العراق: تحالف الإخوان يتصدر القوائم الخاسرة في الأنبار... ما السبب؟

العراق: تحالف الإخوان يتصدر القوائم الخاسرة في الأنبار... ما السبب؟

العراق: تحالف الإخوان يتصدر القوائم الخاسرة في الأنبار... ما السبب؟


25/12/2023

خرج (تحالف الأنبار المتحد) بقيادة الإخوان المسلمين بمقعد واحد في الانتخابات المحلية التي أجريت في 18 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، متصدراً القوائم الخاسرة في الأنبار، كبرى المحافظات السنّية غرب العراق.  

ومع إعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات النتائج الأولية، سارع التحالف الإخواني إلى خرق القوانين الانتخابية، عبر إناطة المقعد الوحيد إلى أحد مرشحيه الحزبيين، في حين يفترض أن تحصل عليه إحدى المرشحات النسويات المؤتلفات مع الإخوان، وذلك بحسب نظام (الكوتا) الذي يمنح النساء حق الحصول على المقعد المحلي.

وأعلنت مفوضية الانتخابات الثلاثاء الماضي النتائج الأولية لانتخابات مجالس المحافظات، وحصلت أحزاب (الإطار التنسيقي)، الائتلاف الحاكم في البلاد، على أكبر كتلة من الأصوات في معظم المحافظات الجنوبية، فيما تصدر نتائج الانتخابات في العاصمة ومحافظة الأنبار حزب (تقدم) بزعامة محمد الحلبوسي، الزعيم السنّي، رئيس البرلمان المقال. 

وقد حاول الإخوان المسلمون، ومعهم سياسيون سُنّة معارضون للحلبوسي، سحب البساط من تحت أقدام الأخير، عبر تشكيل تحالف انتخابي بعنوان (تحالف الأنبار المتحد)، ومجابهته انتخابياً في المحافظات السنّية الـ (6) في غرب وشمال العراق. 

ويقود التحالف كلٌّ من جماعة (حركة العدل والإحسان) الإخوانية، و(حزب الحل العراقي) بزعامة جمال الكربولي، والقيادي السنّي رافع العيساوي، فضلاً عن وزراء ونواب سابقين عن محافظة الأنبار.

مقعد يتيم

بعد إعلان النتائج الأولية لانتخابات مجالس المحافظات العراقية، حصل (تحالف الأنبار المتحد) على مقعد يتيم، مقابل تصدر (3) قوائم انتخابية لخصمهم محمد الحلبوسي في المحافظة السنّية الكبرى. 

محمد الحلبوسي رئيس حزب تقدم الفائز الأول في بغداد والأنبار

وبحسب المفوضية، فإنّ قائمة (تقدم)، وقائمة (الأنبار هويتنا)، وقائمة (قمم)، بقيادة الحلبوسي حصلت على أكثر من (11) من أصل (16) مقعداً في مجلس محافظة الأنبار. وبهذا يستطيع الحلبوسي دون الحاجة للتحالف مع الأطراف الأخرى الفائزة أن يستولي على منصبي المحافظ التنفيذي، ورئيس مجلس المحافظة الرقابي؛ بناءً على القانون العراقي الذي يتطلب الأغلبية المطلقة (النصف+1) لشغل المنصبين.

 

حصلت أحزاب (الإطار التنسيقي) على أكبر كتلة من الأصوات في معظم المحافظات الجنوبية، فيما تصدر نتائج الانتخابات في العاصمة ومحافظة الأنبار حزب (تقدم) بزعامة محمد الحلبوسي

 

ونزل الحلبوسي بـ (3) قوائم انتخابية في محافظة الأنبار، كإجراء تكتيكي انتخابي، من أجل توسيع دائرة المصوتين له لدى مختلف العشائر في المحافظة، في حين عمل تحالف الإخوان المسلمين بالتكتيك ذاته، عبر النزول بقوائم أخرى لم تحظَ بأصوات تؤهلها للفوز بمقعد واحد. 

الإخوان يخرقون القانون 

وقد حصل (تحالف الأنبار المتحد) على (22) ألف صوت، توزعت على (22) مرشحاً داخل التحالف، وتمكن من ضمانة مقعد واحد في مجلس المحافظة الجديد. لكنّ التحالف منح مقعده للمرشح الإخواني فيصل العيساوي، الذي حصل على (5705) أصوات، وذلك خلافاً لقرار مفوضية الانتخابات الصادر في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بشأن توزيع المقاعد لانتخابات مجالس المحافظات، والذي نصه: "إذا بقي مقعد واحد مخصص للنساء (كوتا)، وكانت هناك قوائم حصلت على (3) مقاعد أو مقعدين أو مقعد واحد لمرشحة حصلت على أعلى الأصوات من بين النساء في هذه القوائم، ولم تفز بمقعد، تستبدل بمرشح فائز من بين تلك القوائم".

 

حاول تحالف الإخوان المسلمين توسيع دائرة المصوتين عبر النزول بقوائم أخرى، إلا أنّ جميعها لم تحظَ بأصوات تؤهلها للفوز بمقعد واحد

 

ووفقاً لهذا القانون فإنّ المرشحة المستقلة سناء الفهداوي، التي حصلت على (2467) صوتاً، أحق بالمقعد، وهي الفائزة في قائمة (تحالف الأنبار المتحد).

ويدفع الإخوان المسلمون بشخصيات سياسية ليبرالية لمواجهة خصومهم عبر وسائل الإعلام، دون أن تسمح الجماعة لأعضائها بتصدر مشهد المواجهة السياسية، وهذا يرجّح نية الإخوان مراعاة حضور الجماعة المتوازن في أكثر من قائمة انتخابية متناكفة عقائدياً، وسياسياً، ومكوناتياً، إذ ينتشر الإخوان بعد أن خفت نجمهم السياسي منذ الانتخابات التشريعية عام 2010 في قوائم شيعية موالية لإيران، وقوائم ذات صبغتين عشائرية ومدنية.

التمييز بين المرشحين

وقبيل (6) أيام من الانتخابات المحلية تصاعد عدد المنسحبين من (تحالف الأنبار المتحد) إلى (6) شخصيات كانت راغبة في الترشح على لائحة التحالف الإخواني. وكان آخر المنسحبين إياد المرعاوي، الذي اتهم قيادة التحالف بالانحياز وعدم المساواة بين المرشحين. 

إياد المرعاوي آخر المرشحين المنسحبين من تحالف الأنبار المتحد بقيادة الإخوان المسلمين

وذكر في بيان له أنّ قيادة التحالف السياسي تقوم بـ "التمييز بين المرشحين، وتفضيل مرشحين معينين على باقي مرشحي القائمة"، مشيراً إلى "عدم وجود برنامج انتخابي واضح وصريح من قبلهم، واختصارهم في الدعم على ذويهم وأقاربهم من المرشحين في القائمة". 

وقبل هذا الانسحاب كان (5) مرشحين في (تحالف الأنبار المتحد) قد انسحبوا  لصالح قوائم أخرى، مؤكدين أنّ قيادة التحالف المنسحبين منه تفتقد إلى المركزية، والمشروع، والبرنامج الوطني، وأبدوا اعتذارهم من جمهورهم وعشائرهم المساندة لهم في مشروعهم السياسي. 

 

كان آخر المنسحبين من (تحالف الأنبار المتحد) إياد المرعاوي، الذي اتهم قيادة التحالف بالانحياز وعدم المساواة بين المرشحين.

 

وشكّلت هذه الانسحابات المتواصلة ضربةً تنظيمية للتحالف قبل أسبوع على موعد الانتخابات المحلية التي جرت في 18 كانون الأول (ديسمبر) الجاري.

وتعرّض (تحالف الأنبار المتحد) لهجمات إعلامية مكثفة، نتيجة ضمّه شخصيات مدانة قضائياً في الفترة السابقة، وخاسرة انتخابياً في أكثر من موسم انتخابي مضى. ويضم إلى جانب (جماعة العدل والإحسان) الإخوانية رئيس حزب (الحل العراقي) جمال الكربولي، الذي أفرج عنه بعفو رئاسي، بعد إدانته بملفات فساد إبّان حكومة مصطفى الكاظمي، وكذلك الإخواني المستقل رافع العيساوي الذي كان محكوماً بقضايا "إرهابية" أسقطها القضاء عنه بعد المصالحة السياسية بينه وبين الأطراف الشيعية المقرّبة من إيران، فضلاً عن (3) وزراء في حكومات عراقية سابقة.

مواضيع ذات صلة:

القوى الموالية لإيران تتقدم في الانتخابات المحلية في العراق.. نتائج أولية

بدء الانتخابات المحلية في العراق... هل يُحكم الإطار التنسيقي قبضته على العراق؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية