النظام الإيراني يطلب "وساطة" المعتدلين سراً لتهدئة الاحتجاجات.. هل تنجح مساعيه؟

بعد تصاعد وتيرة الاحتجاجات... النظام الإيراني يطلب "وساطة" المعتدلين سراً

النظام الإيراني يطلب "وساطة" المعتدلين سراً لتهدئة الاحتجاجات.. هل تنجح مساعيه؟


23/11/2022

مع تواصل الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإيرانية وتصاعد وتيرتها، استجدى قادة كبار في نظام خامنئي "سراً" اثنتين من العائلات المؤسسة للجمهورية الإسلامية، هما عائلة رفسنجاني والخميني، التدخل لتهدئة الاحتجاجات في البلاد.

وأوضحت صحيفة "وول ستريت" أنّ علي شمخاني أمين مجلس الأمن القومي الإيراني ومستشار المرشد علي خامنئي طلب سرّاً من عائلتي الرئيس الإيراني السابق الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني ومؤسس النظام الراحل الخميني المساعدة في تهدئة الوضع في الشوارع الشهر الماضي عندما بلغت الاحتجاجات ذروتها في جميع أنحاء البلاد.

قادة كبار في نظام خامنئي طلبوا من العائلات المؤسسة للجمهورية الإسلامية التدخل "سرّاً" لتهدئة الاحتجاجات في البلاد

وقال: إنّه إذا حدث ذلك، فإنّ إجراءات الانفتاح التي يسعى إليها المتظاهرون يمكن أن تطبق، على حدّ قول الأشخاص الذين تحدثوا للصحيفة، مؤكدين رفض العائلتين الطلب.

من جهتها، أكدت وكالة أنباء "برنا" الحكومية الإيرانية اليوم الأربعاء حصول لقاء بين شمخاني ورئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجي، مع القيادات في التيار الإصلاحي.

وقالت: "التقى بعض الإصلاحيين مع مسؤولين بالبلاد في شكل مجموعات استشارية وتنظيمية"، موضحة أنّ "قيادة جبهة الإصلاح الإيرانية المكونة من بهزاد نبوي، وحسين مرعشي، وإبراهيم أصغر زاده، وجواد إمام، ومحمود صادقي، وإلياس حضرتي، اجتمعت مع علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، وغلام حسين محسني إيجي رئيس القضاء".

وول ستريت جورنال: المرشد الإيراني علي خامنئي ودائرته المقربة يواجهان مأزقاً شديداً

وكان الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي قد حذّر هذا الأسبوع، في خطاب نشر على موقع إصلاحي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من أنّ "استمرار الوضع الراهن يزيد من أسباب الانهيار المجتمعي"، مضيفاً أنّ "جزءاً كبيراً من المجتمع يشارك المتظاهرين".

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أنّ المرشد الإيراني علي خامنئي، ودائرته المقربة، يواجهان "مأزقاً شديداً" بعد شهرين من الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد، وقد أدّت عمليات "تطهير الحكومة من كبار المنافسين الإصلاحيين" في الأعوام الأخيرة إلى الحدّ من الخيارات المتاحة لإخماد "واحد من أخطر التحديات الداخلية" التي واجهها نظام الملالي الحاكم في إيران على مدى تاريخه الممتد عبر (43) عاماً.

وقال إصلاحيون إيرانيون بارزون للصحيفة: إنّ تأييد الاحتجاجات "غذته نار الغضب من اقتصاد أرهقته العقوبات والتضخم، ومن قوانين تطالب المرأة بتغطية وجهها أمام الناس، ومن حكومة استبعدت الإصلاحيين من صفوفها".

وول ستريت جورنال: المعتدلون كانوا يمثلون جزءاً لا يتجزأ من نظام الحكم في إيران

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنّ المعتدلين كانوا يمثلون "جزءاً لا يتجزأ من نظام الحكم في إيران"، ولكنّهم الآن يحتشدون بأعداد متزايدة خلف دعوات المحتجين لهدم النظام.

وأوضحت الصحيفة أنّ وجود المعتدلين والإصلاحيين في الحكومة في وقت سابق كان بمثابة "صمام أمان (للنظام) للتنفيس عن الضغط السياسي"، حتى لمس الفصيلان (المعتدل والإصلاحي) تقلص دورهما في السياسة الإيرانية في الأعوام الأخيرة.

وتتهم الحكومة الإيرانية الفصائل الكردية المعارضة بإثارة الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ 16 أيلول (سبتمبر) الماضي، إثر وفاة مهسا أميني بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة.

وبحسب منظمات حقوقية، فقد قضى المئات، بينهم عناصر من قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات، واعتبر مسؤولون أنّ جزءاً كبيراً منها "أعمال شغب".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية