قطر تستغل الفراغ السياسي في لبنان لتوسع نفوذها... ماذا تفعل؟

استغلت دولة قطر الفراغ السياسي في لبنان الذي يمرّ بأسوأ الأوضاع سياسياً واقتصادياً لتوسيع نفوذها، مستغلة ابتعاد باقي دول الخليج المؤثرة بالمشهد اللبناني كالسعودية، بسبب ممارسات جماعة حزب الله الموالية لإيران.

وفق وكالة "أسوشيتد برس"، فإنّ معظم دول الخليج حذت حذو المملكة العربية السعودية في الأعوام الأخيرة، وابتعدت عن لبنان الذي ضربته الأزمة بسبب النفوذ المتزايد لجماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران، لكنّ قطر كانت استثناء من ذلك.

الدوحة واصلت استقبال القادة اللبنانيين على اختلاف مرجعياتهم وخلفياتهم، وضخ عشرات الملايين من الدولارات وسط الانهيار الاقتصادي التاريخي

وأضاف التقرير أنّ الدوحة واصلت استقبال القادة اللبنانيين على اختلاف مرجعياتهم وخلفياتهم، وضخ عشرات الملايين من الدولارات وسط الانهيار الاقتصادي التاريخي.

وتابع التقرير أنّ قطر بدأت في أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي في رؤية ثمار استثمارها، عندما حلت شركة قطر للطاقة المملوكة للدولة محل شركة روسية في تحالف دولي ينقب عن الغاز في البحر الأبيض المتوسط قبالة الساحل اللبناني.

ومن المتوقع أيضاً أن تنضم قطر للمرة الأولى إلى اجتماع يعقد في باريس الإثنين المقبل، ويضم مسؤولين من فرنسا والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لإجراء مناقشات تركز على الأزمات السياسية والاقتصادية في لبنان.

شركة قطر للطاقة المملوكة للدولة تحل محل شركة روسية في تحالف دولي ينقب عن الغاز في البحر الأبيض المتوسط

واشترى المستثمرون القطريون فندق بيروت لو فيندوم الشهير المطل على البحر الأبيض المتوسط في عام 2020، وهناك تقارير تفيد بأنّ الدوحة تخطط لضخ الأموال في القطاع المصرفي اللبناني المتعثر، محاولة وضع يدها على القطاع بالاعتماد على علاقتها مع حزب الله وايران.

وتبرعت قطر في حزيران (يونيو) الماضي بمبلغ (60) مليون دولار لدعم رواتب أفراد الجيش اللبناني، وأرسلت له إمدادات غذائية شهرية.     

وبعد (3) أشهر من توقيع لبنان وإسرائيل اتفاقية الحدود البحرية بوساطة أمريكية، انضم وزير الطاقة القطري سعد الكعبي الأسبوع الماضي إلى المسؤولين اللبنانيين في بيروت في حفل للتوقيع على اتفاق للحصول على حصة 30% في تحالف يعمل على التنقيب عن النفط والغاز في المياه اللبنانية.

تقارير تفيد بأنّ الدوحة تخطط لضخ الأموال في القطاع المصرفي اللبناني المتعثر محاولة وضع يدها على القطاع بأكمله بالتعاون مع حزب الله

ووفقاَ للاتفاق، ستستحوذ شركة قطر للطاقة على حصة 20%، التي كانت تمتلكها شركة روسية، بالإضافة إلى 5%، كانت مملوكة لشركة إيني الإيطالية العملاقة ومثلها مملوكة لتوتال إنيرجيز الفرنسية، ممّا يجعل حصتها ترتفع إلى 30%.    

وتشير الوكالة إلى أنّ قطر تصور نفسها على أنّها قوة أكثر حيادية في لبنان، البلد الذي شهد على مدار عقود تدخلات من قوى خارجية استغلت الانقسامات الطائفية لخوض معارك بالوكالة، خاصة أنّ علاقة قطر بإيران التي تتحكم بقرار حزب الله تؤهلها لتكون أحد المؤثرين في المشهد اللبناني. 

ومنذ أواخر عام 2019 انهار الاقتصاد اللبناني تحت وطأة الفساد المستشري وسوء الإدارة، وفقدت العملة أكثر من 90% من قيمتها؛ ممّا أدى إلى ارتفاع مستويات الفقر في البلاد.