في مناطق الحوثي... 15 ألف مخطوطة يمنية مهددة بالتلف

في مناطق الحوثي... (15) ألف مخطوطة يمنية مهددة بالتلف

في مناطق الحوثي... 15 ألف مخطوطة يمنية مهددة بالتلف


28/02/2023

بعد أن شهدت المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، ذراع إيران باليمن، خلال الأعوام الماضية حالة ركود غير مسبوقة في المشهد الثقافي والإبداعي اليمني، بعد توقف أغلب منابر النشر وما يزيد على (200) مطبوعة شهرية وأسبوعية ويومية، باتت أيضاً عشرات الآلاف من القطع الأثرية مهددة بالسرقة والبيع، والآلاف من المخطوطات التاريخية معرضة للتلف بسبب عدم حفظها وفق القواعد العلمية، فيما المباني التاريخية والمتاحف والهيئات التابعة لها مهددة بالانهيار.

وتنفيذاً لسياسة جماعة الحوثي بتسييس الفن لصالحها، دون اعتبار لأيّ قوانين إنسانية أو حقوقية، يصادر القيادي المتنفذ أحمد حامد (أبو محفوظ)، الذي يشغل موقع مدير مكتب مجلس الحكم الانقلابي، مليارات الريالات من عائدات صندوق الثقافة والتراث، بعد أن أوقف مخصصات الفنون والثقافة والآثار.

وذكر عاملون في قطاع الثقافة في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أنّ حكومة الانقلاب اعتمدت ميزانية شهرية لقطاع الثقافة بمبلغ يساوي (1000) دولار خاضعة للضريبة، وقد تمّ توزيع هذه الميزانية من قبل الميليشيات على صغار الموظفين المتعاقدين الذين لا يتجاوز راتب الواحد منهم (30) دولاراً في الشهر.

وقال العاملون: إنّ القيادي الحوثي، وكنيته (أبو محفوظ)، الذي يدير مكتب مجلس الحكم، استولى على كل عائدات صندوق الثقافة والتراث والتصرف بها، وأشاروا إلى أنّه بات يُعرف على نطاق واسع داخل حكومة الانقلاب باسم "الوصي على عائدات الدولة"، حيث يتحكم بكل مخصصات المؤسسات والمحافظات وعائدات الصناديق والجمارك وغيرها.

شهدت المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي خلال الأعوام الماضية حالة ركود غير مسبوقة في المشهد الثقافي

ووفقاً لهذه المصادر، فإنّ الفرق الفنية الرئيسية في اليمن التي كانت في صنعاء، وتضم عازفين ومؤدين وراقصين، تعيش أوضاعاً بائسة، وإنّ ملابسهم الفنية أصبحت مقطعة أو مهترئة، وإنّهم عاجزون عن شراء أبسط الملابس الشعبية لأيّ فرقة، بعد أن رفض طلبهم من قبل مالية الحوثيين، ومن رئاسة حكومة الانقلاب، ومن مكتب مجلس الحكم أيضاً.

ونقلت مصادر "الشرق الأوسط" عن وزير الثقافة في حكومة الانقلاب الحوثية شكواه من مصادرة القيادي "أبو محفوظ" عائدات صندوق التراث والثقافة التي تصل إلى مليارات الريالات سنوياً، وقوله إنّ هناك (160) ألف قطعة من أهم القطع الأثرية في المتحف الوطني بصنعاء، وهذه القطع "غير موثقة وغير مؤرشفة وغير مسجلة"، مع تأكيده أنّ المباني القديمة آيلة للسقوط وتحتاج إلى صيانة، مشيداً بالجهود التي تبذلها منظمة اليونيسكو لبعض المشروعات.

هناك (160) ألف قطعة من أهم القطع الأثرية في المتحف الوطني بصنعاء، وهذه القطع غير موثقة وغير مؤرشفة وغير مسجلة

ونسبت هذه المصادر إلى الوزير، وهو من سلالة زعيم الحوثيين، القول إنّ لديه مخطوطات مندثرة بسبب تعرضها للرطوبة وعوامل الطبيعة، كما أنّ هناك (15) ألف مخطوطة أخرى مرمية في أحد المخازن، وأنّه عاجز عن فعل أيّ شيء.

ووصف وضعه بأنّه يتبع (4) جهات؛ أوّلها "أبو محفوظ" بتفرعاته، وهناك مجلس الوزراء الانقلابي، كما استحدثت الميليشيات كيانات موازية للمؤسسة الحكومية تحت مُسمّى القطاعات، وهذه الكيانات استولت على اختصاصات وزراء حكومة الانقلاب، حيث أصبح كل قطاع يتبع جهة متنفذة في قيادة الميليشيات، وتتمثل الجهة الرابعة فيما يُسمّى "لجنة الرؤية الوطنية".

وقال: إنّ المخطوطات الموجودة في الجامع الكبير بصنعاء وُضعت في حقائب للملابس، وإنّ دودة الأرض أكلت أجزاء منها، كما أتلفت الرطوبة البقية، ووصف ذلك بأنّه "جريمة لا تُغتفر"، وكشف عن قيام هذه الهيئة التي يرأسها قيادي في الميليشيات بالعبث بنسخة قديمة من القرآن الكريم، كانت وجدت منذ عقدين من الزمن في مصندقات سقف الجامع الكبير، وقال: إنّ "عناصر يتبعون هذا القيادي قاموا بالعبث بالنسخة، بعد أن فككوها، وخدشوا نصف الكتابة".

وزير الثقافة بحكومة الانقلاب: المخطوطات الموجودة في الجامع الكبير بصنعاء وُضعت في حقائب للملابس، وإنّ دودة الأرض قد أكلت أجزاء منها، كما أتلفت الرطوبة البقية

يشار إلى أنّ الميليشيات الحوثية تطالب الحكومة الشرعية بصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها، فيما هي تصرف كلّ عائدات مؤسسات الدولة، والجبايات المتعددة، لصالح مقاتليها، ولإثراء قادتها المتنفذين.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية