الإخوان يتلاشون فى الانتخابات!

أحمد عبدالتواب

كيف اختفت تماماً كوادر السمع والطاعة لجماعة الإخوان فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة؟ والسؤال مُلِحّ، لأنه لا يمكن استساغة أن الانتخابات الرئاسية لا تهمهم، كما أن نشاط أبواقهم بالخارج أثبت أن الانتخابات تهمهم إلى حد كبير. هل تُرَى نزلت على أعضائهم أوامر بعدم المشاركة؟ أم تُرَى أنهم مَنَحوا أصواتهم لمنافسى عدوهم الأول؟ ولكن جملة الأصوات التى حصل عليها هؤلاء مجتمعين لا تشكل كتلة يمكن أن يفخر بها الإخوان، حتى إذا كذبوا، كعادتهم، واعتبروا أنه لم يكن لكل هؤلاء المرشحين قواعد خاصة بهم. أم تُرى أن كوادر الإخوان امتنعوا بأنفسهم، بكل ما يعنيه هذا عن ضعف رابطة السمع والطاعة؟ الأسئلة كثيرة، لأنه مع منع قياداتهم عن ممارسة أى عمل سياسى، كان يمكن استغلال أن المنع لا ينسحب على مشاركة أعضائهم عن التصويت، ومعهم المتعاطفون معهم ومن قالوا عن أنفسهم إنهم ليسوا منهم ولكنهم يحترمونهم، وقد كان بمقدور كل هؤلاء، أن يثبتوا وجودهم بالتصويت، إذا كان لا يزال لهم وجود، بدعم المرشح الأقرب لهم، وإذا لم يكن هنالك مرشح ينال رضاهم، فقد كان بمقدورهم أن يتعمدوا إبطال أصواتهم، بالكتلة الضخمة، التى زعموا أن مرشحهم، فى الانتخابات الرئاسية فى 2012، فاز بها، وكان يمكن لأبواقهم فى الخارج أن تستغل الأصوات الباطلة لتروج لوجودهم الانتخابى!

كما أن الإخوان لم يعلنوا قبل الانتخابات نيتهم فى إبطال أصواتهم، كما أن الأصوات الباطلة لا يمكن التباهى بها لأنها لم تصل إلى رقم نصف المليون (بالضبط 489307 أصوات) بنسبة 1.1% ، فقط، من جملة من أدلوا بأصواتهم. وبالطبع، فليس كل من أبطل صوته فعلها عامداً، كما أن من تعمدوا لهم أسباب متعددة يصعب حصرها، والمؤكد أنها ليست كلها تعاطفاً مع الإخوان.

الخلاصة، أن الإخوان لم يجدوا ما كان يمكن أن يثبت لأعدائهم أنهم قوة لا يُستهان بها، أو حتى أنهم لا يزالون على قيد الحياة، خاصة أنه حتى سنوات قريبة، أمرت قيادة الإخوان كوادرهم وقواعدهم بالاعتصام فى رابعة والنهضة، فاعتصموا، ثم بأوامر أخرى، بعد فض اعتصامهم، أن يكمنوا فكمنوا، فى انتظار أوامر جديدة. أما أن يتلاشى وجودهم وأثرهم فى الانتخابات بهذا الشكل فهى حالة تستحق الدراسة.

عن "الأهرام"