ما هي أوراق أردوغان الرابحة في موقعة الإعادة؟

ما هي أوراق أردوغان الرابحة في موقعة الإعادة؟

ما هي أوراق أردوغان الرابحة في موقعة الإعادة؟


18/05/2023

طارق العليان

تستعد تركيا لجولة إعادة الانتخابات الرئاسية يوم 28 مايو الجاري، بعدما أخفق  كل من الرئيس رجب طيب أردوغان وزعيم المعارضة كمال كيليجدار أوغلو في الحصول على الغالبية الضرورية للفوز بالرئاسة من الجولة الأولى.

وقال موقع "المونيتور" ، في تقرير له، إن تقديرات المحللين بفوز كمال كيليجدار أوغلو أخطأت، وها هي المعارضة تتفاخر بحرمان أردوغان من تحقيق الفوز في الجولة الأولى.
وكشفت نتائج الهيئة العليا للانتخابات أن الرئيس حصل على 49.40 بالمائة مقابل 44.96 بالمائة لأوغلو،  و5.2 بالمائة لسنان أوغان، المرشح اليميني.

وإذا لم تحصل مفاجأة في اللحظة الأخيرة، يتجه إردوغان لبدء ثالث عقد له في السلطة .

فوضى وتضخم

ووفق تقرير "المونيتور"، فإن نجاح أردوغان في تحقيق نصر جديد، رغم ما يواجهه من عداء، سيظل محور دراسة لسنوات، فالاقتصاد في حالة فوضى، علاوة على التضخم الجامح، ومعاناة ملايين الأتراك  من ضيق الحال.

وزادت الزلازل المدمرة التي ضربت مساحات شاسعة من جنوب تركيا حجم المأساة. ويوصف الرئيس وأفراد أسرته الذين يقطنون قصراً من 1100 غرفة بالفساد. ويقبع عشرات الآلاف من المنشقين  في السجون.  

ويرى تيموثي آش أحد استراتيجيي الاستثمار أن الصدمة تتمثل في فوز أردوغان بالانتخابات، لا في سرقتها كما كان البعض يخشى.

ودون شك، فقد كانت الانتخابات حرة تقنياً، لكنها غير عادلة من الناحية العملية، إذ استخدام أردوغان نظام حكم الرجل الواحد الذي فرضه اقتراع 2018، في تطويع النظام لصالحه، وتعجيز الإعلام، وإتخام المؤسسة القضائية وغيرها بالتابعين. يُضاف إلى هذا أن آلة الدعاية المهولة الخاصة به راحت تروج الأكاذيب عن معارضيه.
ويرى فرانك شواب، رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، أن تركيا لا تلتزم المبادئ الأساسية لإجراء انتخابات ديمقراطية.

الخوف والاستقطاب

ويعد نشر الخوف والاستقطاب ركيزتين أساسيتين لحملة حزب الحرية والعدالة. فخلال تلك الحملة، راح أردوغان يزعم أن أمن تركيا القومي رهن بانتخابه، مشيراً للتحالف غير الرسمي بين كيليجدار أوغلو وحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الجيش التركي منذ عام 1984 للحصول على حكم ذاتي للأكراد.

ورغم إحجام أردوغان عن استهداف علوية كيليجدار أوغلو، راحت كوادر حزبه تنشر رسالة في مساجد تركيا، مفادها أن  الإسلام السني صار على المحك.

أما الورقة الرابحة الثانية لحملة إردوغان، حسب التقرير، فتمثلت في الدعم السخي، وإعفاء الطلاب من الديون، وزيادة المعاشات، والقروض الرخيصة وغيرها. كما راح يعد بإعادة إعمار المناطق التي دمرتها الزلازل.

وقد دعم الرئيس الروسيبوتين  حليفه التركي بتأجيل مدفوعات الغاز الطبيعي، وتحويل مليارات الدولارات للبنك المركزي قبل الانتخابات بأشهر.


مهمة شبه مستحيلة

ويرى أحد أساتذة العلوم السياسية بجامعة سابانجي في إسطنبول أن المعارضة بصدد خوض مهمة شبه مستحيلة لمنع هزيمتها.

كما سيتعذر على الأكراد التصويت في صالح كيليجدار أوغلو مُجدداً. وبينما ما زال بعض المعارضين يعلقون أملهم على الفوز بداعمي أوغان، سيكتفي الشباب الساخط المعارض لكل من إردوغان وأوغلي بالبقاء في منازلهم.

ولا تشير نتائج يوم الأحد لأفول الديمقراطية في تركيا، وهناك انتخابات في مارس (آذار) للمجالس البلدية. والمعركة الكبرى ستكون على بلدية اسطنبول بعد أن قام المدعون بإضعاف أكرم إمام أوغلو، عمدة المدينة، ومنعه من ممارسة العمل السياسي واتهامه بالفساد.  وكان إمام أوغلو المرشح الوحيد القادر على إزاحة أردوغان.

لكن الاقتصاد يظل أكبر التحديات التي تواجه أردوغان، إذ تعاني تركيا ثغرة كبيرة في ميزان المدفوعات، وعجزاً في ميزان المعاملات الجارية، ما قد يدفع البنك المركزي لرفع أسعار الفائدة لإبطاء الطلب المحلي على الواردات وتقليص العجز في ميزان المعاملات الجارية.

ويبدو مستقبل إردوغان وحزبه رهناً بالإقتصاد. فإذا ما قام برفع أسعار الفائدة، سيؤثر هذا على موقف حزب العدالة والتنمية في الانتخابات. وبنفس الطريقة، قد يتمسك بالسياسة الحالية الممثلة في ابقائها منخفضة، ما يجعله يلجأ لفرض ضوابط على رؤوس الأموال لتحقيق الاستقرار لليرة، وهو أمر مخيف للمستثمرين.
وقد تُجبر كل هذه الأمور أردوغان على خفض التوتر مع الولايات المتحدة وأوروبا، اللتين تعدان أهم شريكين تجاريين لتركيا.

ويرى مراقبون آخرون أن أردوغان سيبقي على الحالة الراهنة، على الأقل حتى انتهاء انتخابات مجالس البلدية. فبالنظر إلى إمكانية نجاحه الكبيرة، قد يفعل أي شيء، ولأن الشعب يتحمل كل الأعباء التي ابتُلي بها، فجميع أموره ستسير.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية