عقائد الإخوان وعدم فهمهم لارتباط الشعوب العربية بالقومية قادهم إلى الفشل.. كيف؟

عقائد الإخوان وعدم فهمهم لارتباط الشعوب العربية بالقومية قادهم إلى الفشل.. كيف؟

عقائد الإخوان وعدم فهمهم لارتباط الشعوب العربية بالقومية قادهم إلى الفشل.. كيف؟


02/05/2024

 

بينما لا يزال تنظيم داعش الإرهابي يُشكّل خطراً كبيراً خصوصا مع تزايد التهديد الإرهابي في أوروبا التي شهد تطورات مقلقة خلال عام 2024، دعا عدد من الباحثين والخبراء الفرنسيين لوضع تنظيم الإخوان الإرهابي تحت المجهر.

وقد سلط كلّ من المؤرخ بيير فيرميرين الأستاذ في جامعة السوربون، والباحثة السياسية ومديرة الأبحاث في معهد البحوث للتنمية بوزارة التعليم العالي سارة بن نفيسة، الضوء على تجربة قوة جماعة الإخوان المسلمين التي وصلت للحكم في بعض الدول العربية في السنوات الأخيرة قبل انهيارها شبه التام، وذلك في بحث مُشترك نشرته صحيفة "لو موند" الفرنسية، حيث رأى الباحثان أنّ عقائد الإخوان وعدم فهمهم لارتباط الشعوب العربية بالوطنية والقومية قادهم للفشل وإلى إخفاقات مُدوّية.

 

حذرت سارة بن نفيسة من أنّ للإخوان والسلفيين والإرهابيين هدف مشترك وهو إقامة دولة إسلامية مُعتبرة أنّ هذه الحركات الثلاث لها نفس الهدف

 

وحذرت سارة بن نفيسة من أنّ للإخوان والسلفيين والإرهابيين هدف مشترك وهو إقامة دولة إسلامية، مُعتبرة أنّ هذه الحركات الثلاث لها نفس الهدف الذي وصفته بِـ "الخيال"، لكنّ طريقة تنفيذها تختلف على الرغم من البيئة الأيديولوجية المواتية في بعض الدول، وكون مؤسس ومُنظّر جماعة الإخوان المسلمين هو نفسه الأب الروحي للجهادية المعاصرة.

من جهته، قال بيير فيرميرين إنّ اختيار صناديق الاقتراع من قبل الإخوان كان خياراً تكتيكياً وليس استراتيجياً، حيث يُظهر خطاب وممارسات الجماعة في السلطة أنّ هدفهم على المدى الطويل لم يتغيّر، فالأمر يتعلق بإعادة أسلمة المجتمعات "غير المسلمة بما فيه الكفاية" من وجهة نظرهم، لأنهم يعتبرونها تُقلّد الغرب الذي يُعطي الأولوية للدولة على حساب الدين. وعلى الرغم من مُحاولتهم إظهار عكس ذلك عبر الخطابات العلنية، إلا أنّ أهدافهم الحقيقية تكشفها أفعالهم، وذلك وفق ما نقل عنه موقع "24".

المؤرخ الفرنسي المعروف يرى أنّ الإخوان لم يتكيّفوا مع النموذج السياسي للدولة القومية. وقد أعلنوا بوضوح أنّ الإصلاح الديني للفرد والأسرة والمجتمع يجب أن يسبق إصلاح الدولة. وبالنسبة لهم فإنّ هدف المُشاركة في الانتخابات المحلية ببعض الدول هو إدارة أجهزة الدولة والسيطرة عليها، وليس تغيير طبيعتها لمصلحة الشعوب. كما أنّ الدولة تُعتبر في ذات الوقت غير شرعية بالنسبة لهم، إذ يقولون إنّها تقسم "المؤمنين" خارج نطاق القوانين الدينية.

كما لفت فيرميرين إلى أنّ التنظيم الإرهابي تسلّق على المُطالبات الحقيقية للشعوب واختطفها بحُكم الأمر الواقع، لأن الإخوان برأيه لم يكونوا في الأساس هم المُبادرين. ففي مصر كان صعود الحركات الاحتجاجية يسبق عام 2011، ولم تتلقّ أيّ منها دعماً من جماعة الإخوان المسلمين، حيث كان الشباب في القاهرة على سبيل المثال هم أوّل من تحرّكوا، فيما قفز الإخوان على العربة وسعوا فاشلين إلى التحالف مع الجيش قبل وبعد رحيل الرئيس حسني مبارك عن السلطة.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية