جولة أفريقية ثلاثية للرئيس المصري... ما أهميتها؟

جولة أفريقية ثلاثية للرئيس المصري... ما أهميتها؟

جولة أفريقية ثلاثية للرئيس المصري... ما أهميتها؟


08/06/2023

بدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 6 حزيران (يونيو) الجاري جولة أفريقية ثلاثية، تشمل (أنجولا، وزامبيا، وموزمبيق)، شهدت مباحثات ثنائية مكثفة لتعزيز التعاون بين مصر وجيرانها الأفارقة، وتركز على (4) ملفات رئيسية، يتقدمها الوضع الراهن في السودان في ضوء الصراع العسكري المتفاقم، فضلاً عن بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والتبادل التجاري. 

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي مساء الثلاثاء: إنّ جولة السيسي في منطقة الجنوب الأفريقي تأتي في إطار حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، وكذا مواصلة تعزيز علاقاتها مع دول القارة في مختلف المجالات، لا سيّما عن طريق تدعيم التعاون المتبادل على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إلى جانب الأولوية المتقدمة التي تحظى بها القضايا الأفريقية في السياسة الخارجية المصرية. 

وبحسب فهمي، يعقد الرئيس المصري خلال الجولة الأفريقية سلسلة من المباحثات الثنائية مع زعماء الدول الأفريقية الشقيقة، بهدف بحث آليات تعزيز أوجه التعاون الثنائي مع مصر، وكيفية التعامل مع مشاغل القارة الأفريقية، فضلاً عن مناقشة مستجدات القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وكذا سبل التعاون لبلورة أطر العمل الأفريقي المشترك؛ بهدف دفع عملية التنمية وتعزيز الاندماج الاقتصادي في القارة. 

البداية من أنجولا

في مستهل جولته شهد الرئيس المصري الأربعاء توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع نظيره الأنجولي جواو لورينسو. 

المتحدث باسم الرئاسة المصرية: جولة السيسي تأتي في إطار حرص مصر على التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة

وفي التفاصيل؛ أوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية أنّ الرئيس السيسي عقد جلسة مغلقة مع رئيس أنجولا، أعقبها مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين تتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وبناء علاقات قوية ومجالات التعاون القائمة، وتطوير التعاون فى كافة المجالات، وخاصة المجالات التنموية التي لها علاقة بالتشييد والطاقة والبنية التحتية.

أهداف على جدول الزيارة

يقول عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، مساعد وزير الخارجية السابق، السفير رخا أحمد حسن: إنّ الزيارة يُنظر إليها في عدة أبعاد، سواء فيما يتعلق بزيادة التعاون المشترك بين القاهرة والعواصم الإفريقية، بما يعزز من الأمن القومي المصري والتواجد في القارة، أو السعي لحلّ الأزمات المشتعلة في عدد من الدول الأفريقية، وفق ما نقله عنه موقع "سكاي نيوز".

وأوضح حسن أنّ الزيارة تستهدف بحث أفق التعاون مع دول (أنغولا وزامبيا وموزمبيق)، سواء في مجال التبادل التجاري أو المشروعات المشتركة، إذ تنفذ مصر عدداً من المشروعات في (لواندا)، ونسعى لزيادتها.

السفير رخا أحمد حسن: الزيارة ينظر إليها في عدة أبعاد؛ سواء ما يتعلق بزيادة التعاون المشترك بين القاهرة والعواصم الأفريقية، بما يعزز من الأمن القومي المصري والتواجد في القارة، أو السعي لحلّ الأزمات المشتعلة في عدد من الدول الأفريقية

وبحسب حسن، تشمل الجولة مناقشات حول قضايا التعاون المشترك، ومنها الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم خلال العامين الماضيين، والتي تأثرت بها الدول الأفريقية بشكل فادح، ومن ثمّ سيكون محور التعاون بين هذه الدول رئيسياً خلال المناقشات، وفي القلب من ذلك مشكلة الأمن الغذائي وتعزيز الاستثمارات في هذا الإطار.

أيضاً تمثل الأزمات السياسية في القارة محوراً مهمّاً على أجندة المباحثات بين الزعماء خلال الجولة، خاصة ما يشهده السودان والصومال وليبيا وأفريقيا الوسطى، كما تتضمن الجولة شرح وتوضيح الرؤية المصرية بشأن أزمة سد النهضة، وتداعيات السد على حياة المصريين، وضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لضمان حقوق كل الأطراف.

ما أهميتها؟ 

يرى البرلماني المصري أحمد دياب، وكيل لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشيوخ، أنّ الجولة الأفريقية للرئيس المصري تأتي في توقيت مهم، وتحمل الكثير من الدلالات، أهمها تعزيز التعاون مع دول القارة في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، مشيراً إلى نجاح بلاده في العودة إلى ريادة القارة الأفريقية بعد أعوام من الغياب. 

السفير رخا أحمد حسن: الزيارة تستهدف بحث التعاون مع (أنغولا وزامبيا وموزمبيق) سواء في مجال التبادل التجاري أو المشروعات المشتركة

وأوضح دياب، في تصريحات صحفية لمواقع محلية، أنّ زيارة الرئيس السيسي لأنجولا هي الأولى من نوعها، ممّا يعكس سياسة الانفتاح التي تتطلع إليها القاهرة مع دول أفريقيا، مؤكداً أنّها خطوة جدية نحو بناء علاقات مع واحدة من أهمّ دول القارة الأفريقية.

وتوقع البرلماني المصري أن تحمل الجولة الكثير من الإشارات الإيجابية، التي تنعكس على مصر وشعوب تلك البلاد، كما أنّها تأتي في مرحلة بالغة الأهمية، في ظل الاضطرابات التي تمر بها المنطقة، سواء في السودان، أو غيرها من القضايا التي تمثل تحدياً للقارة الأفريقية.

ما أهمية الدبلوماسية المشتركة بين مصر والدول الـ (3)؟

بحسب الباحثة رحمة حسن في دراستها المنشورة عبر المركز المصري للفكر والدراسات، شهدت العلاقات الدبلوماسية بين مصر والدول الأفريقية الـ (3) لقاءات دبلوماسية عدة، ولكنّ هذه هي الزيارة الأولى للرئيس المصري إلى الدول الـ (3)، وتستعرض الباحثة أهمية العلاقات كالتالي: 

تشهد العلاقات المصرية الأنجولية علاقات دبلوماسية مثمرة ومتطورة، فعلى سبيل المثال استقبلت مصر وزير الخارجية الأنجولي عدة مرات لتعميق العلاقات الثنائية، وكان آخرها مع وزير الخارجية سامح شكري، وسبقها لقاؤه الرئيس السيسي لتسليم رسالة خطية من الرئيس الأنجولي جواو لورينسو في آذار (مارس) 2022، والذي سبق أن هنأه الرئيس السيسي بفوزه بالانتخابات الرئاسية عام 2017، ومنذ تولي الرئيس السيسي كان هناك اهتمام بتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع أنجولا من خلال تبادل الزيارات على مستوى وزراء الخارجية.

البرلماني المصري أحمد دياب: جولة الرئيس السيسي الأفريقية حملت الكثير من الإشارات الإيجابية التي تنعكس على مصر وشعوب تلك البلاد، كما أنّها تأتي في مرحلة بالغة الأهمية في ظل الاضطرابات التي تمر بها المنطقة

وبالنسبة إلى العلاقات مع موزمبيق، تشير الدراسة إلى استقبال الرئيس المصري بالقاهرة الرئيس الموزمبيقي فيليب نيوسي في 22 حزيران (يونيو) 2019، وشهدت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لقاءات متبادلة على مستوى وزارة الخارجية والسفير المصري بالعاصمة (مابوتو)، والمشاركة في حفل التنصيب الرئاسي. 

واستقبل الرئيس السيسي الرئيس الزامبي السابق إدجار شاجوا لونجو عام 2017، وجرى خلال الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين، وهنأ الرئيس السيسي رئيس جمهورية زامبيا الجديد هاكيندي هيشيليما عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية 2021، وتواصلت اللقاءات الثنائية بين مسؤولي البلدين على مستوى الوزراء.

مصر والكوميسا 

بحسب جدول الزيارة، من المقرر أن يحضر الرئيس عبد الفتاح السيسي أعمال الدورة  الـ (22) لمجموعة (الكوميسا)، التي ستشهد تسليم الرئاسة الدورية للتجمع من مصر إلى زامبيا، والمنعقدة في العاصمة الزامبية لوساكا، والتي استلمت مصر رئاستها من مدغشقر في أعمال الدورة الـ (21) المنعقدة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، بمدينة شرم الشيخ بعنوان "تعزيز القدرة على الصمود من خلال التكامل الرقمي الاقتصادي الاستراتيجي".

 من المقرر أن يحضر الرئيس عبد الفتاح السيسي أعمال الدورة  الـ (22) لمجموعة (الكوميسا)

وفي هذا الصدد تشير الباحثة إلى الإعلان من جانب القاهرة عن خطة استراتيجية متوسطة الأجل للفترة من 2021 إلى 2025 تقوم على تعميق الاندماج الاقتصادي وتحقيق التكامل والتنمية بين الدول الـ (21) الأعضاء في التجمع، وذلك في ضوء تعافي الدول الأفريقية من جائحة كورونا، وبالتزامن مع العمل على تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية للعمل على زيادة سبل تسهيل التبادل التجاري بين الدول الأعضاء وتحسين السياسات التجارية. 

ومن المقرر أن تستمر أعمال القمة في نسختها الـ (22) في الفترة من 6 إلى 8 حزيران (يونيو) الجاري تحت شعار "التكامل الاقتصادي من أجل كوميسا المزدهرة، المُرتكزة على الاستثمار الأخضر، والقيمة المضافة، والسياحة". 

مواضيع ذات صلة:

مخطط إخواني جديد لضرب السياحة في مصر... لماذا الآن؟

إشارات إيجابية بين مصر وإيران... هل تعود العلاقات قريباً؟

من الإرهاب إلى التنمية... كيف عبرت سيناء المصرية مربع الخطر؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية