"متحرش التكنو" يشعل مواقع التواصل في الأردن.. ما الجديد في القضية؟

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن، بحادثة تحرش وقعت في إحدى الجامعات شمالي المملكة، حيث يقوم أحد المُدرسين بالتحرش بطالباته منذ أعوام، بحسب الُمغردين الذين دشنوا وسم "متحرش التكنو"، حيث غردوا منددين بالحادثة مطالبين بإيقاع أقصى العقوبات بحق المُدرس.

والبداية كانت بانتشار تسجيل صوتي بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، زعم بتورّط أستاذ جامعي في قضايا تحرّش، وفق الفتاة التي روت في التسجيل تعرض زميلاتها للتحرش من قبل المدرس الذي يحمل درجة "الدكتوراة"، على حد قولها.

دعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى التعامل بحذر مع الأخبار أو القصص المتناقلة عبر منصات التواصل التي تسيء إلى سمعة مؤسساتنا التعليمية العريقة أو لقطاع التعليم العالي الأردني

وأتاح الوسم، الذي تصدر أكثر الوسوم تداولاً في الأردن، لطلبة الجامعة أن يسترجعوا قصص الأستاذ الجامعي المتحرش على مدار أعوام، من خلال استغلال مادته في ابتزاز الطالبات، حيث يتعمد التصحيح الخطأ لأوراقهن ثم يطلب منهن القدوم إلى مكتبه لتصحيح الأخطاء، ليقوم بمساومتهن وابتزازهن مقابل منحهن درجات عالية، وفق ما كشفته شهادات الطلبة.

وفي تغريدة، قال أحد المشاركين للوسم إنه تلقى مقطعاً صوتياً من إحدى الضحايا، ونشر ما يشبه شهادة صوتية، ادعى أنها تلخص ما جرى.

ويعيد التسجيل، ذات الرواية، التي قالت إنّ الأستاذ المتهم، يستقبل الطالبات في مكتبه للتحرش بهن.

كما وتفاعل المُغردون مع تغريدة أخرى تم تداولها على نطاق واسع، وتضمنت ما قيل إنها شهادة لإحدى الضحايا.

التغريدة التي أشارت رمزاً للدكتور المتهم، قالت إنه يفضل استقبال الطالبات بمكتبه، بينما لا يمانع في استقبال الشباب من طلابه في قاعة مفتوحة.

وادعت أنّ الأستاذ يعطي علامات خاطئة للبنات "عمداً" حتى يتّصلن به، ويطلب منهن اللقاء في المكتب.

جدل على مواقع التواصل

وتحت وسم "متحرش_التكنو" غرد آلاف الأردنيين حول القضية، داعين لمحاسبة "المتحرش"، ومعبرين عن دعمهم للطالبة الضحية؛ إذ قال أحد المغردين، أتمنى أن يحصل على ما يستحقه، أتمنى أن يُعاقب" قريباً.

وأضاف قائلاً: "أنا حزين على بلدي".

واستنكر المغردون أن يبدر هكذا تصرف من مُدرس، إذ قال أحد المغردين "هؤلاء هم الأشخاص الذي يعلمونا الأخلاق".

كما وأبدى بعض المغردين فخرهم بالطالبات اللاتي خرجن عن صمتهن وتحدثن عن تجاربهن مع المدرس المتحرش. وقالت إحدى المغردات "أنا فخورة بكم.. استمروا".

فيما حمّل بعض المغردين الجامعة مسؤولية ما حصل، إذ علقت إحدى المُغردات بالقول: "تقع على عاتق الجامعة مسؤولية التأكد من أن الطلاب يشعرون بالأمان فيها".

وتابعت: "يذهب الطلاب إلى هناك للتعلم دون القلق على سلامتهم".

فيما علق منسق الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا"، فاخر الدعاس، منوهاً إلى الصلاحيات التي يتمتع فيها أساتذة الجامعة، قائلاً: "هذه الحادثة أعادت تسليط الضوء على ملف في غاية الأهمية، وهو حجم الصلاحيات الممنوحة للأستاذ الجامعي والتي تصل حد إنهاء مستقبل طالب أو طالبة".

وأضاف الدعاس، في منشور على حسابه في موقع "فيسبوك"، أنّ "صلاحيات الأستاذ الجامعي تبدأ بحقه في تسجيل الحضور والغياب دون وجود آليات محددة لذلك، مروراً بحقه في طرد الطالب من المحاضرة دون ضوابط لذلك، وانتهاءً بغياب آلية محددة للنجاح والرسوب وحرمان الطالب من حقه في مراجعة ورقة الامتحان النهائي".

تحت وسم "متحرش_التكنو" غرد آلاف الأردنيين حول القضية، داعين إلى محاسبة "المتحرش"، ومعبرين عن دعمهم للطالبة الضحية

وقال إنّ الحل الجذري لهذا الملف يتمثل في "إعادة النظر في الصلاحيات الممنوحة للأستاذ الجامعي ووضع آليات محددة وواضحة للحضور والغياب، والنجاح والرسوب والحرمان، مع الحفاظ على مكانة وقيمة الأستاذ الجامعي".

لجنة تحقيق

وبعد هذه القصة التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، علّقت جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية على الأنباء المتداولة حول "متحرش التكنولوجيا"، معلنة عن تشكيل لجنة لتحرّي القضية وحيثياتها.

وقالت الجامعة في بيان لها "بالإشارة إلى ما تم تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة تحت ما سمي بـ"متحرش التكنولوجيا"، فإننا نود أن نؤكد أنه ونظراً لما تم تداوله وبهدف تحري الحقيقة وإحقاقاً للحقيقة وحفاظاً على سمعة الجامعة؛ أساتذتها وطلبتها، فقد تم تشكيل لجنة للتحقق والتأكد من حيثيات الموضوع برئاسة أحد نواب رئيس الجامعة وعدد من العمداء".

وأضافت: "كما وندعو أي شخص متضرر بهذا الخصوص التوجه لرئاسة الجامعة وتقديم شكواه أو ما لديه من بيانات ذات علاقة والتي سيتم التعامل معها بمنتهى السرية والكتمان".

وتابعت أنها "ستتخذ أشد الإجراءات الرادعة بحق من يثبت إدانته أو تورطه بهذا الموضوع، لتحتفظ بحقها القانوني بحال ثبت عدم صحة هذا الخبر".

بعد هذه القصة التي أشعلت مواقع التواصل علّقت جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية على الأنباء المتداولة حول "متحرش التكنولوجيا"، معلنة عن تشكيل لجنة لتحرّي القضية وحيثياتها

وفي وقت لاحق، أكد الناطق الإعلامي باسم جامعة العلوم والتكنولوجيا المهندس رعد التل بأنه تم رفع شكوى بحق الأستاذ الجامعي من قبل إحدى الطالبات لتتحول إلى لجنة التحقيق المتخصصة بمثل هذه القضايا.

وأضاف التل أنّ الجامعة عملت على تشكيل لجنة تقصي حقائق للتحقق من جميع المعلومات الواردة على منصات التواصل الاجتماعي لمعرفة الأسباب التي دعت الطلبة إلى اللجوء لها، بهدف اتخاذ الإجراءات المناسبة، وفق ما أوردته صحيفة "الرأي" الأردنية.

التعليم العالي تُعلق

من جهتها؛ دعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى التعامل بحذر مع الأخبار أو القصص المتناقلة عبر منصات التواصل الاجتماعي التي تسيء إلى سمعة مؤسساتنا التعليمية العريقة أو لقطاع التعليم العالي الأردني في إشارة منها إلى قضية "متحرش التكنولوجيا".

ونقل موقع "الأردن نيوز" عن منشور منسوب للناطق باسم الوزارة مهند الخطيب الرفض التام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وجميع المؤسسات التعليمية لهكذا أفعال وبأنها ستقف بالمرصاد لها وتعاقب كل من تسول له نفسه على فعلها باستخدام أقصى العقوبات التي تنص عليها الأنظمة والتعليمات.

هل يتم إيقاف المُدرس؟

ورداً على سؤال حول إذا ما سيتم إيقاف الدكتور عن العمل حتى انتهاء التحقيقات؛ أجاب الدكتور خالد السالم رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا، أن إدارة الجامعة لا يمكنها أن تتخذ إجراء الإيقاف إلا بسند قانوني والذي يتطلب انتهاء التحقيقات وعرض نتائجها.

وقال السالم لموقع "نيسان" الأردني، أطالب جميع الطالبات المتضررات بالتوجه إلى إدارة الجامعة والإدلاء بشهادتهن وما تعرضن له من قبل الدكتور، مشدداً على أنّ الإجراءات ستتم بسرية تامة دون إلحاق الضرر بأي طالب.

وقفة احتجاجية

من جانبها، أعلنت القوى الطلابية في جامعة العلوم والتكنولوجيا، عن تجمع طلابي، اليوم الأحد، أمام عمادة شؤون الطلبة في الجامعة.

ووفق ما ورد في تغريدات بعض النشطاء، فإنّ ذلك التجمع للمطالبة بتطبيق عقوبة الفصل بحق أي شخص قام بالتحرش ضد أي فتاة في الجامعة.

مواضيع ذات صلة:

- الغضب يجتاح مواقع التواصل.. كاميرا مراقبة توثق حادثة تحرش بطفلة في القاهرة

- حبس رجل أعمال مصري تحرش بفتيات دار أيتام تابعة له... ما القصة؟

- بالفيديو: عمرو دياب متهم بـ "التحريض على التحرش"... ما القصة؟