاً في شبكات التواصل الاجتماعي ضربة قوية لحملة دعائية تقودها السلطات مع تسجيل أغنية جديدة تخاطب الأطفال، برعاية الجهاز الدعائي في "الحرس الثوري" الإيراني، تحت مُسمّى "تحية للقائد"، في وقت يواجه فيه النظام استياء غير مسبوق في الشارع الإيراني.

 وقالت الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران، ومقرها نيويورك، في بيان نشر أول من أمس: إنّ هناك مخاوف جدية بخصوص مزيد من أعمال العنف والاعتقالات المحتملة، وبالفعل نقلت وكالة "فارس" التابعة لـ"الحرس الثوري" أنّ أشخاصاً كثيرين اعتقلوا أول من أمس.

 وفي السياق، قالت الناشطة النسوية والصحافية مسيح علي نجاد لـ"رويترز": "المؤسسة تخشى ثورة نسائية تبدأ اليوم بالفعل".  

 

الإيرانيات ينشرن فيديوهات يظهرن أنفسهن حاسرات الرأس كنوع من الاحتجاج على قانون إلزامية ارتداء الحجاب

 

 هذا، وأعلن ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي عبر "تويتر" أمس تأييده للحملة المضادة لـ"الحجاب القسري"، وحضّ الرجال الإيرانيين على مساندة النساء في "حرية اللباس".  

 وقال بهلوي: "طالما أنّ المرأة الإيرانية ليست حرة، فإنّ إيران لن تكون حرة"، مضيفاً: "تناضل النساء الإيرانيات منذ (43) عاماً من أجل استعادة حقوقهن الواضحة والأساسية، وخاصة حرية ارتداء الملابس، يجب أن يقف الرجال الإيرانيون جنباً إلى جنب مع النساء في الصف الأول".

ناشطات: اليوم الوطني للحجاب والعفة ليس سوى ذريعة لاستهداف النساء وبدء موجة قمع جديدة ضد الشعب الإيراني

 بالمقابل، هاجم ممثلو المرشد الإيراني علي خامنئي يوم الجمعة الماضي التراخي في فرض قيود الحجاب. وأشاد خطيب جمعة مشهد ووالد زوجة الرئيس الإيراني المتشدد أحمد علم الهدى بالمدعي العام في المدينة لإصدار تعليمات جديدة بشأن تشديد قيود الحجاب.

 وكان المدعي العام في مشهد قد أصدر أوامر بمنع دخول النساء إلى مترو الأنفاق إذا لم يلتزمن بقواعد الحجاب الصارمة.

 وقال خطيب جمعة طهران أحمد خاتمي: إنّ "كثيرين من معارضي الحجاب هم أبناء وزوجات اللصوص". واعتبر تسمية "الحجاب القسري" محاولة "لتشوية الحجاب".

 

الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران: هناك مخاوف جدية بخصوص مزيد من أعمال العنف والاعتقالات المحتملة

 

 وقال محمد سعيدي خطيب جمعة "قم": إنّ جميع المسؤولين ملزمون بمراعاة الحجاب بأمر من الرئيس إبراهيم رئيسي.

 وقبل تصريحات خطباء الجمعة أمر الرئيس الإيراني في اجتماع المجلس الأعلى للثورة الثقافية "جميع المؤسسات الثقافية والتنفيذية" ببذل قصارى جهدها لتطبيق القانون الذي أُقرّ عام 2005 بشأن الحجاب، وفق وكالة "إيران إنترناشيونال".

 ووفقاً للقوانين والتقارير الإعلامية للنظام الإيراني، يوجد ما لا يقل عن (25) جهة حكومية لها واجبات وميزانيات في مجال الترويج للمشاريع المتعلقة بـ"الحجاب والعفة".

 وقد ردّت صحيفة "همشهري" التابعة لبلدية طهران على معارضي الحجاب الإجباري في هذا السياق، واعتبرت أنّهم هم المجموعة نفسها التي "شجعت على إشعال النار في البنوك وكسر الزجاج وسد طرق الناس، وأنّها اليوم تشجع على خلع الحجاب".

 

بهلوي: طالما أنّ المرأة الإيرانية ليست حرة، فإنّ إيران لن تكون حرة، ويجب على الرجال الإيرانيين مساندة النساء في حرية اللباس

 

وفي الأسابيع الأخيرة، أكدت مؤسسات مثل "مقر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" مراراً وتكراراً أنّه يجب على مسؤولي الإدارات إصدار تحذيرات بشأن حجاب المرأة في أماكن مثل البنوك، وإلا يجب محاسبة مسؤولي فروع البنوك.

 وأعلنت هذه المؤسسات عن إطلاق "دوريات إرشادية غير محسوسة" في المكاتب والأماكن المصرفية.

من احتجاجات عام 2018 عندما نزلت النساء إلى الشوارع وهن يرفعن الحجاب عالياً

 وعشية أسبوع "الحجاب والعفة" كثف النظام الإيراني خططه لمراقبة ملابس المواطنين في الأماكن الإدارية والعامة، وازداد تواجد دوريات الإرشاد بشكل واضح.

 وتتعرض المؤسسة الحاكمة في الأعوام الماضية لموجات احتجاجات بسبب الحجاب. ففي عام 2014 أطلقت الناشطة الحقوقية مسيح علي نجاد حملة على "فيسبوك" عنوانها "حريتي الخفية"، نشرت فيها صوراً لإيرانيات غير محجبات.

 وفي عام 2017، أطلقت حملة لارتداء النساء الحجاب الأبيض يوم الأربعاء، واحتجاجات عام 2018 عندما نزلت النساء إلى الشوارع وهن يرفعن الحجاب عالياً. وذكرت جماعات حقوقية أنّ عشرات النساء وُضعن في السجن بإيران بسبب نشاطهن ضد الحجاب الإجباري.

مواضيع ذات صلة:

أردوغان يستغل قضية الحجاب لترويج صورته كمدافع عن الإسلام

استطلاع رأي يفجر مفاجأة تتعلق بإلزامية الحجاب في إيران

"شرطة الأخلاق" تعود لفرض الحجاب الإلزامي على الإيرانيات



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية