وفاة حضارة: كيف دمّرت تركيا التراثَ الثقافي لقبرص؟

وفاة حضارة: كيف دمّرت تركيا التراثَ الثقافي لقبرص؟

وفاة حضارة: كيف دمّرت تركيا التراثَ الثقافي لقبرص؟


كاتب ومترجم جزائري
27/09/2022

ترجمة: مدني قصري

المشكلة ليست في كون جزيرة قبرص محتلة جزئياً ومدمَّرة من قبل تركيا، المشكلة أنّ ما يتمّ احتلاله واستعماره وتدميره جزء مهم من التاريخ ومن الثقافة والحضارة الغربية.

أصبحت تركيا عضواً في الناتو، عام 1951، وبعد مرور 22 عاماً، عام 1974، غزت تركيا جمهورية قبرص، وما تزال حتى اليوم تحتل 36٪ منها بشكل غير قانوني، وقد نفّذت تركيا عملية تطهير عرقي دفعت غير الأتراك من شمال قبرص إلى المغادرة، ودمّرت إلى حدّ كبير التراث الثقافي المسيحي واليهودي التابع للمنطقة التي تحتلها.

منذ عام 1974، عندما غزت تركيا قبرص تم تقسيم الجزيرة بشكل غير قانوني إلى النصف، في السابق كان الجزء الشمالي من جمهورية قبرص، مثل باقي البلاد، يغلب عليه الطابع اليوناني، لقد تغيّر الهيكل الديموغرافي لقبرص بطرد 170 ألف قبرصي يوناني.

طردت القوات التركية ثلث السكان القبارصة اليونانيين لصالح المستوطنين القادمين من تركيا، يتمركز حوالي 40 ألف جندي تركي بشكل غير قانوني في المنطقة المحتلة، مما حوّل شمال قبرص، وفقاً للأمم المتحدة، إلى واحدة من أكثر المناطق عسكرة في العالم، ناهيك عن أنّ حوالي 80٪ من الموارد المنتِجة للثروة في الجزيرة تقع اليوم تحت الاحتلال التركي.

تستغل تركيا فرصةَ توجّهِ كلّ الأنظار إلى الغزو الروسي لأوكرانيا لزيادة فرصها في ضمّ شمال قبرص رسمياً، في 14 نيسان (أبريل)؛ تم توقيع بروتوكول بين تركيا والنظام الفعلي التركي غير الشرعي الحاكم في شمال قبرص، فهذه الوثيقة الجديدة تفتح الجزيرة أكثر فأكثر للمواطنين الأتراك، وترسّخ التطهير العرقي القوي الذي أدّى بالفعل إلى تغيير ديموغرافي في قبرص بشكل عميق.

غزت تركيا جمهورية قبرص عام 1974 وما تزال حتى اليوم تحتل 36% منها بشكل غير قانوني

كما يعزّز البروتوكول قوة دائرة الشؤون الدينية التركية (ديانت)، ويشجع على بناء المساجد وترميم مواقع التراث التركي الإسلامي، لا يُخفي البروتوكول أيّ شيء عن نوايا الضمّ التركية في شمال الجزيرة، تنصّ المقدمة على أنّ "جزيرة قبرص كانت جزءاً سياسياً وثقافياً من الأناضول، منذ عام 1571"؛ ففي عام 1571 احتلت قبرص من طرف الإمبراطورية العثمانية.

عام 1570، غزت القوات العثمانية قبرص ونهبت المدن وقتلت الآلاف، واستوردت الإمبراطورية العثمانية من أجل السيطرة بشكل أفضل على السكان اليونانيين الأصليين، مواطنين أتراكاً إلى قبرص، وعام 1878؛ تخلّت الإمبراطورية العثمانية عن السيطرة الإدارية على قبرص لبريطانيا، وعام 1914 ضمّت بريطانيا الجزيرة. وعام 1923  تنازلت معاهدة لوزان التي أنشأت جمهورية تركيا عن كلّ مطالباتها بقبرص لصالح بريطانيا العظمى.

عام 1960 تحررت قبرص بسلام من الحكم البريطاني، وأصبحت جمهورية مستقلة، وفي العام نفسه تمّ التوقيع على "معاهدة الضمان" التي جعلت من بريطانيا العظمى واليونان وتركيا الدول الضامنة لـ "استقلال وسلامة وأمن أراضي" جمهورية قبرص، وبعد أربعة عشر عاماً وعلى مرحلتين، في 20 تموز (يوليو) و14 آب (أغسطس) 1974، انتهكت تركيا كلاً من معاهدة الضمان والقانون الدولي بغزوها لقبرص.

تقرير "وفاة حضارة: تدمير التراث الثقافي لقبرص المحتلة": تعرّضت الكنائس لأسوأ تدنيس. تم نهب أو تدمير أكثر من 500 كنيسة ودير: اختفى أكثر من 15000 من رموز القديسين

عام 1983، أنشأت تركيا جمهورية زائفة "جمهورية شمال قبرص التركية " (RTCN) على الجزء الذي تحتلّه، في شمال قبرص، وتمّ الاعتراف بـ "RTCN" من جانب واحد فقط من قبل تركيا، فيما المجتمع الدولي يمتنع عن أيّ اعتراف.

يقوم النظام السياسي المفروض على الجزء المحتل من قبرص على العثمانية الجديدة؛ في 28 نيسان ( أبريل) 2022 تمّ افتتاح "ضريح الشهيد بيرتيف باشا" أحد القادة المتورطين في الغزو العثماني لقبرص "تم الافتتاح وفق القانون" هكذا أعلن إرسين تتار، رئيس النظام غير القانوني لـ جمهورية شمال قبرص التركية "RTCN".

 بطبيعة الحال؛ القانون الذي استند إليه هذا الرجل ليس القانون الدولي، ولا قانون ميثاق الأمم المتحدة؛ بل القانون هو شريعة الإمبراطورية العثمانية التي احتلت قبرص لما يقرب من 300 عام، من 1571 إلى 1878، وفق بيان صحفي نشرته رئاسة جمهورية شمال قبرص التركية "RTCN" عبر الإنترنت:

" بعد عام 1571 أصبحت هذه الأماكن جزءاً لا يتجزأ من تاريخنا، بصفتها ملكيات الأسس (إدارة أسس قبرص /"EVKAF" التي أنشأها العثمانيون عام 1571 ). إنّ آثاراً عميقة جداً لأسلافنا موجودة هنا"، قال تتار، مضيفاً: "أراضي ماراش (جزء من مدينة فاماغوستا التي تحتلها تركيا) وأملاك الأجداد (العثمانيين) التابعة لمؤسسة "EVKAF" التي مُنحت بشكل غير لائق وظلماً لبعض الأشخاص خلال الهيمنة الاستعمارية البريطانية، في انتهاك للعقد بين إنجلترا والإمبراطورية العثمانية".

"ماراش جزء من سيادتنا"، وأضاف تتار: "إننا لن نقبل أبداً بأن يتم وضعها تحت سيطرة الأمم المتحدة، أو أن تؤدي إلى حلول وسط في سياق تدابير بناء الثقة".

كان الجهاد الإسلامي والقومية التركية المُحرّكَين لغزو تركيا واحتلالها لجزيرة قبرص، هذان الهوسان اللذان صنعا غزو قبرص الذي تمّ إعداده قبل عقود من الغزو نفسه. منذ خمسينيات القرن الماضي أثار الجيش التركي توترات عرقية في قبرص عن طريق إرسال ميليشيات وأسلحة. عام 1953؛ تمّ إنشاء "مجموعة التعبئة التكتيكية" (Seferberlik Tetkik Kurulu ) في تركيا، وإذا صدقنا الجنرال التركي صبري ييرميبيزوغلو "Sabri Yirmibesoglu"؛ فقد أرسلت هذه المجموعة أسلحة إلى قبرص لاستخدامها ضدّ القبارصة اليونانيين: "كان لدى اللجنة ثلاثة ضباط في أنقرة، كانت منظمة جديدة قد تأسست لإرسال أسلحة ضدّ المنظمة الوطنية للمقاتلين القبارصة "EOKA"".

"مجاهدون" ضدّ قبرص

الذين شاركوا في غزو 1974، أو خلال سنوات التحضير له، يطلق عليهم اسم "mücahit"، هذه الكلمة التركية المشتقة من كلمة المجاهد العربية تعني "المجاهدون المسلمون المقدسون، الجهاديون المنخرطون في الجهاد ضدّ غير المسلمين"، العديد من الجماعات الإسلامية المسلحة، مثل طالبان، يعدّ أفرادها أنفسهم "مجاهدين".

أنشأت تركيا عام 1983جمهورية زائفة "جمهورية شمال قبرص التركية " (RTCN) على الجزء الذي تحتلّه، في شمال قبرص

من بين هؤلاء المجاهدين الأتراك الذين يعملون بشكل غير قانوني في قبرص هناك منظمة المقاومة التركية (OMT) ، وهي منظمة شبه عسكرية تأسست عام 1958. لسنوات عديدة ظلت "OMT" تبثّ الرعب في قبرص. اعترفت المنظمة  نفسها في بياناتها بقتل القبارصة اليونانيين، وكذلك العديد من القبارصة الأتراك (معظمهم من "اليساريين") المدانين بارتكاب "جرائم" مثل "الخيانة" و"مساعدة اليونانيين"، و"التعامل مع التجار اليونانيين"، أو" لأنهم ليسوا أتراكاً حقيقيين". عام 1976 أصبحت منظمة المقاومة التركية "OMT" على رأس "قيادة قوات الأمن" لشمال قبرص المحتلة من قبل تركيا، موقع الويب الذي يسمَّى "قيادة قوات الأمن" هذه (mucahit.gov.ct.tr).

وهكذا يصف الجيش الذي يحتلّ شمال قبرص نفسه على أنّه امتداد فخور لحركة المجاهدين، وقد أطلق موقعه على الإنترنت على الغزو الدموي اسم "عملية السلام السعيد".

دور منظمة المقاومة التركية

"في تموز (يوليو) 1974، عندما استخدمت القوات المسلحة التركية حقّ تدخل الدولة الضامنة الممنوح لها بموجب دستور عام 1960 قاتل المجاهدون ومحمد جيك (Mehmetçik)، جنباً إلى جنب، من أجل إنجاح عملية السلام السعيد".

"محمد جيك، أو محمد الصغير، هو اللقب العطوف الذي يطلقه الأتراك على جيشهم.

أجرت وكالة الأنباء التركية "TRT" التي تموّلها الحكومة مقابلات مع بعض هؤلاء المجاهدين، عام 2020، وأشارت إلى مناطق قبرص المختلفة باسم "سنجق" (أو سنجاق بالتركية)، وهو مصطلح إداري يعود تاريخه إلى الإمبراطورية العثمانية التي قسّمت كلّ "ولاية" (منطقة) إلى خمسة سناجق.

في هذا الصدد أفاد تقرير لـ "TRT":

قام المجاهدون القبارصة بتنظيم أنفسهم قبل عملية 1974، ثم اندمجت منظماتهم في هيكل واحد يسمى منظمة المقاومة التركية (OMT).

 "ظلت منظمة المقاومة التركية (OMT) تعمل في سرّية كاملة لسنوات عديدة، وكان معسكرات التدريب الموجودة في أنقرة وأنطاليا تهدف إلى تدريب وتسليح 5000 مجاهد، كما تم تدريب الضباط الذين خدموا في منظمة المقاومة التركية "OMT" تحت هويات مستعارة، مثل "معلمين" و"مفتشين" و"رجال دين"، هناك.

أجرت وكالة أنباء تركية أخرى، مموّلة من الحكومة، وهي وكالة الأناضول (AA)، مقابلات مع ثلاثة من هؤلاء المجاهدين، عام 2019، قال أحدهم "إنه كان صحفياً في ذلك الوقت وشارك في العمليتين العسكريتين لعام 1974"، وأشار إلى أنّه خدم في الجيش لمدة 5 سنوات قبل العملية، وأنّه كان يؤدي الخدمة في مقر السنجق في نيقوسيا أثناء العملية التي أطلقوا عليها اسم "المجاهدين":

ثم جاء رئيس الوزراء، بولنت أجاويد، إلى قبرص بعد العملية، وقال لهؤلاء المقاتلين: "ما كان يمكن لتركيا أن تنفذ هذا الإنزال لو لم تقاوموا، أيّها المجاهدون، حتى هذا اليوم".

"أتيلا" ضدّ قبرص

عندما غزا الجيش التركي قبرص، عام 1974، سمّيت العمليات باسم أتيلا ("مخطط أتيلا" أو "عملية أتيلا")، ويوضح قاموس أكسفورد أنّ الحدود بين المنطقة التركية والمنطقة اليونانية كانت تسمى "خط أتيلا".

تعرّضت الكنائس لأسوأ تدنيس وتدمير منهجيين

كان أتيلا حاكم الهون، وهم شعب من البدو في آسيا الوسطى، ومن عام 434 حتى وفاته عام 453، اشتهر أتيلا بوحشية غزواته التي قتلت آلاف المدنيين ودمرت ونهبت مدناً بأكملها، كان أتيلا الهوني، وفق موسوعة بريتانيكا؛ "أحد أعظم الحكام البرابرة الذين هاجموا الإمبراطورية الرومانية، وغزوا مقاطعات البلقان الجنوبية واليونان، ثم بلاد الغال وإيطاليا".

يشير الموقع الرسمي للقوات المسلحة التركية (TSK) إلى إمبراطورية الهون باعتبارها أصل تقاليدها العسكرية: "يعود أول تشكيل منظم ومنضبط للجيش التركي إلى عام 290 قبل الميلاد، في زمن إمبراطورية هون العظمى" .

تطمح تركيا إذاً إلى تصدير إرث موت أتيلا ودمارها إلى قبرص. في صيف عام 1974 قامت القوات التركية بتطهير عرقي في شمال قبرص، وطردت القبارصة غير المسلمين بشكل جماعي، في رسالة مؤرخة في 6 كانون الأول (ديسمبر) 1974، موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، كتب الممثل الدائم للأمم المتحدة في قبرص:

"شنت تركيا، دون أن تواجه أدنى مقاومة جوية أو بحرية، وبالاستخدام غير المشروع للأسلحة المتطورة التي لا يجوز استخدامها من حيث المبدأ إلا للأغراض الدفاعية بموجب اتفاق تحالف، هجوماً عدوانياً واسع النطاق على قبرص، وهي دولة صغيرة غير منحازة، وبلد أعزل لا يملك قوة جوية ولا بحرية ولا جيشاً، باستثناء حرس وطني محدود. وهكذا شنت الآلة العسكرية التركية الغامرة الهجوم، فقصفت البلدات والقرى المفتوحة بالنابالم وزرعت الدمار وحرقت الغابات ونشرت الموت والمعاناة بشكل عشوائي بين السكان المدنيين في الجزيرة".

كان الجهاد الإسلامي والقومية التركية المُحرّكَين لغزو تركيا واحتلالها لجزيرة قبرص، هذان الهوسان اللذان صنعا غزو قبرص الذي تمّ إعداده قبل عقود من الغزو نفسه

"كان إنزال القوات التركية على أراضي قبرص، منذ اللحظة الأولى، غير إنساني تجاه السكان المدنيين، وقد نُفذ في صورة انتهاك لجميع مبادئ القانون الدولي ومفاهيم أي مجتمع متحضر".

وتتراوح جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات التركية بين قتل المدنيين بدم بارد، ونهب المنازل والمباني التجارية، والاحتجاز غير القانوني للمدنيين والجنود، وحالات الاختفاء والاغتصاب الجماعي والمتكرر، والطرد التعسفي ضدّ القبارصة اليونانيين من منازلهم وأراضيهم، والاستيلاء على الأراضي والعقارات وتوزيعها، وكلّ ذلك لصالح مستوطنين من تركيا. وقد تم توثيق هذه الفظائع والعديد من الجرائم الأخرى في تقرير من مجلدين من قبل المفوضية الأوروبية لحقوق الإنسان، وهو التقرير الذي تم تبنيه عام 1976 لكنّه ظلّ سرياً قبل أن يتم تسريبه إلى "صنداي تايمز" البريطانية عام 1977، وأخيراً رفعت عنه السرّية عام 1977.

محا النظام غير القانوني الذي يدير المنطقة المحتلة اليوم، بدعم من تركيا، وإلى حدّ كبير، جميع آثار الحضارتين اليونانية وغير التركية في المنطقة، كما تم استبدال الأسماء اليونانية للبلدات والقرى بأسماء تركية.

وفق تقرير تحت عنوان "وفاة حضارة: تدمير التراث الثقافي لقبرص المحتلة":

"تعرّضت الكنائس لأسوأ تدنيس وتدمير منهجيين. تم نهب أو تدمير أكثر من 500 كنيسة ودير: اختفى كلياً أكثر من 15000 رمز من رموز القديسين، ومزهريات طقسية مقدسة لا تعد ولا تحصى، وأناجيل وأشياء ثمينة أخرى. شهدت بعض الكنائس مصيراً مختلفاً حيث تم تحويلها إلى مساجد ومتاحف وأماكن ترفيهية أو حتى فنادق، مثل كنيسة آية أنستازيا "Ayia Anastasia"، في لابيتوس (Lapithos)، كما تم تحويل ثلاثة أديرة على الأقل إلى ثكنات للجيش التركي: (أجيوس كريسوستوموس Agios Chrysostomos)، في جبال (بينتاداكتيلوس Pentadaktylos)، و(أكيروبوييتوس  Acheropoiitos)، في (كارافاس Karavas)، و(أجيوس بانتيليموناس Agios Panteleimonas)، في (ميرتو  Myrtou). أزال المهربون الأتراك الجداريات والفسيفساء البيزنطية الرائعة ذات القيمة الفنية والتاريخية النادرة من جدران الكنائس وبيعها بشكل غير قانوني في أمريكا وأوروبا واليابان، وعانت العديد من الكنائس البيزنطية من أضرار مدمّرة لا أمل في إصلاحها".

دمّر الأتراك المقابر اليونانية من أجل محو جميع علامات الثقافات اليونانية والمسيحية في المنطقة المحتلة

دمّر الأتراك أيضاً المقابر اليونانية من أجل محو جميع علامات الثقافات اليونانية والمسيحية في المنطقة المحتلة.

طرح أنتيغوني بابادوبولو، عضو البرلمان الأوروبي، سؤالاً مكتوباً على المفوضية الأوروبية عام 2013:

"ألقيت عظام المقبرة في القمامة. في التقاليد اليونانية الأرثوذكسية تعدّ هذه الإساءة ضدّ القبور وعدم احترام الموتى انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان الدينية".

لكنّ الغرب غضّ الطرف وسمح لتركيا باحتلال شمال قبرص.

ليس جزءاً فقط من قبرص الذي  أصبح محتلاً ومدمراً؛ إنّ ما هو محتل ومستوطن ومدمَّر ثقافياً هو جزء مهم من التاريخ والحضارة الغربية. فهذا يمثل جزءاً من "الاستبدال العظيم" الذي تنبأت به أوروبا، والذي قلّص شأنه إلى "نظرية مؤامرة" ليس إلا. حسبنا للاقتناع بهذا الواقع أن نعود إلى استبدال الإمبراطورية البيزنطية المسيحية بالإمبراطورية العثمانية ثم تركيا، أو استبدال السكان الأصليين الأقباط في مصر، وإذا كانت قبرص واليونان تتعرضان للهجوم من قبل تركيا؛ فأين هي مبادئ الغرب وقوته وتصميمه؟

مصدر الترجمة عن الفرنسية:

fr.gatestoneinstitute.org



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية