قيادي في طالبان يهدد: إذا سمح شيوخ الإمارة الإسلامية فسنحتل إيران خلال 24 ساعة

على وقع توتر العلاقات بين البلدين حول تقاسم مياه نهر (هِلمند) الذي ينبع من أفغانستان ويصبّ في إيران، صعّد قيادي في حركة طالبان هجومه على إيران بقوله: "إذا سمح شيوخ الإمارة الإسلامية لمجاهدي الإمارة الإسلامية، فإنّ مجاهدي الإمارة الإسلامية سيحتلون إيران خلال (24) ساعة، بإذن الله، نقول لإيران: لا تختبروا قوتنا".

يأتي ذلك على خلفية الاشتباكات الحدودية التي أسفرت عن مقتل (3) عناصر من حرس الحدود الإيراني وإصابة مواطنین اثنین بجروح، في المواجهات المسلحة بين حرس الحدود الإیراني وقوات أفغانية في منطقة (ماككي) على الحدود بين البلدين، أشعلت الحرب الكلامية بين طهران وكابل.

ويأتي الحادث في سياق توترات بين أفغانستان وإيران حول توزيع مياه نهر (هلمند)، وتتهم الأخيرة كابل بانتهاك اتفاقية أبرمت عام 1973 من خلال تقليص تدفق المياه من النهر إلى المناطق الشرقية التي تعاني الجفاف في إيران، وهو ما نفته أفغانستان.

هذا ونقلت "رويترز" عن المتحدث باسم الداخلية الأفغانية عبد النافع تاكور قوله: إنّ شخصاً قُتل من كل جانب "وأصيب كثيرون خلال المعركة".

مقتل (3) عناصر من حرس الحدود الإيراني وإصابة مواطنین اثنین بجروح في المواجهات المسلحة بين حرس الحدود الإیرانی وقوات أفغانية

وأفادت مصادر أفغانية وإيرانية بتوقف الاشتباكات التي استمرت عدة ساعات، واستخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وكانت الاشتباكات قد اندلعت السبت بين الجانبين عند ولاية (نيمروز) الأفغانية على الحدود مع إيران.

ونقلت صحيفة (طهران تايمز) الإيرانية السبت أنّ (3) جنود من قوات حرس الحدود الإيرانية قتلوا في اشتباكات على الحدود مع أفغانستان، وقد اتهمت طالبان الجنود الإيرانيين بالمبادرة بإطلاق النار ودعت للحوار.

بالمقابل، نقل تلفزيون (طلوع) الأفغاني عن حكومة طالبان قولها في إشارة إلى إيران: إنّ "اختلاق أعذار لشنّ حرب ليس في مصلحة أحد، والحوار أفضل وسيلة لحل المشكلات".

بدوره، أشار التلفزيون الإيراني الرسمي إلى انتهاء الاشتباكات، وانعقاد اجتماع بين مسؤولي الطرفين لتقييم أسباب اندلاعها، وأظهرت مشاهد مصورة بثها التلفزيون الإيراني دوي اشتباكات عنيفة في المنطقة الحدودية.

تُعدّ قضية تقاسم المياه بين إيران وأفغانستان من أهم القضايا السياسية والبيئية بين البلدين، وكانت مصدر نزاع خفيف وخفي بين الجانبين منذ عقود

بالتزامن مع الاشتباكات، يعقد وزير خارجية طالبان أمير خان متقي لقاءً مع المبعوث الإيراني إلى أفغانستان حسن كاظمي قمي، بمقر وزارة الخارجية في كابل.

وأفاد سكان محليون بأنّ قوات حرس الحدود الإيراني أطلقت قذائف هاون على منطقة (زرنج)، عاصمة ولاية نيمروز، وأصابت عدداً من المنازل.

وتُعدّ قضية تقاسم المياه بين إيران وأفغانستان من أهم القضايا السياسية والبيئية بين البلدين، وكانت مصدر نزاع خفيف وخفي بين الجانبين منذ عقود، ويأتي الخلاف حول حصصهما من نهر هلمند أو (هيرمَند) كما يطلق عليه الإيرانيون، الذي ينبع من جبال (هندوكوش) في شمال شرق أفغانستان، ويصبّ في بُحيرة (هامون) في محافظة سيستان وبلوشستان شرق إيران.