مجلس الشيوخ الفرنسي يُحذّر من خطر الإسلام السياسي على التعليم

مجلس الشيوخ الفرنسي يُحذّر من خطر الإسلام السياسي على التعليم

مجلس الشيوخ الفرنسي يُحذّر من خطر الإسلام السياسي على التعليم


13/03/2024

في تقريره عن مخاطر التشدد في المدارس الفرنسية، قدّم مجلس الشيوخ الفرنسي 38 توصية لمواجهة محاولات جماعات الإسلام السياسي التدخل في المناهج التعليمية والضغط على المعلمين وتهديدهم وتصفية الحسابات مع الإدارات المدرسية.

وخلص تقرير لجنة التحقيق الخاصة التي كان قد شكّلها مجلس الشيوخ بعد تزايد أعمال الترهيب والعنف ضدّ المعلمين في فرنسا، والذي صدر في مطلع مارس (آذار) الحالي، إلى أنّ "مدارس الجمهورية الفرنسية في خطر" مع تزايد ملحوظ في "التشكيك بقيمها".

ودقّ عضوا مجلس الشيوخ، فرانسوا نويل بوفيه ولوران لافون، المسؤولان عن إعداد التقرير، خلال خطاب طويل بثّاه مؤخراً على موقع مجلس الشيوخ على الإنترنت، ناقوس الخطر، بعد عدّة أشهر من التحقيقات و45 جلسة استماع مع المعنيين، حيث أعربا عن أسفهما لـِ "تصاعد العنف" في المدارس الخاصة والعامة على حدّ سواء.

وباتت فرنسا تعتبر المدرسة كساحة حرب، حيث تتخوّف الجهات الأمنية من انتشار مُتزايد لأيديولوجيا التطرّف والإسلاموية في مدارس البلاد، وخاصة بعد تزايد حوادث القتل للمعلمين، فضلاً عن استغلال التظاهرات للقيام بأعمال شغب بالهجوم على المدارس.

تهديد أكثر من 900 معلم فرنسي

وحذّر النائبان الفرنسيان من أنّ الإسلام الراديكالي المُتطرّف أصبح شائعاً في المدارس الفرنسية، حيث لاحظا تضاعف استخدام بعض الطلاب والآباء للتهديد الذي يتم توجيهه إلى المعلمين.

وأكدا أنّه لا ينبغي تجاهل صعود الهوية الانفصالية والمطالب المُجتمعية، وظهور الإسلام السياسي ومجموعات الضغط.

ونبّه لوران لافون إلى أنّ الطريقة التي يتم بها تقديم الإحصاءات من قبل الجهات الرسمية المسؤولة عن التعليم الوطني لا تتطابق مع تقرير مجلس الشيوخ وتُمثّل تقليلاً من خطر الإسلام الراديكالي المُتطرّف على أرض الواقع.

وقال إنّ أرقام التعليم الوطني تُخبرنا أنّ 900 من معلمي المدارس المتوسطة والثانوية أبلغوا عن تعرّضهم للتهديد بالسلاح خلال عام دراسي واحد، لكنّ الأرقام الحقيقية أعلى بكثير.

الرقابة الذاتية وتدخّل وأولياء الأمور

وبالنسبة للنائب فرانسوا نويل بوفيه، فإنّ "المجتمع التعليمي عالق في العنف" ويستشهد بأشكال متعددة من الضغط والاعتداء الجسدي. ففي العلوم الطبيعية كما في التاريخ واللغة، يختار العديد من المعلمين الرقابة الذاتية خوفاً من مواجهة الطلاب وآبائهم.

ويُضيف السيناتور: "لقد اختار المعلمون عدم تناول أعمال معينة، وموضوعات محددة، حيث يتصل بعض الآباء لمعرفة ما سيُقال في الحصص الدراسية، وما الذي سيتم عرضه على المسرح، أو في النزهات المدرسية الخارجية".

وليس المعلمون وحدهم هم المتأثرين بهذه الضغوطات والتوبيخات، إذ يتعرّض رؤساء المؤسسات التعليمية وإدارييها لهجوم مباشر من قبل بعض الآباء الذين يظهرون بشكل غير متوقع في مكاتبهم، حسب تقرير مجلس الشيوخ، فضلاً عن رفع دعاوى قضائية لتسوية الحسابات وإشغال الإدارات المدرسية وتهديدها.

توحيد العقوبات وتعزيز العلمانية

ولتحسين الوضع في المؤسسات التعليمية، قدّم النائبان 38 توصية، منها ما يتعلق بتعزيز مفهوم العلمانية والتربية الأخلاقية والمدنية ومواجهة الآراء المُتطرّفة. وذلك بالإضافة إلى تنسيق العقوبات المدرسية والقواعد التأديبية على المستوى الوطني، وأن يقوم أولياء الأمور مع بداية أيّ عام دراسي جديد بتوقيع ميثاق تعهّد بعدم التدخل في المسيرة التعليمية.

كما أوصى تقرير مجلس الشيوخ بتركيب كاميرات حماية فيديوية لتصوير الواجهات الخارجية للمؤسسات التعليمية، وتعميم وسائل التنبيه المباشر بين المدارس وإدارات الشرطة والأجهزة الأمنية، واتخاذ العديد من التدابير الاحترازية الإضافية لحماية المعلمين، وأخذ أيّ تهديدات يتعرّضون لها على محمل الجد.

يُذكر أنّ الجهات الأمنية الفرنسية، وبهدف تعزيز جهودها في مكافحة التطرّف والإرهاب، وضعت العام الماضي ما يزيد عن 1000 طالب في المدارس ممن تقل أعمارهم عن 18 سنة، تحت دائرة المراقبة الاستخباراتية، وأصبح لهم بالتالي ملفات مفتوحة كناشطين في الإسلام السياسي المتشدد.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية