كيف تؤثر وفاة إبراهيم منير على أزمة الإخوان؟

كيف تؤثر وفاة إبراهيم منير على أزمة الإخوان؟ ومن يخلفه؟

كيف تؤثر وفاة إبراهيم منير على أزمة الإخوان؟


05/11/2022

أعلنت جماعة الإخوان، المصنفة إرهابية في عدد من الدول، صباح أمس، وفاة القائم بأعمال المرشد العام للجماعة إبراهيم منير عن عمر يناهز الـ (85) عاماً، وهو أحد قيادات التنظيم الدولي وأبرز المتهمين بقضية التنظيم الخاص أو الجناح المسلح الشهيرة بـ "قضية تنظيم 65"، المتهم فيها سيد قطب وعدد من قيادات العمل المسلح داخل جماعة الإخوان.

وقد برز اسم منير خلال الأعوام الماضية كأحد رؤوس الصراع المحتدم بين جبهتي "لندن" بقيادته، و"إسطنبول" بقيادة محمود حسين، على قيادة التنظيم بعد القبض على القائم بأعمال المرشد العام محمود عزت في القاهرة في آب (أغسطس) عام 2020، وكان منير قد أعلن نفسه قائماً بأعمال المرشد خلفاً لعزت، ممّا أثار غضب جبهة "إسطنبول"، واحتدم الخلاف الذي ما يزال مستمراً حتى اللحظة، وتشير تقديرات الخبراء إلى احتمالات تصعيده بشكل كبير خلال الفترة المقبلة إثر وفاة منير.

وفي خضم الصراع المحتدم، قررت جبهة "إسطنبول" في تموز (يوليو) الماضي عزل إبراهيم منير من عضوية التنظيم، واتهمته في بيان لها بالخروج عن القرارات الشرعية للتنظيم ومخالفة لوائحه والتسبب في تعزيز حالة الانقسام داخل التنظيم، وفي المقابل أصدر منير بياناً بالتزامن أعلن فيه فصل محمود حسين ومجموعته، واعتبرهم خارجين عن الجماعة ولا ينتمون إليها.

من هو إبراهيم منير؟

هو قيادي إخواني من مواليد محافظة الدقهلية عام 1937، تخرّج في كلية الأداب بجامعة القاهرة عام 1952، وصدر ضده حكم بالإعدام في قضية تنظيم 1965 مع سيد قطب، ثم خفف الحكم بعد ذلك إلى المؤبد، وخرج عام 1975، وبعدها هاجر إلى إحدى الدول العربية ومنها إلى لندن التي استقر فيها منذ عدة عقود.

برز اسم منير خلال الأعوام الماضية كأحد رؤوس الصراع المحتدم بين جبهتي "لندن" بقيادته، و"إسطنبول" بقيادة محمود حسين

قاد إبراهيم منير الجماعة في وقت غرقت فيه بالأزمات الداخلية والانقسامات، وأبدى سياسة متناقضة في التعامل مع مختلف الملفات، ففي حين دعا مراراً إلى المصالحة والتفاوض مع الدولة المصرية، لم تخلُ خطاباته وبياناته من التحريض ضد المؤسسات المصرية ودعم العمل الميداني للتنظيم.

وقد مثل منير مرة أخرى للمحاكمة في قضية التنظيم الدولي في عهد الرئيس المصري الراحل  محمد حسني مبارك، في القضية رقم (284) عام 2009، وتم الحكم عليه بالسجن لمدة (5) أعوام، ثم صدر قرار بالعفو عنه من الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي في آب (أغسطس) 2012.

الإعلامي الإخواني أسامة جاويش: إبراهيم منير شارك مساء الخميس مع قيادات جبهته في اجتماع حول بعض التطورات داخل الجماعة واستعداداتها لما تسمّيه "حراك 11/11"

وفي أيلول (سبتمبر) 2021 أحالت النيابة العامة إبراهيم منير غيابياً في القضية رقم (1059) لعام 2021 جنايات أمن دولة طوارئ التجمع الخامس إلى محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ ضمن (25) متهماً، وذلك بتهمة قيامهم في الفترة ما بين عام 1992 حتى عام 2018، داخل مصر وخارجها، بقيادة جماعة إرهابية تهدف إلى استخدام القوة والعنف والتهديد والترويع في الداخل بغرض الإخلال بالنظام العام، بحسب "المصري اليوم".

ما آخر أنشطته داخل التنظيم؟

بحسب مواقع إخوانية، حضر منير قبل وفاته بساعات اجتماعاً لقيادات التنظيم عُقد لمناقشة عدد من التطورات داخل التنظيم، والمشاركة في التظاهرات التي تدعو إليها الجماعة في مصر يوم 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، ودعا قيادات الإخوان إلى "المشاركة الإيجابية" في حالة الحراك التي تحاول الجماعة صناعتها.

وقال الإعلامي الإخواني أسامة جاويش: إنّ إبراهيم منير شارك مساء الخميس مع قيادات جبهته في اجتماع حول بعض التطورات داخل الجماعة واستعداداتها لما تسمّيه "حراك 11/11".

وسُئل عن موقف "الإخوان" من دعم هذا الحراك، فأجاب بقوله: "تعاملوا معه بإيجابية"، مضيفاً أنّ منير شعر بصداع شديد ودوار اضطر على أثره إلى مغادرة الاجتماع، ثم توفي بعد ذلك بساعات.

من يخلف إبراهيم منير؟

بحسب الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب منير أديب، يتوقع أن يتولى القيادي الإخواني، عضو مجلس الشورى، محيي الدين الزايط، مهام عمل المرشد؛ لأنّ إبراهيم منير سبق أن اختاره نائباً له قبل وفاته بعدة أشهر، لذلك سيقوم بمهام منير لحين انعقاد مجلس الشورى العام واختيار شخصية بديلة للمرشد المتوفى.

ويقول أديب في تصريح لـ "حفريات": إنّ وفاة إبراهيم منير سوف تعزز الصراع والانقسامات داخل التنظيم إلى حد كبير، وسيصعب احتواؤها، خاصة أنّ الشخصيات المرشحة لخلافة منير ليست بالقوة التنظيمية التي يملكها منير، وفي المقابل ستتحين مجموعة إسطنبول بقيادة محمود حسين الفرصة للانفراد بالسلطة والسيطرة على مصادر التمويل وزمام الأمور داخل الجماعة.

منير أديب: وفاة إبراهيم منير سوف تعزز الصراع والانقسامات داخل التنظيم إلى حد كبير

ويرى أديب أنّ حالة الانقسام داخل الجماعة قد وصلت إلى العمق، وأصبح من الصعب جداً احتواؤها أو التعامل معها، متوقعاً أن تستمر حالة الصراع، وتتعمق خلال الفترة المقبلة، وربما تظهر تيارات أخرى وانقسامات جديدة داخل الإخوان؛ لأنّ مجموعة منير نفسها تعاني من خلافات محتدمة خلال الفترة الماضية.

وبحسب أديب وصلت حالة الانشطار التنظيمي داخل الجماعة ذروتها خلال الفترة الماضية، ويمكن وصفها بأنّها حالة "موت سريري"، لذلك فإنّ أيّ جديد يطرأ على التنظيم، سوف يؤثر سلباً على الحالة العامة، وسيؤدي إلى مزيد من الانهيار في هيكله وبنيته التي باتت ضعيفة للغاية.

أديب: خلافات الإخوان متعمقة وممتدة، وسوف تستمر وتزيد خلال الفترة المقبلة، ومن غير المرجح أن يتمكن طرف من حسم الصراع قريباً لصالحه

ويضيف: "خلافات الإخوان متعمقة وممتدة، وسوف تستمر وتزيد خلال الفترة المقبلة، ومن غير المرجح أن يتمكن طرف من حسم الصراع قريباً لصالحه، وستظل المجموعات الـ (3)؛ مجموعة إبراهيم منير في لندن، ومحمود حسين في إسطنبول، إضافة إلى جبهة المكتب العام، في حالة شقاق وخلاف مستمر، ولن تقوى الجماعة على تحقيق أيّ مكاسب أو أهداف في المستقبل القريب أو البعيد".

 ما السيناريوهات المتوقعة لمستقبل التنظيم؟

كشفت مصادر تحدثت لـ "العربية" أنّه بوفاة منير تكون جبهة لندن قد خرجت من الصراع على قيادة الجماعة فعلياً، خاصة في ظل عدم قدرة باقي أعضاء المجموعة، وعلى رأسهم محمود الإبياري وجمال حشمت وحلمي الجزار، على إدارة الجبهة نفسها وليس الجماعة ككل، فضلاً عن استئثار جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين بغالبية ملفات الجماعة وشركاتها واستثماراتها ومنصاتها الإعلامية.

وقالت: إنّ الصراع ينحصر الآن بين جبهة حسين والتيار الثالث الذي أطلق على نفسه "تيار التغيير"، ويضم مجموعة من قيادات حركة "حسم" واللجان النوعية المسلحة المعروفين بولائهم للقيادي السابق محمد كمال، الذي تمّت تصفيته في اشتباكات مع قوات الأمن المصرية في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2016.

وأكدت أنّ الصراع في النهاية سيحسم لصالح جبهة حسين، وقد يلجأ أعضاء جبهة لندن للانضواء تحت ولاية جبهة إسطنبول أو الخروج نهائياً من الجماعة، بينما سيعتمد التيار الثالث في تواجده على انتهاج العنف والتأجيج للصراع المسلح وباسم الجماعة ضد السلطة في مصر.

مواضيع ذات صلة:

هل يقوم الإخوان بتزوير الأعمال الكاملة للقرضاوي؟

هل اختطف الإخوان حركية الجماهير العربية؟

من يقف وراء دعوات الإخوان التخريبية؟ وكيف تتصدى لها مصر؟

الصفحة الرئيسية