بهذه الطريقة يعزز أردوغان معركته الانتخابية

بهذه الطريقة يعزز أردوغان معركته الانتخابية

بهذه الطريقة يعزز أردوغان معركته الانتخابية


13/04/2023

يشتد السباق الرئاسي والبرلماني بين حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة رجب طيب أردوغان وأحزاب المعارضة، في الانتخابات التي ستُجرى في 14 أيار (مايو) المقبل، في محاولة منه للبقاء في السلطة بعد أن أمضى (20) عاماً فيها.

ورغم أنّ استطلاعات الرأي تشير إلى أنّ التنافس سيكون شديداً في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، وأنّ الحزب الحاكم خسر الكثير خلال الفترة الماضية بسبب الأزمة الاقتصادية والزلزال المدمر، إلا أنّ أردوغان كان لديه الكثير من وسائل الاستقطاب الانتخابي بعيداً عن السياسية منها المعروفة بخريطة التحالفات بين الأحزاب، مستغلاً تارة المال وتارة أخرى الرياضة والجمال والمراهقة، والإعلام، محاولاً إيجاد محط قدم لحزبه في البرلمان.

ولعب أردوغان على وتر المؤثرين على المجتمع التركي والمنتمين إلى حزب العدالة والتنمية الإسلامي أو المقربين منه.

وعزز أردوغان معركته الانتخابية بعتاد جديد، فيه الكثير من المغريات والجاذبية القوية للناخبين الأتراك، فقد رشح لاعب كرة القدم التركي- الألماني السابق، مسعود أوزيل، البالغ (34) عاماً، لمقعد نيابي في البرلمان المكون من (600) عضو، ورشح أيضاً عارضة الأزياء وملكة الجمال التركية السابقة سيدا ساريباش لمقعد آخر عن ولاية آيدن، إضافة إلى من جعلها أردوغان أصغر مرشحة بتاريخ الانتخابات التركية، وهي الطالبة بقسم الخدمات الاجتماعية في جامعة أتاتورك نيسا ألبتكين، الشهيرة بلقب "المراهقة الفاتنة" بين الأتراك، فعمرها (18) عاماً فقط، ومرشحة الآن لمقعد نيابي عن المنطقة الأولى بولاية أزمير.

وكانت ألبتكين قد عبّرت في مقابلة أجرتها معها (وكالة إخلاص للأنباء التركية) الأسبوع الماضي عن سعادتها وفخرها بالترشح، وقالت: "لديّ (3) أشقاء، ووالدي النائب السابق إسماعيل ألبتكين هو أحد المؤسسين لحزب العدالة والتنمية، فيما يعمل الكثير من أفراد عائلتي بالسياسة"، وفق تعبيرها.

أردوغان وملكة الجمال السابقة، وصورة حين كان شاهدا في 2019 على زواج اللاعب أوزيل

أمّا ملكة الجمال، الأم لطفلين من زوجها رجل الأعمال سادات ساريباش، فعمرها (40) عاماً تقريباً، وتم اختيارها قبل عامين ضمن هيئة القرار والتنفيذ المركزي المكونة بحزب العدالة والتنمية من (75) عضواً، وهي عارضة أزياء سابقة، فازت في 2006 بلقب ملكة جمال تركيا، ثم بدأت في 2009 عملها السياسي بفرع الشباب في الحزب، وتم اختيارها في 2016 رئيسة للفرع النسائي فيه بمدينة آيدن، مع أنّها أصلاً من ولاية أضنة، ونشأت وعاشت في إسطنبول.

ساريباش المتخرجة بإدارة الأعمال في جامعة غازي بأنقرة، درست أيضاً الاقتصاد في جامعة الأناضول، وحصلت على ماجستير بعلم الاجتماع من جامعة عدنان مندريس في آيدن، ثم تركت عملها بعرض الأزياء بعد زواجها ممّن أسست معه شركة سمياها Efeler الناشطة حالياً بتجارة الوقود وتملك (4) محطات.

أردوغان يلعب على وتر المؤثرين على المجتمع التركي والمنتمين إلى حزب العدالة والتنمية الإسلامي أو المقربين منه

أمّا نجم الكرة أوزيل، فهو صانع ألعاب بريال مدريد وآرسنال سابقاً، وقد أصبح منذ تقاعد في 2018 من المنافسة الكروية مؤيداً لأردوغان، وفق تقرير نشرته صحيفة (التايمز) البريطانية.

كما نزل إلى ساحة المعركة الانتخابية الأردوغانية المعلق التلفزيوني محمد شاهين لمقعد نيابي بمدينة كهرمان مرعش، والصحافي خلقي جفيز أوغلو في دائرة إسطنبول الأولى، والصحافية شبنيم بورصلي في دائرة إزمير الأولى، والصحافية حليمة كوكشي في دائرة إسطنبول الثالثة، والسباح أوموت أرمان صوناي بدائرة إسطنبول الأولى، والحكم الرياضي قدوسي مفتي أوغلو في ولاية أنطاليا، والمغني والموسيقي يوجال أرزن في دائرة إسطنبول الثالثة، والممثل بهادير يني شهيرلي أوغلو عن ولاية مانيسا.

هذا، وضمت قائمة مرشحي العدالة والتنمية أسماء بارزة في حكومة أردوغان منهم وزير الداخلية الحالي سليمان صويلو، في دائرة إسطنبول الثانية، كما رشح الحزب وزير الدفاع الحالي خلوصي آكار في دائرة قيصري، ووزير الخارجية الحالي مولود جاويش أوغلو، في دائرة أنطاليا، وضمت القائمة وزير التعليم محمود أوزر مرشحاً في دائرة أوردو، ووزير العمل والضمان الاجتماعي فيدات بيلغين مرشحاً في دائرة أنقرة الثانية، ووزير النقل والبنى التحتية  عادل كارا إسماعيل أوغلو، مرشحاً في دائرة طرابزون، ووزير العدل بكر بوزداغ مرشحاً بدائرة شانلي أورفا، ووزيرة الأسرة دريا يانك مرشحة في دائرة عثمانية، ووزير الصناعة والتكنولوجيا  مصطفى فارانك، مرشحاً في دائرة بورصة الثانية، ووزير البيئة والتمدن مراد كوروم، مرشحاً في دائرة إسطنبول الأولى، ووزير المالية نور الدين نباتي مرشحاً في دائرة مرسين، ووزير الطاقة فاتح دونماز، مرشحاً في دائرة إسكي شهير، ووزير الرياضة محمد قصاب أوغلو مرشحاً في دائرة إزمير الأولى، بحسب ما ذكرته صحيفة "يني شفق".

عزز أردوغان معركته الانتخابية بعتاد جديد، منهم اللاعب مسعود أوزيل، وملكة الجمال التركية السابقة سيدا ساريباش، و"المراهقة الفاتنة" نيسا ألبتكين

وضمت قائمة مرشحي العدالة والتنمية أسماء بارزة أخرى أيضاً، من بينها نائب الرئيس أردوغان، فؤاد أوقطاي الذي رشحه الحزب في دائرة أنقرة الثالثة، والمتحدث باسم "العدالة والتنمية"، عمر تشيليك مرشحاً في دائرة أضنة، ونائب رئيس "العدالة والتنمية"، نعمان كورتولموش مرشحاً في دائرة إسطنبول الثالثة.

وبعيداً عن الشخصيات المؤثرة والوزراء الذين يحاول الرئيس التركي استغلالهم في الانتخابات، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصور لأردوغان وهو يوزع أموالاً بين حشد من الناس بمنطقة باغجلار في مدينة إسطنبول.

وأثار ظهور الرئيس التركي الكثير من الجدل، عقب خروجه إلى الشارع وهو يحمل أوراقاً نقدية من فئة الـ (200) ليرة تركية (نحو 20 دولاراً)، ووثق فيديو موقفاً محرجاً للرئيس بعد حديثه مع رجلٍ تركي كان بين الناس في منطقة باغجلار.

وقال أردوغان في المقطع الذي حظي بملايين المشاهدات: "اخجل، فالمال للأطفال"، وهي جملة حملت الكثير من التفسيرات والتبريرات.

ضمت قائمة مرشحي العدالة والتنمية أسماء بارزة في حكومة أردوغان؛ منهم وزير الداخلية الحالي سليمان صويلو، ووزير الدفاع خلوصي آكار، وعدد من الإعلاميين والفنانين

فهناك من قال إنّ الرجل رفض المال الذي يقوم بتوزيعه ليردّ عليه الرئيس أنّ الأموال مخصصة للأطفال بهدف إقناعه بالحصول عليها، في المقابل هناك من أوضح أنّ الرجل طلب المال من أردوغان ليردّ عليه الأخير بأنّه مخصص للتوزيع على الصغار فقط.

يشار إلى أنّ ظهور الرئيس التركي وهو يوزع المال أثار الكثير من الجدل، باعتبار أنّ هذا الأمر تمّ قبل (40) يوماً من موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها تركيا، بعد مرور أكثر من (3) أشهر من الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوب البلاد وخلف آلاف القتلى ودماراً هائلاً في البنى التحتية.

وتشهد تركيا في 14 أيار (مايو) 2023 انتخابات رئاسية وبرلمانية معاً، يتنافس فيها تحالف الجمهور الحاكم أمام تحالفات وتكتلات المعارضة على اختلافها، وأبرز تلك التحالفات "الطاولة السداسية" ومرشحها كمال كليجدار أوغلو.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية