تصدع في تحالف الأنبار الموحد... ما مستقبل الإخوان الانتخابي؟

تصدع في تحالف الأنبار الموحد... ما مستقبل الإخوان الانتخابي؟

تصدع في تحالف الأنبار الموحد... ما مستقبل الإخوان الانتخابي؟


15/08/2023

الكلّ يترقب موعد الانتخابات المحلية في العراق، المزمع إجراؤها في 18 كانون الأول (ديسمبر) من العام الجاري، حيث تعمل الغرف السياسية المغلقة على توليف قوائم انتخابية تقيها الخسارة، إن لم تظفر بالفوز. ويحاول البيت السياسي السنّي ترتيب أوراقه المبعثرة نتيجة الخلافات الحادة بين أركانه المتنافسين، لكنّ بعثرة الأوراق تتكاثر نتيجة تصاعد حدة المنافسة بين القيادات السنّية البارزة.

بروز (تحالف الأنبار الموحد)، الذي يضم كل القيادات السنّية المناهضة لسلطة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ومنافسهم الشرس على زعامة العرب السنّة، كان من المرجح أن يمضي متماسكاً إلى بداية الاقتراع المحلي نهاية العام الحالي، على أقلّ التقادير. لكن بعد مضي شهر واحد على إعلان التحالف الأنباري الجديد، شهد انشقاقات لقيادات وشخصيات عشائرية سبق أن انضوت في التحالف. ويتكون (الأنبار الموحد) من جماعة (حركة العدل والإحسان) الإخوانية، و(حزب الحل العراقي) بزعامة جمال الكربولي، والقيادي السنّي رافع العيساوي، فضلاً عن وزراء ونواب سابقين عن محافظة الأنبار.

ويسعى التحالف السنّي الجديد لسحب البساط من تحت زعيم (حزب تقدم) الحاكم في المحافظة محمد الحلبوسي، الذي أكد في لقاء متلفز معه أنّه "لا يعترف بتحالف الأنبار الموحد"، في خطوة تصعيدية مبكرة ضد الخصوم السياسيين داخل المكون السنّي. ويدفع الإخوان المسلمون بشخصيات سياسية ليبرالية لمواجهة سلطة الحلبوسي عبر وسائل الإعلام، دون أن تسمح الجماعة لأعضائها بتصدر مشهد المواجهة السياسية، وهذا يرجّح نية الإخوان مراعاة حضور الجماعة المتوازن في أكثر من قائمة انتخابية متناكفة عقائدياً، وسياسياً، ومكوناتياً، إذ ينتشر الإخوان بعد أن خفت نجمهم السياسي منذ الانتخابات التشريعية عام 2010 في قوائم شيعية موالية لإيران، وقوائم ذات صبغتين عشائرية ومدنية.

العراقيون على موعد مع اقتراح انتخابات مجالس المحافظات في ديسمبر المقبل

ويأتي تحالفهم الأخير في محافظة الأنبار، التي سبق أن أدارتها الجماعة، مع زعامات سياسية خاسرة في الاقتراع الأخير، وأبرزهم جمال الكربولي، الذي أفرج عنه بعفو رئاسي، بعد إدانته بملفات فساد إبّان حكومة مصطفى الكاظمي، من أجل المساهمة في صناعة القرار السياسي في المحافظة التي تمثل الثقل الأكبر للمكون السنّي، فضلاً عن محافظة نينوى. كما أنّ الفوز في الانتخابات المحلية المعنية بمجالس المحافظات هي فوز تمهيدي للحدث الانتخابي الأكبر المتمثل في الانتخابات التشريعية، التي لم يحدد موعد إجراؤها لغاية الآن.

انشقاقات داخل التحالف

ولم يمضِ شهر واحد على انبثاق التحالف السياسي الجديد، حتى أعلنت (4) شخصيات أنبارية انسحابها من التحالف، لصالح تحالفات منافسة داخل المحافظة السنّية الكبرى. وتذهب المؤشرات إلى أنّ حظوظ التحالف الذي يقوده الإخوان المسلمون وحلفاؤهم بالفوز في الانتخابات باتت غير مؤكدة. كما أنّ شعبية القوى المنافسة أكبر من التحالف نفسه، ناهيك عن احتمالية المقاطعة الشعبية التي تعود بالضرر على الكتل المعارضة، والذي يعلن (تحالف الأنبار الموحد) أنّه في مقدمة المعارضين للسلطة الحالية.

لم يمضِ شهر واحد على انبثاق تحالف الأنبار الموحد، حتى أعلنت (4) شخصيات أنبارية انسحابها من التحالف. المؤشرات تذهب إلى أنّ حظوظ التحالف الذي يقوده الإخوان المسلمون وحلفاؤهم بالفوز الانتخابي، باتت غير مؤكدة

ومن أولى الشخصيات المنسحبة كانت الشخصية الحقوقية البارزة أنور إبراهيم العلواني، الذي عزا سبب انسحابه إلى "رغبة أبناء العشيرة والمدينة والمساندين، وحفاظاً على المكتسبات السابقة والقادمة، ومنها العمل على إقرار قانون العفو، وإنصاف المغيبين وذويهم، والاستقرار الأمني الذي تشهده محافظتنا العزيزة، ولتوحيد كلمة العشيرة وأسباب أخرى مهمة".

ويضيف في بيان له: "كما أعلن دعمي ومساندتي لتحالف (تقدّم) في كافة مدن الأنبار، وأدعو العشائر الكريمة شيوخاً وشباباً للوقوف معهم واختيار الأصلح من بينهم".

أمّا المرشحان جاسم الراوي وشيماء محفوظ رعد، فقد انضما إلى قافلة المنسحبين أيضاً، وأعلنا انسحابهما من تحالفي السيادة والأنبار الموحد، والالتحاق بحزب (تقدّم) برئاسة الحلبوسي. وقدّم المرشح لانتخابات مجالس المحافظات المقبلة جاسم الراوي استقالته من تحالف السيادة بزعامة عادل المحلاوي، والتحق بصفوف حزب (تقدم).

من جانبها، أعلنت المرشحة شيماء محفوظ رعد الانسحاب من تحالف الأنبار الموحد والالتحاق بـ (تقدم)، وأشارت في تدوينه لها إلى أنّ انضمامها إلى الحزب الأخير، جاء لاستكمال مسيرة البناء والإعمار.

وجوه قديمة

وعلى عكس القوى السياسية الأخرى، نزل (تحالف الأنبار الموحد) بكامل قياداته السياسية المجرّبة في السلطة، حيث تطبق القوى الأخرى مبدأ الإزاحة الجيلية، من خلال اعتمادها على كوادر شبابية في صراعها الانتخابي الجديد، من أجل كسب صوت الشارع المحلي الناقم على الحرس القديم في العملية السياسية الجارية. وقد تعرّض الإخوان المسلمون ومن معهم إلى انتقادات واسعة، لا سيّما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأنّ تحالفهم لم يخرج عن نطاق الطائفية والمناطقية، إلى جانب التذكير باتهام بعض أعضائه بقضايا فساد مالي وإداري لدى تواجدهم السابق في السلطة.

أنور إبراهيم العلواني

ويمتلك غالبية أعضاء هذا التحالف علاقات وطيدة بالقوى المنضوية ضمن (الإطار التنسيقي)، وكذلك بعض الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، وهو ما دفع بعض المراقبين إلى اعتبار أنّ هذا التحالف يحظى بتأييد تلك القوى.

يراعي الإخوان حضور الجماعة المتوازن في أكثر من قائمة انتخابية متناكفة، إذ ينتشر الإخوان بعد أن خفت نجمهم السياسي منذ الانتخابات التشريعية عام 2010، في قوائم شيعية موالية لإيران، وقوائم ذات صبغتين عشائرية ومدنية

ناشطون قالوا إنّ "معظم هذه الشخصيات لم تقدّم شيئاً في الأعوام الماضية، بل كانت سبباً رئيسياً في ما آلت إليه الأوضاع بعد عام 2014 واجتياح تنظيم (داعش)".

وأضافوا أنّ "هناك شخصيات استعملت الخطاب الطائفي سياسياً لشحن الشارع، والآن عادت، وهذا أمر غير جيد".

مواضيع ذات صلة:

حكومة السوداني تحجب تطبيق (تلغرام)... لماذا غضب الموالون لإيران منه؟

البرلمان العراقي يعجز عن إقرار قانون لحماية الأسرة... ما دور الإسلاميين؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية