وفاة أحد أبرز شعراء الحداثة في السعودية.. ماذا تعرف عن الأديب علي الدميني؟

وفاة أحد أبرز شعراء الحداثة في السعودية.. ماذا تعرف عن الأديب علي الدميني؟


26/04/2022

عُرف الأديب والناشط السعودي علي الدميني، بأنّه واحد من أبرز شعراء الحداثة المجددين في المملكة العربية السعودية، ومشاركاً فاعلاً في تأسيس الحركة الشعرية الحديثة في السعودية، وهي التي خوّلته أن يصبح عنواناً بارزاً لمشروع الحداثة، الذي حمل همه حتى رحيله يوم أمس الإثنين بعد معاناة مع المرض.

 وبرحيل الدميني تفقد الساحة الثقافية السعودية والعربية والإنسانية شاعراً أبدع طوال 50 عاماً، وتميز بجودة شعره وعمق مضامينه الوجودية والتطلعية ونزعتها السياسية.

 ولد الدميني في إحدى قرى الباحة بالسعودية في 10 أيار (مايو) من العام 1948. أكمل دراسته الجامعية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، وحصل على شهادة في الهندسة الميكانيكية في العام 1974.

 

تُعتبر تجربة الدميني في الشعر الحداثي من أهم التجارب في فترة الثمانينيات الثرية لجرأتها المبكرة على تلك الحقبة

 وبعد تخرجه عمل نحو 8 أعوام في شركة أرامكو في وظائف متعددة، ثم انتقل للعمل بالبنك الأهلي التجاري العام 1984.

 وساهم الشاعر السعودي، في النشاط الثقافي؛ فقد شغل عضوية النادي الأدبي في الرياض منذ عام 1978، وأشرف على ملحق (المربد) الثقافي في الثمانينيات في صحيفة "اليوم".

 وأسس الدميني مجلة "النص الجديد" الشهيرة وهي مجلة ثقافية طليعية من الدمام صدرت في مطلع الثمانينيات واحتوت على تجارب ونصوص حداثية، كما كان للدميني حضور لافت في كتابة المقالة الصحافية والقصيدة النثرية والمناشط الثقافية.

 شاعر وروائي

 وتُعتبر تجربة الدميني في الشعر الحداثي من أهم التجارب في فترة الثمانينيات الثرية، لجرأتها المبكرة على تلك الحقبة. وهو معروف بجودة شعره وعمق مضامينه الوجودية والتطلعية ونزعتها السياسية، وفق ما أورده موقع "إندبندنت عربية".

جانب من إصدارات الراحل علي الدميني

 توزعت أعماله بين الشعر والمقالة والرواية، ففي الشعر صدر له: "رياح المواقع" عام 1987 و"بأجنحتها تدق أجراس النافذة" و"بياض الأزمنة" عام 1999 و"مثلما نفتح الباب" عام 2008 و"خرز الوقت" عام 2016، و"إشراقات رعوية لجسد الماء" عام 2018.

 ومن أبرز أبيات الشعر التي خطها الدميني:

ولـي وطــنٌ قاسـمـتهُ فتنة الــهـوى * ونافحت عن بطحائه من يقاتلُهْ

إذا ما سقاني الغيث رطباً من الحيا * تنفس صبح الخيل وانهل وابلُهْ

تمسكتُ مِــن خوف عليــه بأمتــي * وأشهرتُ سيف الحب هذي قوافلُهْ

 وللراحل الذي نعاه أدباء وصحافيون في الخليج تجارب في حقول الرواية؛ إذ أصدر رواية "الغيمة الرصاصية" عام 1998 و"أيام في القاهرة وليال أخرى" عام 2006.

 

 للراحل الذي نعاه أدباء وصحافيون في الخليج تجارب في حقول الرواية إذ أصدر رواية "الغيمة الرصاصية" عام 1998 و"أيام في القاهرة وليال أخرى" عام 2006


 وعن تجربته الأدبية والروائية، قال ذات مرة عن نفسه، "إذا أتينا إلى حقل الشعر تحديداً، فإنني أعدّ نفسي غصناً في شجرة التجديد والرنو إلى الحرية والحداثة في العالم كله، مثلما أراني في بلادنا واحداً ممن مضوا في هذا الدرب الطويل، الذي امتد من العواد إلى حسن القرشي وغازي القصيبي إلى محمد العلي، وجيلي الذي أنتمي له".

 وكتب في أدب السجن (زمن للسجن: أزمنة للحرية) 2005، عن تجربة اعتقاله مع قيادات الإصلاح المدني في السعودية عام 2004، وانتهى الأمر بالحكم عليه بالسجن 9 أعوام، قبل أن يتدخل الملك عبد الله بعفو ملكي خلال أقل من أسبوع بعد توليه الحكم، وبعد مرور أقل من سنتين على اعتقاله.

 والدميني له سجل حافل في المجال الحقوقي، وسبق اعتقاله مطلع ثمانينيات القرن الماضي بتهمة انضمامه إلى الحزب الشيوعي.

مواضيع ذات صلة:

احتفاء بتجربة الشاعر المصري إبراهيم داود: البساطة وهشاشة الوجود

رحيل الفنانة والشاعرة اللبنانية إيتيل عدنان.. ماذا تعرف عنها؟

جريس سماوي شاعر يستبطن الذات الإنسانية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية