بريطانيا تغازل طالبان... لماذا يسعى الغرب لتجميل وجه الحركة المتشددة؟

بريطانيا تغازل طالبان... لماذا يسعى الغرب لتجميل وجه الحركة المتشددة؟


18/08/2021

قال قائد الجيش البريطاني الجنرال نيك كارتر: إنّ قوات المملكة المتحدة المتبقية في أفغانستان تتعاون مع حركة "طالبان"، مبدياً تفاؤله إزاء مستقبل هذا البلد تحت إدارة الحركة.

وسبق أن حكمت طالبان أفغانستان في الفترة من 1994 إلى 2001، قبل أن يسقط حكمها بالتدخل الأمريكي.

ويرى مراقبون أنّ الغرب يحاول منح طالبان شرعية لتحقيق أهدافه بمواجهة قوة الصين وروسيا المتعاظمتين، وتعطيل مشروع الصين الضخم "طريق الحرير"، وخلق بؤرة توتر في الشرق يمكن توظيفها فيما بعد.

في غضون ذلك، أضاف كارتر في حديث إذاعي نقلت تفاصيله وكالة "رويترز" إنه على اتصال مع الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، مضيفاً أنّ الأخير سيجتمع مع طالبان في وقت لاحق اليوم.

وقال: "ربما كانت طالبان هذه مختلفة عن طالبان التسعينيات التي يتذكرها الناس".

كارتر: ربما نفاجأ، إن أعطيناهم مساحة، أنّ طالبان هذه أكثر عقلانية، لكن ما يجب علينا أن نتذكره جيداً أنها ليست منظمة متجانسة

وأردف: "ربما نفاجأ، إن أعطيناهم مساحة، أنّ طالبان هذه أكثر عقلانية، لكن ما يجب علينا أن نتذكره جيداً أنها ليست منظمة متجانسة، طالبان مجموعة من شخصيات قبلية متباينة جاءت من كل أطياف الريف الأفغاني"، بحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز".

وتابع: "ربما كانت هذه طالبان الأكثر تعقلاً... إنها أقل قمعية، وإذا نظرنا إلى الطريقة التي تحكم بها كابول في الوقت الراهن، فسنجد مؤشرات على أنها أكثر عقلانية".

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد قال: إنّ الحكم على حركة طالبان سيكون من خلال أفعالها وليس أقوالها، في وقت أعرب فيه قائد الجيش البريطاني الجنرال نيك كارتر عن اعتقاده أنّ الحركة المتشددة ربما تغيرت عمّا كانت عليه في التسعينيات.

وصرح جونسون خلال جلسة استثنائية للبرلمان البريطاني بشأن أفغانستان اليوم: "سنحكم على هذا النظام بناء على الخيارات التي سيتخذها وعلى أفعاله، وليس على أقواله"، وفق وكالة "فرانس برس".

وأضاف أنّ الحكم على حركة طالبان سيرتبط أيضاً بـ"سلوكها حيال الإرهاب والجريمة والمخدرات، كذلك على حقّ الوصول (للمساعدات الإنسانية)، وحقوق الفتيات في الحصول على التعليم".

وخلال الجلسة، استعرض رئيس الوزراء البريطاني الجهود التي بذلتها حكومته لإجلاء الرعايا البريطانيين والمواطنين الأفغان الذين عملوا مع لندن.

ولدى حكومة جونسون برنامج لتوطين ما يصل إلى 20 ألف لاجئ أفغاني معرض للخطر في المملكة المتحدة، خلال الأعوام المقبلة.

ومن المتوقع أن تزيد لندن من المساعدات إلى أفغانستان لتجنب أزمة إنسانية بعد استيلاء طالبان على السلطة، وفق "أسوشيتد برس".

الصفحة الرئيسية