ماذا وراء التعديل الحكومي في قطر؟

أجرى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد أمس تعديلاً حكومياً وضع وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيساً لمجلس الوزراء، خلفاً للشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، وفق ما أوردت وكالة الأنباء القطرية الرسمية.

وأعاد التعديل الحكومي الذي تم الإعلان عنه الثلاثاء في قطر إنتاج نظام الحكم السابق في عهد الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، فقد فضل أمير قطر العودة إلى نموذج الثنائي القوي في الحكم، والجمع بين رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية، وهو ما يعطي الشيخ محمد بن عبد الرحمن قوة في الداخل والخارج.

أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد أجرى تعديلاً حكومياً وضع وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيساً لمجلس الوزراء

ونقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن مراقب دبلوماسي قوله إنّ التعديل الوزاري يندرج في سياق استكمال تغيير الحرس القديم. 

وذكر المراقب الدبلوماسي أنّ رئيس الوزراء السابق الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، الذي كان يتولى المنصب منذ عام 2020، "كان آخر رابط حقيقي في الحكومة بالأمير الأب".

لكنّ متابعين للشأن الخليجي يلفتون إلى أنّ استبعاد آخر ممثلي الحرس القديم لا يعني استبعاد النموذج القديم والاستفادة منه في تدعيم نظام الحكم.

التعديل الحكومي أعاد إنتاج نظام الحكم السابق، فقد فضل أمير قطر العودة إلى نموذج الثنائي القوي في الحكم، والجمع بين رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية

وفي عهده عمل الشيخ محمد بن عبد الرحمن على تطوير دبلوماسية الوساطات التي كان الهدف منها إظهار قدرة قطر على لعب دور الوكيل الفعال الذي تراجع دوره بسبب فشل موجة "الربيع العربي".

وظهر الدور القطري بصفة خاصة في أفغانستان، حيث سعت الدوحة لأن تكون قناة الوصل بين حركة طالبان والدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة. واستثمرت قطر علاقتها بطالبان لتحصيل تنازلات لفائدة واشنطن. وتمتلك الدوحة وسائل ترغيب وترهيب لجلب طالبان إلى ما تريده، من بينها أنّها ظلت لفترة طويلة مقراً لعدد من قادة طالبان وقدّمتهم للغرب "مفاوضين معتدلين".

وعرضت قطر نفسها كوسيط في مفاوضات الملف النووي الإيراني، ورعت في 28 حزيران (يونيو) 2022 مباحثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة أوروبية، كما شهدت الدوحة جولة المفاوضات هذه من أجل إنقاذ الاتفاق النووي، وذلك عقب جولات مفاوضات طويلة في العاصمة النمساوية فيينا.

رئيس الوزراء السابق الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني كان آخر رابط حقيقي في الحكومة بالأمير الأب

من جهة ثانية، أبقى الشيح تميم على وزير المالية علي بن أحمد الكواري، ووزير الدولة لشؤون الطاقة سعد الكعبي في التعديل الوزاري، وعيّن الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الذي تولى مسؤولية الأمن أثناء استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 وزيراً جديداً للداخلية.

وفي بيان منفصل، قال مكتب الشيخ تميم: إنّ أمير قطر أعاد أيضاً تشكيل مجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار، وهو صندوق الثروة السيادية القطري، وعيّن محافظ البنك المركزي الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني رئيساً للمجلس، ليحلّ محلّ الشيخ محمد.

وشمل التعديل الوزاري الجديد (3) نساء؛ هنّ حنان الكواري لحقيبة الصحة، وبثينة الجبر النعيمي وزيرة للتربية والتعليم، إضافة إلى مريم المسند وزيرة للتنمية الاجتماعية وشؤون الأسرة.

وتم إقرار هذا التعديل الوزاري الجديد بعد نحو عامين من تعديل واسع شمل (13) حقيبة وزارية، وتضمن تعيين وزيرتين، واستحداث وزارة للبيئة وتغير المناخ.