مخطط إخواني جديد... هل تنجح الجماعة في نقل المعارك إلى شرق السودان؟

مخطط إخواني جديد... هل تنجح الجماعة في نقل المعارك إلى شرق السودان؟

مخطط إخواني جديد... هل تنجح الجماعة في نقل المعارك إلى شرق السودان؟


23/07/2023

ظهور جديد للإخوان المسلمين في السودان بهدف نشر الفوضى في مناطق بعيدة عن الاقتتال والصراعات، عبر تجنيد المقاتلين وتجهيزهم لتنفيذ مخططات العودة بعد أعوام من إقصائهم.

وتهدد تحركات الإسلاميين بتعكير صفو الأجواء الذي يتمتع به شرق السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط مخاوف من نشوب العنف عقب تداول تقارير سودانية معلومات حول نشاط كبير تقوم به قيادات في حزب المؤتمر الوطني المنحل والحركة الإسلامية لتجنيد عناصر من الشباب بهدف دعم الجيش الذي تكبّد خسائر فادحة.

وكشفت معلومات متداولة نقلها موقع (الراكوبة) المحلي أنّ عدداً من ضباط الجيش عقدوا اجتماعات مع قيادات في المؤتمر الوطني، أبرزها الهارب من سجن كوبر أحمد هارون، في ولايتي القضارف وكسلا بشرق السودان لتنظيم عملية التجنيد والاستفادة من القاعدة الشعبية التي تتمتع بها فلول الرئيس السابق عمر البشير في تلك المنطقة.

تحركات الإسلاميين تهدد بتعكير صفو الأجواء الذي يمتع به شرق السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع

وبدأ العديد من القيادات في الولايات عملية التحريض على الاقتتال والحرب، في استثمار بشع للأزمة فجر موجة غضب واستياءً واسعاً.

ووفقاً لصحيفة (العين) الاخبارية، فإنّ الكثير من السودانيين يتخوفون من استغلال القيادات الإخوانية الهاربة من السجون، الذين يطلق عليهم السودانيون مصطلح (الكيزان)، الوضع الحالي المتأزم وتأجيج الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتنفيذ عمليات اغتيال، توطئة لعودتهم إلى السلطة مرة أخرى.

عدد من ضباط الجيش عقدوا اجتماعات مع قيادات في المؤتمر الوطني، أبرزها أحمد هارون، بشرق السودان، لتنظيم عملية التجنيد والاستفادة من القاعدة الشعبية للإخوان هناك

وذكرت تقارير متطابقة أنّ قادة حزب المؤتمر الوطني المحلول (النظام الحاكم السابق)، يتقدمهم أحمد هارون وعوض الجاز، التقوا كوادر من الحزب والحركة في ولاية كسلا شرقي السودان، وأنّهم يعتزمون تنفيذ جولة في عدد من المدن شرق البلاد ووسطها.

وأشارت المعلومات إلى أنّ هارون وقياديين من حزب المؤتمر الوطني التقوا عدداً من أبناء القبائل أيضاً في القضارف وكسلا ودعوهم إلى الانخراط في الحرب لإنقاذ الجيش، الذي تمثل هزيمته خسارة فادحة لكل أصحاب المصالح الذين ارتبطوا به خلال حكم البشير وحافظوا عليها آملين بعودتهم إلى السلطة مرة أخرى.

كما تحدثت تقارير أخرى عن جولات غير معلنة لكل من علي كرتي، ونافع علي نافع، والفاتح عز الدين، وجميعهم كانوا معتقلين على ذمة عدد من القضايا.

الكثير من السودانيين يتخوفون من استغلال القيادات الإخوانية (الكيزان) الوضع الحالي المتأزم وتأجيج الصراع، وتنفيذ عمليات اغتيال، توطئة لعودتهم إلى السلطة

وتعتمد خطة هارون، المعروف بـ "ثعلب البشير"، في التجنيد على استثمار الولاءات السياسية لبعض الزعامات القبلية، حيث يحظى الجيش بدعم ناظر عموم الهدندوة محمد الأمين ترك الذي قام بتنظيم موكب أظهر فيه مساندته القوية للجيش.

كما أعلن قائد قوات تحالف أحزاب وحركات شرق السودان ضرار أحمد ضرار قبل أيام استعداده لتجهيز آلاف المقاتلين للانضمام إلى الجيش، ومعروف أنّه كان من المقربين لمحمد طاهر أيلا والي البحر الأحمر وآخر رئيس حكومة في عهد البشير.

يذكر أنّه في 25 نيسان (أبريل) الماضي، أي بعد أيام من بدء النزاع بين الجيش والدعم السريع، غادر قادة النظام السابق، على رأسهم علي عثمان محمد طه، وأحمد هارون، ونافع علي نافع، وعوض الجاز سجن كوبر بالخرطوم، بعد أن قررت السلطات إطلاق سراح المساجين عقب موجة احتجاج عارمة قادها المحتجزون لانعدام الغاز وانقطاع المياه.

خطة هارون، المعروف بـ (ثعلب البشير)، تعتمد في التجنيد على استثمار الولاءات السياسية لبعض الزعامات القبلية لصالح الجيش

وحول الموضوع قال المحلل السوداني أحمد خليل لصحيفة (العرب): إنّ "هناك نشاطاً لافتاً يقوم به الكيزان (جماعة الإخوان) في شرق السودان للتعبئة ومساندة الجيش"، وأشار إلى "تنامي الحراك الذي تقوم به قيادات محلية في المنطقة لدعم الجيش وتوسيع دائرة الحشد".

وأوضح أنّ القاعدة الشعبية يمكن توظيفها في عمليات التجنيد، خاصة أنّ بعض القيادات القبلية المؤيدة لهذا التوجّه والمرتبطة برموز النظام السابق بدأت تجاهر بمواقفها وتحث على توفير دعم كبير للجيش في معركته الراهنة.

أمّا رئيس الحركة الشعبية (التيار الثوري الديمقراطي) ياسر عرمان، فقد قال في تغريدة عبر موقع (تويتر): إنّ "كسلا (شرق) أضحت مركزاً من مراكز كبار قيادات الفلول المُختفين في السواقي والداعين لـلجهاد، وعلى رأسهم الجاز وهارون وحاج ماجد".

وأضاف أنّ "الفلول شعارهم دول النهر والبحر لنا وباقي السودان إن أمكن، ويعملون على توسيع دائرة الحرب وإطالة أمدها ومعاناة الناس".

هذا، واتهم القيادي في (الحرية والتغيير) شهاب إبراهيم قادة الحركة الإسلامية التي وصفها بالتنظيم الإرهابي بتحريض المدنيين على المشاركة في الحرب، محذراً من مغبة الاستهانة بتلك الدعوات الخطيرة.

خليل: بعض القيادات القبلية المرتبطة برموز النظام السابق بدأت تجاهر بمواقفها وتحث على توفير دعم كبير للجيش

وقال في بيان نشر عبر (فيسبوك) يوم الخميس الماضي: إنّ "قوى المقاومة اعتقدت أنّ انقلاب 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2021 ضعيف، إلا أنّه استند على ما تبقى من النظام السابق وسلك طرائقه نفسها"، لافتاً إلى أنّ "استمراره لأكثر من (18) شهراً كان رهين اعتقاد القوى المقاومة للانقلاب أنّه سيسقط نتيجة للتناقضات في داخله".

ورأى أنّ "عوامل إسقاط الانقلاب كانت تتوقف على تغيير نظرة قوى المقاومة إليه، وأنّه ضعيف وفاقد للدعم"، محذراً من تكرار الأخطاء نفسها، والاستهانة بدعوات الإسلاميين لمشاركة المدنيين في الحرب".

واتهم الإسلاميين بإشعال الحرب والاستثمار في استمرارها بالأدوات نفسها التي اشتعلت فيها الحرب في جنوب السودان والنيل الأزرق وجبال النوبة.

ولفت إلى أنّ "كل يوم يمر يقوم فيه تنظيم الإسلاميين بالضغط على الأطراف التي تقاوم استمرار الحرب، ليتمدد في مساحات اجتماعية أو بين القوى السياسية ومحاولة تفكيك الحركة الجماهيرية واستبدال خطابها وشعاراتها السلمية، مقابل العودة إلى خطابه التعبوي للحرب المشحون بخطاب الكراهية".

عرمان: "كسلا (شرق) أضحت مركزاً من مراكز كبار قيادات الفلول المُختفين في السواقي والداعين للجهاد".

وأضاف: "بدلاً من توحيد السودانيين خلف رفض الحرب، تنجر البلاد إلى حالة من الانقسام بخطاب شعبوي".

من جهته، قال القيادي بحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) عثمان الميرغني: "على أهلنا في شرق السودان الانتباه جيداً، فهناك ما يحاك سراً، وما حدث في 2019-2021 ليس ببعيد".

وكتب الميرغني عبر صفحته الرسمية بموقع (فيسبوك): "لكن هذه المرة ستكون العواقب وخيمة والنتائج مدمرة على ما تبقى من نسيج شرق السودان الاجتماعي الممزق، في ظل حالة (اللادولة) وتفتت مركز السلطة وصخب طبول الفتنة وغوغائها".

وقال بيان أصدره المتحدث باسم هيئة "الاتهام في بلاغ انقلاب حزيران (يونيو) 1989"، مُعز حضرة: إنّ "ظهور المتهمين ببعض الولايات الخاضعة لسيطرة الجيش ودعوتهم للحرب العبثية تحت سمع وبصر الجيش وما تبقى من الشرطة أمر يدعو للدهشة والاستغراب".

وطالب الشرطة والاستخبارات العسكرية بالقبض على المتهمين المطلوبين للعدالة وتسليمهم لأقرب مركز شرطة أو نيابة، وهدد باتخاذ إجراءات قانونية في مواجهة أيّ وكيل نيابة أو شرطي ظهر المتهمون في نطاق اختصاصهم ولم يقوموا باتخاذ الإجراءات القانونية المطلوبة ضدهم.

جدير بالذكر أنّ الرئيس المعزول عمر البشير ومساعديه عبد الرحيم محمد حسين، وبكري حسن صالح، محتجزون في مستشفى (علياء) التابع للسلاح الطبي بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.

الميرغني: على أهلنا في شرق السودان الانتباه جيداً، فهناك ما يحاك سراً، وما حدث في 2019-2021 ليس ببعيد

وفي السياق، قالت قوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو الشهير بـ (حميدتي)، في بيان سابق: إنّ "نشاط قادة النظام البائد وتحركاتهم في عدد من ولايات البلاد يتم تحت حماية قوات الانقلابيين في الاستخبارات العسكرية وجهاز المخابرات العامة والشرطة، وبتمويل من حكومات الولايات"، على حد تعبيرها، وفق ما أوردت (العربية).

وأوضح البيان أنّ "دعوة قادة النظام الفارين إلى الاستنفار لدعم الجيش دليل دامغ على أنّ الحرب الدائرة هي جزء من مخطط كبير بين النظام البائد وقادة الجيش لاستعادة سلطتهم"، حسب قول البيان.

يذكر أنّ تدهور الوضع في شرق السودان يهدد حياة مئات الآلاف من السودانيين الذين زحفوا ناحيته بعد اندلاع المعارك، باعتباره منطقة آمنة ويمكن الانتقال منها إلى دول أخرى، بحراً وجواً وبراً.

ووفقاً لصحيفة (العرب)، فإنّ عناصر حزب المؤتمر الوطني في الشرق ربما تكون سبباً للمزيد من استنفار مصر التي تعتبر استقرار وأمن شرق السودان من استقرارها وأمنها، وأنّ هذه المنطقة مهمة لحركة السفن التي تمر عبر البحر الأحمر من وإلى قناة السويس.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية