أردوغان يسابق الزمن لتعجيل الانتخابات.. ما الجديد؟

مع تدهور شعبيته... أردوغان يسابق الزمن لتعجيل الانتخابات

أردوغان يسابق الزمن لتعجيل الانتخابات.. ما الجديد؟


19/01/2023

لمّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إلى أنّ الانتخابات الرئاسية والنيابية في تُركيا ستجرى في 14 أيار (مايو)، أي قبل شهر من الموعد الذي تمّ إعلانه سابقاً، في وقت يسعى فيه أردوغان لتمديد حكمه المستمر منذ (20) عاماً، في الانتخابات المرتقبة التي تمثّل التحدي الأبرز في تاريخه السياسي.

ولم يعلن أردوغان التاريخ المحدد للانتخابات المرتقبة، لكنّه لمّح إلى أنّها ستُجرى في ذكرى مرور (73) عاماً على فوز الحزب الديمقراطي (محافظ) في أول انتخابات حرّة شهدتها تركيا المعاصرة في العام 1950.

يسعى أردوغان لتمديد حكمه المستمر منذ (20) عاماً، في الانتخابات المرتقبة التي تمثّل التحدي الأبرز في تاريخه السياسي

ورجّح  الإعلام التركي أن تكون هذه الخطوة استباقاً لاتفاق المعارضة على مرشح موحد، خاصة تحالف الـ (6)، أو ما يُعرف إعلامياً بـ "طاولة الـ (6)"، التي تضم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، وحزبين يقودهما أحمد داود أوغلو وعلي باباجان اللذان انشقا عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، و(3) أحزاب أخرى.

ولم يتوصل هذا الائتلاف الذي يريد خوض الانتخابات في جبهة موحدة ضد أردوغان إلى اختيار مرشحه، وسط تباينات في وجهات النظر، بينما يشكل قرار الرئيس التركي بتقديم موعد الانتخابات محاولة لإرباك خصومه

وكانت الانتخابات مقرّرة بادئ الأمر في 18 حزيران (يونيو) المقبل، لكنّ كثيراً من المراقبين توقّعوا تقريب الموعد، ويُعدّ تحديد الـ (14) من أيار (مايو) موعداً للانتخابات العامة رسالة موجّهة إلى شريحة الناخبين المحافظين، خصوصاً أنّ التاريخ المذكور يمثل ذكرى فوز الحزب الديمقراطي عام 1950، الذي أسسه في العام 1946 عدنان مندريس وأنصاره المنشقّون عن حزب مصطفى كمال أتاتورك في الانتخابات، قبل أن يُطاح به بعد (10) أعوام في انقلاب عسكري.

أصبح أردوغان رئيساً للوزراء في العام 2003، قبل أن يُعدّل الدستور ويصبح "رئيساً" مُنتخباً بالاقتراع العام في العام 2014

ولطالما شبّه أردوغان نفسه بمندريس، الذي أقيل لفترة من رئاسة بلدية إسطنبول، وأودع السجن فترة قصيرة في تسعينات القرن الماضي.

ومع قرب موعد الانتخابات، تقوّض الأزمة الاقتصادية والتضخم الذي تخطى 85% العام الماضي، قبل أن يتراجع إلى نحو 60%، شعبية الرئيس التركي.

يُذكر أنّ حزب العدالة والتنمية يحكم تركيا منذ العام 2002، وأردوغان مرشح لانتخابات 2023.

وأصبح أردوغان رئيساً للوزراء في العام 2003، قبل أن يُعدّل الدستور ويصبح "رئيساً" مُنتخباً بالاقتراع العام في العام 2014، وأجرى لاحقاً في 2017 تعديلات دستورية وسّعت صلاحياته التنفيذية، بينما أعلنت المعارضة نيتها العودة إلى النظام البرلماني في حال الفوز.

ويقول منتقدون: إنّ حكومة أردوغان كمّمت أفواه المعارضة، وقوّضت الحقوق، وأخضعت النظام القضائي لنفوذها، وهي الاتهامات التي ينفيها المسؤولون الذين يقولون إنّ الحكومة وفرت الحماية للمواطنين في مواجهة التهديدات الأمنية غير المسبوقة، بما في ذلك محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016.

وتحت حكم أردوغان، استعرضت تركيا قوتها العسكرية في الشرق الأوسط وخارجه،   وشنت (4) عمليات توغل في سوريا، وشنّت هجوماً على المسلحين الأكراد داخل العراق، وأرسلت دعماً عسكرياً إلى ليبيا وأذربيجان.

ودخلت تركيا أيضاً في سلسلة من المواجهات الدبلوماسية مع السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وإسرائيل، فضلاً عن الدخول في مواجهة مع اليونان وقبرص حول الحدود البحرية لشرق البحر الأبيض المتوسط، قبل أن تغير سياستها قبل عامين، وتسعى للتقارب مع بعض منافسيها.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية