هل تنجح الوجوه الشبابية الإخوانية في الخارج في تبييض وجه الجماعة مع الغرب؟

هل تنجح الوجوه الشبابية الإخوانية في الخارج في تبييض وجه الجماعة مع الغرب؟

هل تنجح الوجوه الشبابية الإخوانية في الخارج في تبييض وجه الجماعة مع الغرب؟


28/03/2023

بات من الواضح طبيعة الدور الذي يقوم به القيادي الشاب في تنظيم الإخوان محمد سلطان، إلى جانب مجموعة من عناصر التنظيم الذين يقيمون في الخارج منذ أعوام، تربطهم صلات مباشرة بدوائر صناعة القرار والدعاية داخل أمريكا وأوروبا، مهمة يمكن تلخيصها بأنّها محاولة لاستغلال وجوه شابّة ومألوفة لدى المجتمع الغربي لتحسين صورة الإخوان وتبييض وجه التنظيم الموصوم بالتطرف، بعد أن خرجت أذرعه المسلحة للنور ومارس عملياته علناً للمرة الأولى في تاريخه عقب السقوط المدوي عن الحكم بمصر عام 2013.

ومن بين العديد من الوجوه الإخوانية التي تنشط في الخارج، في مجالات تتعلق بالمقام الأول بالتركيز على قضايا حقوق الإنسان داخل مصر، لأغراض تتعلق بمحاولة الضغط على السلطات وتأليب الرأي العام، بتوظيف مؤسسات تتبع التنظيم لتلك الأغراض، يبرز اسم محمد سلطان الذي غادر القاهرة إلى أمريكا بعد تنازله عن الجنسية المصرية عام 2015، كأحد أهم تلك الوجوه، إن لم يكن المحرك الرئيسي لها.

ما طبيعة الدور؟

يركز محمد سلطان، وهو نجل القيادي الإخواني المحبوس في مصر صلاح سلطان، بشكل رئيسي على العمل مع منظمات حقوق الإنسان في الخارج، لصياغة تقارير تتعلق بالوضع الحقوقي في مصر، ومن ناحية أخرى يتحرك بشكل سريع إلى جانب حلفاء التنظيم في الداخل الأمريكي لتحسين صورة الجماعة الإرهابية في الخارج، والحفاظ على الدعم الذي تحصل عليه من بعض السياسيين داخل أمريكا وبشكل خاص قيادات الحزب الجمهوري.

تهدف أجندة عمل محمد سلطان إلى خلق حالة من البلبلة لدى الشارع المصري

وتستهدف أجندة عمل محمد سلطان، بحسب مصدر مصري مطلع تحدث لـ "حفريات" فضل عدم ذكر اسمه، من خلال صياغة أكبر قدر من المعلومات والتقارير المغلوطة عن الأوضاع داخل مصر، تستهدف خلق حالة من البلبلة لدى الشارع المصري، لكنّ الهدف الأهم هو محاولة الضغط المستمر من جانب الإدارة الأمريكية وبعض المؤسسات الحقوقية في الخارج على السلطات المصرية لتحقيق مصالح تتعلق بأجندة التنظيم.

"ناشط حقوقي بدرجة إرهابي"

وبحسب المصدر، فإنّ منظمتي (كير)، و(ماس) الحقوقيتين بأمريكا هما الأكبر والأخطر، من حيث النشاط ونوعية التقارير والمعلومات المغلوطة التي تنشر عن مصر أو تصل إلى دوائر صناعة القرار، ويشارك بصياغتها مجموعة من عناصر التنظيم المقيمين داخل الولايات المتحدة، في مقدمتهم محمد سلطان الذي يصفه المصدر بأنّه "ناشط حقوقي بدرجة إرهابي".

ويشير المصدر إلى تحركات لسلطان ترتبط بعقد الندوات والمؤتمرات بهدف الحشد ضد الدولة المصرية، آخرها كان منتصف العام الماضي برعاية مؤسسة (كير) وحضور مؤسسات حقوقية من أوروبا وأخرى من دول الشرق الأوسط ناقشت انتهاكات حقوقية، على حد زعمهم، ونشرت تقارير مغالطة عن الأوضاع داخل مصر.

مصدر لـ "حفريات": منظمتا (كير)، و(ماس) الحقوقيتان هما الأكبر والأخطر في أمريكا، من حيث النشاط ونوعية التقارير والمعلومات المغلوطة التي تنشر عن مصر ويشارك بصياغتها مجموعة من عناصر التنظيم المقيمين داخل الولايات المتحد

ويوضح المصدر أنّ محمد سلطان ومجموعته يعملون ضمن شبكات يمولها التنظيم الدولي للإخوان، لها أذرع داخل مصر تساعد في عملية فبركة الصور والفيديوهات بين الحين والآخر، لكنّ تلك الأذرع فشلت مؤخراً في تنفيذ مهمتها؛ بسبب الملاحقات الأمنية المستمرة لعناصر التنظيم في الداخل المصري، لذلك تلجأ بعض مجموعات الخارج لفبركة وتداول صور قديمة أو معلومات زائفة حول الوضع الاقتصادي أو الأحوال الحقوقية في السجون على سبيل المثال.

وبحسب المصدر، تهتم دوائر الدبلوماسية المصرية دائماً بتفنيد تلك الادعاءات لدى الخارج، كما تحرص الجهات المعنية داخل مصر على توضيح الحقائق وتفنيد الأكاذيب الخاصة بأنشطة التنظيم الإرهابي، حتى لا يسمح له بالعودة أو الانتشار متسللاً من باب الشائعات.

تبييض سمعة التنظيم

الباحث المصري المختص بشؤون الإسلام السياسي والإرهاب أحمد سلطان، يقول في تصريح لـ"حفريات": إنّ هناك أهدافاً أخرى تعمل مجموعة محمد سلطان على تنفيذها إضافة إلى ادعاءات الملف الحقوقي، تتعلق بإحياء النشاط التنظيمي داخل المجتمع الأمريكي وتبييض سمعة الإخوان التي باتت موصومة بالإرهاب والتطرف.

ويُعدّ هذا الهدف، وفقاً للباحث المصري، واحداً ضمن جملة من المحاور التي خططت لها جماعة الإخوان منذ فترة طويلة، مشيراً إلى أنّ غالبية القيادات التي يتم توظيفها للعمل على هذه الأجندة متواجدة بالفعل في الغرب، وتربطها صلات قوية مع سياسيين داخل تلك المجتمعات، أو رواد صناعة القرار ومسؤولي الدعاية.

أحمد سلطان: ستشهد الفترة المقبلة تنامياً كبيراً لحركة اللوبي الإخواني في الخارج وخاصة الوجوه الشبابية

ضمن هؤلاء القيادات محمد سلطان الذي يتم تجهزه في الوقت الحالي ليصبح سياسياً بارزاً، وربما عضواً في الكونغرس الأمريكي أيضاً، إضافة إلى مجموعة قيادات أخرى جرى تجهيزها من جانب التنظيم للعب أدوار تكاملية في مؤسسات شبه رسمية وأخرى حكومية معنية بقضايا الشرق الأوسط، وفق الباحث المصري.

لوبي إخواني

الهدف الأكبر الذي تحاول تلك المجموعات الإخوانية الوصول إليه من خلال خطة عمل محكمة، كما يرى الباحث المصري أحمد سلطان، يتعلق بتدشين لوبي إخواني قوي يضم نشطاء عن حقوق الإنسان وسياسيين، وكتّاباً وإعلاميين وغيرهم، للعمل على خدمة مصالح التنظيم والدفاع عنها في الخارج، وأيضاً التمكن من مهاجمة الدول التي تصنف الإخوان على قوائم الإرهاب وتلاحقهم أمنياً في الشرق الأوسط.

ويتوقع الباحث أن تشهد الفترة المقبلة تنامياً كبيراً لحركة اللوبي الإخواني في الخارج وخاصة الوجوه الشبابية، لا سيّما أنّ التنظيم بات يدرك استحالة العودة إلى العمل والانتشار من داخل المجتمع المصري، لذلك غيّر خريطة استهدافه لتكون موجهة من الخارج.

أحمد سلطان: الهدف الأكبر الذي تحاول تلك المجموعات الإخوانية الوصول إليه يتعلق بتدشين لوبي إخواني قوي يضمّ نشطاء عن حقوق الإنسان وسياسيين وكتّاباً وإعلاميين، للعمل على خدمة مصالح التنظيم والدفاع عنها في الخارج

وبحسب أحمد سلطان، تقف جبهة لندن وقيادات التنظيم الدولي بشكل أساسي وراء كافة التحركات من هذا النوع في الخارج، في إطار خطة ممنهجة لاستهداف الداخل المصري، خاصة أنّها فشلت قبل ذلك مراراً في محاولات فتح باب المناقشة أو التفاوض مع السلطات المصرية بشأن عودة التنظيم إلى المشهد السياسي داخل البلاد.

إجمالاً، يمكن القول إنّ تنظيم الإخوان يحاول جاهداً، من خلال مجموعات عمل تم تأهيلها بشكل كبير، العمل على محورين؛ الأوّل هو تبييض سمعة الجماعة لدى مؤسسات الغرب، والثاني هو استهداف المؤسسات المصرية من الخارج بتزوير حقائق حول عدة ملفات في مقدمتها القضايا الحقوقية، وفي المقابل تبذل مصر جهوداً مكثفة للتصدي لتلك المحاولات من خلال فتح قنوات اتصال مباشر مع الدول والمؤسسات التي ينشط فيها التنظيم لتوضيح الحقائق أوّلاً بأوّل.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية