لأول مرة... الشعب الصيني يثور على النظام.. تفاصيل

كشف ولأول مرة الشعب الصيني عن الغضب والسخط الذي ينتابه بسبب توسيع إجراءات الإغلاق للحد من تفشي فيروس كورونا، في صورة احتجاجات نادرة من نوعها خرجت في إقليم شينجيانغ في غرب الصين والعاصمة بكين.

وتواصلت الاحتجاجات في أكبر المدن الصينية لليوم الثالث ضد القيود الصارمة التي تتخذها السلطات الصينية لمكافحة فيروس كورونا.

وتظاهر سكان في العاصمة بكين وفي مدينة شنغهاي الصينية منهم طلاب جامعيون أمس ضد إجراءات الإغلاق الصارمة التي تطبق ضمن سياسة السلطات المثيرة للجدل "صفر كوفيد" منذ نحو (3) أعوام، وسط ارتفاع قياسي في عدد الإصابات بفيروس كورونا الذي بلغ حسب لجنة الصحة الوطنية (39791) إصابة جديدة أول من أمس، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.

وكان صينيون قد تظاهروا الجمعة في ربوع البلاد، ممّا يجسد الغضب الشعبي من إجراءات الإغلاق في احتجاجات نادرة خرجت في إقليم شينجيانغ والعاصمة الصينية.

وشارك مئات الطلاب من جامعة تسينغهوا المرموقة في بكين أمس في مظاهرة ضد سياسة الحكومة الصينية لمكافحة وباء كوفيد-19، وفق ما ذكر شاهد وأظهرته صور نشرت على منصات التواصل.

الاحتجاجات تتواصل في أكبر المدن الصينية لليوم الثالث ضد القيود الصارمة التي تتخذها السلطات الصينية لمكافحة فيروس كورونا

وحسب تسجيل فيديو يتم تداوله بشكل واسع على الإنترنت، يظهر متظاهرون في شارع ولوموكي وسط شنغهاي، وهم يرددون هتافات تطالب الرئيس شي جينبينغ بـ "الاستقالة" وتهاجم الحزب الشيوعي الصيني، في تعبير نادر عن عداء للرئيس والنظام في العاصمة الاقتصادية للبلاد، حسبما نقلت وكالة رويترز.

وفي مقطع فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر أشخاص وهم يتجمعون في وسط شنغهاي لتكريم (10) أشخاص قتلوا في حريق في أورومتشي في شينجيانغ (غرب الصين). ويتناقل رواد الإنترنت منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي في الصين تؤكد أنّ إجراءات مكافحة وباء كوفيد أدت إلى تفاقم المأساة، لأنّها أبطأت وصول المساعدة الطبية وسيارات الإطفاء إلى مكان الحريق.

ولم تتأخر الشرطة في فرض قيود على المناقشات عبر الإنترنت حول المظاهرة، فقد حظرت وسم "طريق أورومتشي" على منصة "ويبو" الشبيهة بموقع تويتر للرسائل القصيرة في الصين، بعيد نشر صور التجمعات.

الاحتجاجات بدأت إثر مقتل (10) أشخاص في شينجيانغ، بعد تأخر وصول المساعدات الطبية وسيارات الإطفاء بسبب إجراءات كورونا

وتثير السياسة الصارمة لمكافحة وباء كوفيد-19 استياء متزايداً في الصين، وجرت مظاهرات متفرقة تخللت بعضها أعمال عنف في عدد من المدن في الأيام الأخيرة، بما في ذلك في أكبر مصنع لهواتف آيفون في العالم يقع في وسط مدينة تشنغتشو وتملكه شركة "فوكسكون" التايوانية العملاقة.    

ورغم أنّ اللقاحات العديدة المتاحة، وخلافاً للدول الأخرى في العالم، ما زالت الصين تفرض إجراءات عزل فور ظهور إصابات، بما فيها حجر على الذين تثبت إصابتهم بالمرض في مراكز، واختبارات "بي سي آر" شبه يومية للدخول إلى الأماكن العامة.

وأفادت لجنة الصحة الوطنية أمس بأنّ الصين سجلت ارتفاعاً قياسياً في عدد الإصابات بفيروس كورونا بلغ (39791) إصابة جديدة.