ما المكاسب الاقتصادية والسياسية للتعاون بين الخليج ودول (آسيان)؟

ما المكاسب الاقتصادية والسياسية للتعاون بين الخليج ودول (آسيان)؟

ما المكاسب الاقتصادية والسياسية للتعاون بين الخليج ودول (آسيان)؟


22/10/2023

شهدت الرياض يوم الجمعة الماضي انعقاد القمة الأولى بين دول مجلس التعاون الخليجي، ورابطة (الآسيان)، "تضم (10) دول من جنوب شرقي آسيا"، بهدف رفع التعاون بين الجانبين إلى المستوى الاستراتيجي، واستكشاف الفرص الجديدة.

وناقشت القمة بشكل واسع سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين الخليج ودول آسيا، كذلك خطة العمل المشتركة (2024- 2028)، وتعزيز التعاون بين المنظمتين، لا سيّما الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية، إلى جانب الاستثمار والسياحة والزراعة ومنتجات الحلال والتعليم والتدريب.

الخليج مصدر آمن وموثوق للطاقة 

في كلمته أمام القمة أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أنّ دول الخليج سوف تستمر في كونها مصدراً "آمناً وموثوقاً للطاقة" بمختلف مصادرها، وفق وكالة أنباء العالم العربي.

وأشار محمد بن سلمان إلى أنّ بلاده سوف تواصل مساعيها الرامية للحفاظ على أسعار واستقرار أسواق الطاقة العالمية، وأضاف: "مستمرون في الحفاظ على الأسعار واستقرار أسواق الطاقة العالمية".

وتابع قائلاً: "نسعى بخطوات متسارعة لتحقيق متطلبات الاستدامة لتطوير تقنيات طاقة نظيفة منخفضة الكربون وسلاسل إمداد البتروكيماويات".

الأمير محمد بن سلمان: دول الخليج سوف تستمر في كونها مصدراً "آمناً وموثوقاً للطاقة" بمختلف مصادرها

وأعرب الأمير محمد عن تطلعه "لتحقيق أقصى استفادة مشتركة من الموارد اللوجستية والبنى التحتية وتعزيز التعاون في المجالات السياحية والأنشطة الثقافية والتواصل بين شعوبنا، وإقامة شراكات متنوعة بين قطاع الأعمال في دولنا، بما يحقق مستهدفات الرؤى الطموحة لمستقبل أفضل يسوده الازدهار والتقدم، ونأمل أن تسهم هذه القمة في تحقيق نتائج ملموسة تعزز التعاون في مختلف المجالات بما فيه خير لشعوبنا".

(واس): تكمن أهمية قمة دول مجلس التعاون الخليجي ورابطة (الآسيان) في كونها "الأولى من نوعها" على مستوى قادة الدول، وأنّها تعكس انفتاح دول مجلس التعاون، وعلى رأسها السعودية، على الشراكات مع التكتلات الفاعلة في المجتمع الدولي

وقال: "لقد حققت دول المجموعتين إنجازاً مهماً في طريق التنمية الاقتصادية، حتى تجاوز الناتج الإجمالي لدولنا مجتمعة (7.8) تريليونات دولار، كما شهدت دولنا معدلات نمو اقتصادي رفعت نسب مساهمته في الناتج المحلي العالمي".

وأشار إلى نمو اقتصاد دول مجلس التعاون بنسبة 7.3%، واقتصاد دول الآسيان بنسبة 5.7% خلال عام 2022، قائلاً: إنّ "ذلك يدفعنا للعمل معاً لتحقيق اقتصاد أكثر ازدهاراً".

وبيّن أنّ العلاقات التجارية بين المجموعتين تزداد تطوراً ونمواً، لافتاً إلى أنّ "حجم التجارة مع دول الآسيان بلغ 8% من إجمالي تجارة دول مجلس التعاون عالمياً بقيمة وصلت إلى (137) مليار دولار، إذ تشكل صادرات دول مجلس التعاون لدول الآسيان 9% في مجمل صادراتها، في حين بلغ حجم الواردات من دول الآسيان 6% من مجمل واردات دول مجلس التعاون".

تعزيز التجارة والاستثمار 

جاء في البيان الختامي للقمة اتفاق دول الخليج ورابطة الآسيان على تعزيز التجارة والاستثمار والتركيز على مجالات بينها "الطاقة المتجددة والبتروكيماويات والزراعة والتصنيع والسياحة".

وأكد البيان اتفاق دول الخليج والآسيان على تعزيز الروابط بينهما لضمان استدامة سلاسل التوريد وتعزيز الأمن الغذائي والمائي وأمن الطاقة.

أيضاً، إجراء المشاورات واستكشاف التعاون في المجالات المحددة ذات الاهتمام المشترك لتنفيذ المجالات ذات الأولوية، مثل التعاون في المجال البحري، والاتصالات، وأهداف التنمية المستدامة، والمجال الاقتصادي، وغيرها من مجالات التعاون الممكنة والمناسبة. 

وزير الخارجية السعودي: دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومجموعة الآسيان تعدّان من أهم المجموعات الاقتصادية في العالم

كما أكد البيان على تعزيز الروابط بين الجانبين على المستويين المتعدد الأطراف والثنائي، وفي المنتديات العالمية، من خلال الاستفادة من فرص التنمية المستدامة والسلام والأمن والاستقرار، ومواجهة التحديات والمخاطر العالمية والإقليمية؛ لضمان استدامة سلاسل التوريد وترابط النقل والاتصالات، وتعزيز الأمن الغذائي والمائي وأمن الطاقة. 

علي دبكل العنزي: القمة غاية في الأهمية، حيث تنعقد في وقت يمر فيه العالم بتغييرات جيوسياسية مهمة وعلى المستويات كافة، ممّا يستدعي تكثيف الخيارات ونسج العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي والكتل السياسية والاقتصادية الأخرى

وكذلك تعزيز التعاون فيما يتعلق بمصادر وتقنيات الطاقة الخضراء والمتجددة، والبنية التحتية للسياحة، وإيجاد فرص الأعمال وتعزيز تدفقات التجارة والاستثمار. وفي هذا الصدد، ستستضيف المملكة العربية السعودية المؤتمر الاقتصادي والاستثماري الأول لدول مجلس التعاون ودول رابطة الآسيان في النصف الأول من عام 2024م في مدينة الرياض.

انعقاد دوري 

أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله اعتماد إقامة قمة على مستوى قادة الدول بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول رابطة الآسيان، كل عامين بالتناوب، وذلك لضمان تعزيز التعاون المشترك.

وأعرب الأمير فيصل بن فرحان في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزيرة خارجية جمهورية إندونيسيا (ريتنو مارسودي)، عقب اختتام قمة الرياض بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول رابطة الآسيان، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس)، عن تطلع المجموعتين إلى المزيد من التعاون، لما يجمعهما من قواسم وفرص كبيرة مشتركة للتعاون.

يصف الدكتور علي دبكل العنزي، أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود، القمة بأنّها في غاية الأهمية من حيث التوقيت والأهداف

وقال وزير الخارجية السعودي: إنّ دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومجموعة الآسيان تعدّان من أهم المجموعات الاقتصادية في العالم لما بينهما من تعاون، متطلعين لأن تكون هذه القمة تعزيزاً لهذا التعاون والتنسيق والعمل الاقتصادي والتنموي ودعم إرساء أسس العمل التعددي المشترك، والتنمية الاقتصادية.

ما أهمية القمة؟ 

يصف الدكتور علي دبكل العنزي، أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود، القمة بأنّها في غاية الأهمية من حيث التوقيت والأهداف، مشيراً في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" إلى أنّها تنعقد في وقت يمرّ فيه العالم بتغييرات جيوسياسية مهمة وعلى المستويات كافة، ممّا يستدعي تكثيف الخيارات ونسج العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي والكتل السياسية والاقتصادية الأخرى، ومن ضمنها تكتل مجموعة (آسيان) التي يبلغ ناتج دولها المحلي نحو (5) تريليونات دولار يقابله أقوى اقتصادات في منطقة الشرق الأوسط، ممّا يعزز سبل الشراكة، ويفتح سبل الاستثمار بين الطرفين، وينعكس على استقرار الاقتصاد العالمي. 

وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، تكمن أهمية قمة دول مجلس التعاون الخليجي ورابطة (الآسيان) في كونها "الأولى من نوعها" على مستوى قادة الدول، وأنّها تعكس انفتاح دول مجلس التعاون، وعلى رأسها السعودية، على الشراكات مع التكتلات الفاعلة في المجتمع الدولي، بهدف تعزيز مكانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية عالمياً.

مواضيع ذات صلة:

كيف تنظر دول الخليج إلى التعزيزات العسكرية الأمريكية بالمنطقة؟

الاستعراض المائي للحرس الثوري: رسالة لواشنطن أم لدول الخليج؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية