ما هي خلايا الإرهاب الفردي؟ وكيف تعمل؟

ما هي خلايا الإرهاب الفردي؟ وكيف تعمل؟

ما هي خلايا الإرهاب الفردي؟ وكيف تعمل؟


25/05/2024

 

خلايا الإرهاب الفردي هي تلك الخلايا الصغيرة، والمجموعات الحليفة والشريكة لتنظيمات الإرهاب، التي يبدأ تكوينها عبر فتح الإمكانيّة للمشاركة أمام المتعاطفين مع الجهاد، وتحويل نبضاتهم العاطفية إلى عنف يتمّ توجيهه واستثماره.

ما هو الإرهاب الفردي؟

يقول سيف العدل في كتابه (حرب العصابات): تتصف خلايا الإرهاب الفردي بأنّها لا ترتبط تنظيمياً، وتجمع ما بين المركزيّة على صعيد الانتماء والشعارات والرموز والأفكار، وبين عدم الارتباط المركزي حيث يصعب إجهاضها أمنياً. ويتمّ ربط الخلايا والسرايا الفردية بـ (3) روابط هي: الاسم المشترك والبيعة، والعقيدة المشتركة، والهدف المشترك، عن طريق نشر فكر الجهاد المسلح، وتعبئة الشباب، وتوجيههم إلى ضرب الأهداف المعادية، وذلك لتحقيق المردود السياسي والهدف، ثمّ إرشاد العناصر إلى أن تُعدّ كلّ مجموعة نفسها بنفسها على ما يلزم من العمل العسكري، بدءاً من أساليب المقاومة الشعبية، وانتهاءً بالعمليات الاستراتيجية المعقدة، ومروراً بكلّ أشكال ومستويات عمليات العصابات، سواء كانت في المدن أو في الأرياف.

وعلى هذا تتكوّن كلّ سرية من فرد أو أكثر، وتكون وحدة مستقلة يرأسها أميرها، ويدبر شؤونها، وتتجه للعمل العسكري مباشرة ولا تتجه لأيّ شكل من أشكال التنظيم والدعوة والتحريض، وسوى ذلك من أعمال الجماعات السرية؛ بل تختار هدفها وتهاجمه، وتبلغ أيّ وسيلة إعلام باسمها الخاص الذي اختارته، وتعلن مسؤوليتها عن العمل الذي قامت به.

 

تتكوّن الخلايا الفردية من العناصر التي أمكن التواصل معها وإخضاعها لدورات التأهيل الفكري، والمنهجي، والتربوي.

 

يقول أبو مصعب السوري (صاحب فكرة الخلايا المنفردة): سنطلق الفكرة وننشرها كاملة بكلّ وسيلة، مباشرةً، أو بالمراسلة، أو عبر شبكات الاتصال و"الإنترنت"، بما يضمن سهولة الانتماء ومباشرة العمل، دونما تعقيدات في مراحل التنظيم، والتكوين، والتربية. وتختلف المستويات بين سرية وأخرى من حيث الإعداد العسكري، والمادي، واللوجستي، فمنها سرايا المقاومة التي تتكون من الأفراد والمجموعات الصغيرة المحدودة الإمكانات من حيث التمويل، أو من حيث مستوى التدريب، والسرايا العسكرية العامة التي تتكون من الأفراد الذين سبق لهم التدريب على استخدام الأسلحة الخفيفة الفردية والمتفجرات بمستوى متوسط، من بقايا خلايا التيار الجهادي وتنظيماته، وأخيراً السرايا النوعية، وهي عالية الإمكانات الأمنية، والحركية، والعسكرية، والمادية، وتتشكّل من العناصر أو المجموعات التي كانت قد تلقّت تدريباً عالياً على العمل السري والإرهاب المدني، وإدارة الخلايا في حروب العصابات والمتفجرات.

وتتشكل الجماعة المسلحة من (3) دوائر تنظيمية؛ الأولى: هي (السرية المركزية)، التي مهمتها الأساسية الإرشاد والتوجيه والدعوة، ودائرة التنسيق أو (السرايا اللامركزية)، وتتكوّن من العناصر التي أمكن التواصل معها وإخضاعها لدورات التأهيل الفكري، والمنهجي، والتربوي المتكامل فكرياً، وسلوكياً، وعسكرياً، وحركياً من خلال التماس معها، حيث يكون برنامج تلك العناصر الارتحال عن الجبهة، والانتشار في الأرض كلّ بحسب ظرفه وحياته، والعمل بشكل حرّ ومنفصل تماماً عن السرية المركزية من الناحية الحركية، حيث لا يربطها إلا الاسم، والهدف، والمنهج العقدي والتربوي.

أمّا الدائرة الثانية، فهي (سرايا الدعوة والتجنيد)، وتتكوّن من فرد إلى (3) أفراد، وهي المسؤولة عن ضمّ عناصر جديدة إلى التنظيم، ولا علاقة لها بأيّ عمليات عسكرية، واعتبرت (inspire) أنّها الخلايا البانية، التي تكون غير مكشوفة، وقادرة على الحركة في أوساط الناس، وتعيش بأمن وحرية، وأفرادها متفهمون لمنهج الجهاد المسلح، ولديهم الأهلية الفكرية لشرحه والدعوة له، وعلى قدر لا بأس به من الفهم الشرعي، والسياسي، والحركي، ومستوى مناسب في القدرة على التدريب السري على الأسلحة الخفيفة، والمتفجرات، وأسلحة العصابات الخفيفة الأخرى، احتياطاً لأيّ عوارض وظروف.

الدائرة الثالثة هي السرايا المسلحة العاملة، التي تقوم بعملية الإرهاب والتخويف، وتتكوّن من عنصر إلى (15) عنصراً.   

كيف يجندون؟

تبدأ خطة التجنيد للجماعات المسلحة عبر عنصر نشط من بناة السرايا، باختيار بعضٍ من معارفه من الذين يظنّ بهم الأهلية للانضمام، ويفاتح كلاً منهم على حدة  وانفصال تام في الموضوع، بالتدرّج، وبعد أن يستوثق من كلّ واحد منهم على حدة، يقوم بإعداده بصفة منفصلة، أو مع معاون، أو (2) له على الأكثر، مستعيناً بمناهج التنظيم المطبوعة والمسموعة، ويجيبهم عن سؤال (الجهاد هو الحل، لماذا وكيف؟)، ويدلّل لهم على أنّ إقامة الدولة الإسلامية لن تتمّ إلا عبر تخويف العلمانيين، والجهاد المسلح، وبعدها يخضعهم لبرنامج الإعداد الفكري والأمني والعسكري لمدة شهر أو شهرين.

ويشترط أبو مصعب السوري في العضو أن يكون لديه الملكة الإرهابية، وأن يكون منخرطاً في الحياة العامة بشكل عملي، ويطالع كتب الاستخبارات والجاسوسية والحروب الخفية، وكتب (حرب العصابات) بمختلف أشكالها، وحين ينضمّ بشكل مؤكد إلى إحدى الخلايا، تبدأ مرحلة تدريبه العسكري، التي ستكون في البيوت، أو في المعسكرات السرية الصغيرة، أو في معسكر لدولة صديقة، أو يتمّ تدريبه في مناطق الفوضى وعدم السيطرة.

حين ينضمّ عضو بشكل مؤكد إلى إحدى الخلايا تبدأ مرحلة تدريبه العسكري، التي ستكون في البيوت أو في المعسكرات السرّية الصغيرة.

 

 

وتعتمد الجماعات المسلحة الجديدة على استراتيجية إعلامية سمّتها التحريض للمقاومة الإسلامية العالمية، وضعت فيها أفكاراً في وسائل إيصال خطابها، وأساليب أساسيّة منها: استغلال إمكانات شبكات "الإنترنت"، والبريد الإلكتروني، وشبكات الاتصال الدولية، في تجنيد خلايا فردية وإيصال كلّ تلك المعلومات وتبادلها وإبلاغها لأصحابها، ودخول المنتديات الحوارية، واستغلال السباق الإعلامي في الفضائيات العربية والإسلامية والإعلامية في إيصال المواد الإعلامية من بيانات وفتاوى ومعلومات، وكلّ ما يمكن أن تستجيب الفضائيات لنشره، وكذلك عبر الندوات، والمقابلات، والحواريات، والاتصال المباشر، واستغلال إمكانات "الكومبيوتر" في نشر كلّ المواد عبر الكتب، والنشرات، والمحاضرات، والصور، وأفلام الفيديو، التي يمكن تحميل كميات كبيرة منها في الأقراص الإلكترونية المضغوطة، وإرسالها بالبريد، أو التبادل الشخصي، أو عبر مواقع عرض الفيديوهات القصيرة.

إنّ خطورة الإرهاب الفردي، الذي يطلق عليه أحياناً إرهاب الذئاب المنفردة، أو إرهاب الخلايا الفردية، المكونة من عدد من الأفراد لا يرتبطون تنظيمياً مع الجماعة وهيكلها، أنّه صعب في التفكيك وفي المجابهة.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية