مؤشر الإرهاب العالمي للعام 2024: ما الجماعات الأكثر خطراً؟

مؤشر الإرهاب العالمي للعام 2024: ما الجماعات الأكثر خطراً؟

مؤشر الإرهاب العالمي للعام 2024: ما الجماعات الأكثر خطراً؟


18/03/2024

رغم انخفاض وتيرة الإرهاب خلال العام 2023، إلا أنّ العمليات الإرهابية كانت أكثر فتكاً، وقد تصاعدت مؤشرات الخطر خلال العام الجاري 2024، جراء التنامي غير المسبوق للنشاط الإرهابي؛ مدفوعاً بمجموعة من العوامل الجيوسياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط، بحسب ما أورده مؤشر الإرهاب العالمي نسخة 2024، الصادر حديثاً. 

ونشر (المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية) قراءة تفصيلية لمضمون نسخة المُؤشر الأخيرة المنشورة بتاريخ 29 شباط (فبراير) الماضي، أعدتها الباحثة منى قشطة، تتناول في فصولها الـ (4) حصيلة الهجمات الإرهابية والوفيات الناجمة عنها، وملامح وأنماط النشاط الإرهابي خلال عام 2023 في (163) دولة يشملها المُؤشر بالدراسة والتحليل.

ومُؤشر الإرهاب العالمي هو تقرير سنوي يُصدره (معهد الاقتصاد والسلام الدولي) باللغة الإنجليزية منذ عام 2012، باستخدام قاعدة البيانات Dragonfly’s Terrorism Tracker، وبعض المصادر الأُخرى. 

ويُقدم المؤشر ملخصاً للاتجاهات والأنماط العالمية الرئيسية لظاهرة الإرهاب، ويحلل عدداً من الأبعاد المهمة المرتبطة بها، مثل الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تحدث فيها، وطبيعتها الديناميكية التي تتغير بمرور الوقت، والدوافع الجيوسياسية والأهداف الإيديولوجية للجماعات الإرهابية والاستراتيجيات التي يستخدمها الإرهابيون.

الإرهاب في العام 2023

سجّل المُؤشر أبرز الملامح العامة التي اتّسم بها النشاط الإرهابي خلال عام 2023، وتباين التأثيرات والتداعيات المرتبطة بهذا النشاط من منطقة إلى أخرى، لعل أبرزها انخفاض أعداد الهجمات مقابل ارتفاع شدة تأثيرها. 

يُقدم المؤشر ملخصاً للاتجاهات والأنماط العالمية الرئيسية لظاهرة الإرهاب

وقد شهد العديد من دول العالم خلال عام 2023 زيادة في الهجمات الإرهابية "شديدة الفتك"، رغم انخفاض المُستوى الإجمالي للنشاط الإرهابي؛ حيثُ ارتفعت الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 22% لتصل إلى (8352) حالة وفاة، وهو أعلى مُستوى لها منذ عام 2017. 

ومع ذلك، انخفض إجمالي عدد الهجمات الإرهابية بنسبة 22% إلى (3350)، وهو أقلّ عدد من الحوادث المسجلة منذ عام 2009، وانخفض عدد البلدان التي شهدت هجوماً إرهابياً واحداً على الأقل من (60) هجوماً خلال عام 2022 إلى (50) هجوماً عام 2023. 

وأرجع المُؤشر، وفق الدراسة، زيادة فتك الهجمات الإرهابية التي وقعت عام 2023، رغم انخفاض أعدادها، إلى وقوع هجمات شديدة التعقيد خلال معارك القتال الدائرة بين التنظيمات الإرهابية وبعضها البعض، كما هو الحال في التنافس الجهادي المُحتدم بين جماعة بوكو حرام، وتنظيم داعش، وجماعة نصرة الإسلام والمُسلمين في أفريقيا.

تراجع العمليات في أفغانستان والعراق

سجّل المُؤشر انخفاضاً حاداً في تأثيرات الإرهاب على بعض الدول ومنها أفغانستان؛ إذ انخفضت الوفيات الناجمة عن العمليات الإرهابية بنسبة 81% لتصل إلى (119) في عام 2023.

 

شهد العديد من دول العالم خلال عام 2023 زيادة في الهجمات الإرهابية "شديدة الفتك"، رغم انخفاض المستوى الإجمالي للنشاط الإرهابي؛ فقد ارتفعت الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 22% لتصل إلى (8352) حالة وفاة، وهو أعلى مُستوى لها منذ عام 2017. 

 

وهذه هي المرة الأولى منذ بدء المؤشر التي يتم فيها تسجيل أقلّ من (500) حالة وفاة بسبب الإرهاب في البلاد، كما شهد العراق انخفاضاً مُماثلاً مسجلاً (69) حالة وفاة فقط عام 2023 مقارنةً بـ (197) خلال 2022، ممّا أدى إلى خروجه من قائمة الدول الـ (10) الأكثر تأثراً بالإرهاب للمرة الأولى، بحسب الدراسة. 

الخطر يتفاقم في الساحل الأفريقي 

وفق الدراسة، تفاقم خطر الإرهاب في الساحل الأفريقي، فقد سّجلت منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا للعام السابع على التوالي أكبر عدد من الوفيات الناجمة عن الإرهاب على مستوى العالم بزيادة قدرها 21% مقارنةً بعام 2022. 

وتتركز غالبية التأثيرات المُرتبطة بالنشاط الإرهابي في منطقة الساحل الأفريقي، حيثُ تقع (5) من الدول الـ (10) الأكثر تأثراً بالإرهاب خلال عام 2023 في هذه المنطقة، وثمّة دلائل على أنّ عدوى التهديدات الإرهابية بدأت تنتقل إلى البلدان المُجاورة، إذ سجلت كل من بنين وتوغو، لأول مرة، أكثر من (40) حالة وفاة بسبب الإرهاب. 

تفاقم خطر الإرهاب في الساحل الأفريقي

كما حظيت بوركينافاسو، للعام الثاني على التوالي، بنصيب الأسد من أعداد الوفيات الناجمة عن الإرهاب، وقد سجّل المُؤشر (1907) حالات وفاة خلال عام 2023، وهو رقم يُقارب "رُبع إجمالي" تلك الوفيات على مستوى العالم. 

وتظهر حدة النشاط الإرهابي المُتزايد في بوركينا فاسو كذلك في زيادة عدد الهجمات المُميتة، مع وقوع أكثر من (7) وفيات لكل هجوم عام 2023، مُقارنةً بأقلّ من (4) وفيات لكل هجوم عام 2022. 

جغرافيا الإرهاب

تشير الدراسة إلى أنّ  النشاط الإرهابي ما يزال يتركز بشكل كبير في عدد صغير من البلدان؛ حيثُ سجّلت (10) دول فقط 87% من إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب عام 2023. 

وقد اشتد هذا التركيز الجغرافي للنشاط الإرهابي على مدى العقد الماضي، مع انخفاض عدد البلدان التي سجلت حالة وفاة واحدة على الأقلّ بسبب الإرهاب من (57) في عام 2015 إلى (41) في عام 2023.

ما الجماعات الأكثر فتكاً؟ 

رصد المؤشر جماعات إرهابية عدّها المسؤولة عن أكبر عدد من الوفيات خلال عام 2023، من بينها تنظيم داعش، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM)، وحركة شباب المُجاهدين بالصومال، حيثُ كانت مسؤولة عن (4443) حالة وفاة، وهو ما يُمثل أكثر من 75% من إجمالي الوفيات المنسوبة إلى جماعة إرهابية معينة، مقارنة بمسؤوليتها عن أقلّ من 25% فقط من إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب خلال 2014.

وتوضح الدراسة أنّ عملية تحديد الجماعات الإرهابية الأكثر نشاطاً والمسؤولة عن أكبر عدد من الوفيات تواجه بعض الصعوبات.

 

حظيت بوركينافاسو، للعام الثاني على التوالي، بنصيب الأسد من أعداد الوفيات الناجمة عن الإرهاب، فقد سجّل المُؤشر (1907) حالات وفاة خلال عام 2023، وهو رقم يُقارب "رُبع إجمالي" تلك الوفيات على مستوى العالم. 

 

أوّلها: امتلاك العديد من الجماعات الإرهابية أفرعاً إقليمية مختلفة تعمل في شراكة أو بشكل جزئي تحت القيادة نفسها. 

وثانيها: عدم تبنّي بعض الجماعات الإرهابية، في كثر من الأحيان، المسؤولية عن الهجمات، ممّا يجعل تحديد الجماعة المُنفذة لها أمراً صعباً، لا سيّما في مناطق وبؤر الصراع النشطة؛ فمن بين (3350) هجوماً إرهابياً تم تسجيله عام 2023، نُسب 54% فقط منها إلى جماعة ما، مُقارنةً بـ 48% عام 2022، و45% عام 2021.  

وكانت البلدان التي شهدت أكبر عدد من الهجمات، غير المنسوبة إلى جماعة ما، هي: ميانمار وبوركينافاسو ومالي وباكستان. 

وفي الغالب تبقى تلك الهجمات التي تتسبب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في بيئات النزاع، وكذلك الهجمات التي تسببت في عدد قليل جداً من الوفيات، مجهولة المصدر ولا تعلن أيّ جماعة ضلوعها في تنفيذها، ويُمكن تفسير ذلك في ضوء عدم رغبة بعض الجماعات الإرهابية تبنّي أعمال عنف بسيطة يُمكن اعتبارها فاشلة، أو هجمات ذات تأثيرات عالية الشدة قد يترتب عليها ردود أفعال عنيفة من الحكومة والسكان المحليين، ممّا يعيق جهود تجنيدهم لعناصر جديدة ويتسبب في زيادة جهود مكافحة التمرد ضدهم.

مواضيع ذات صلة:

مؤشر الإرهاب العالمي يكشف عن أكثر الجماعات الإرهابية دموية لعام 2022

6 استنتاجات توصل إليها تقرير مؤشر الإرهاب العالمي 2022.. ما هي؟

تعرف على أهم ما ورد في تقرير مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2020




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية