مكافحة الإرهاب ـ اتجاهات الإرهاب في أوروبا لعام 2024

مكافحة الإرهاب ـ اتجاهات الإرهاب في أوروبا لعام 2024

مكافحة الإرهاب ـ اتجاهات الإرهاب في أوروبا لعام 2024


28/03/2024

أصدرت أجهزة الاستخبارات الأوروبية تحذيرات من مخاطر مخططات ووقوع هجمات إرهابية خلال العام 2024، حيث تسببت حرب غزة في حث الجماعات المتطرفة أنصارها على تنفيذ هجمات على الأراضي الأوروبية، بالتزامن مع تنامي أنشطة اليمين المتطرف التي أصبحت أكثر علنية، كما أقر الاتحاد الأوروبي قواعد واستراتيجيات لتتبع الخطرين أمنيا ،وعمليات نقل الأصول المشفرة ومنع غسل الأموال ومكافحة الإرهاب.

واقع التطرف الإسلاموي في أوروبا

أكدت (Ocam) هيئة التنسيق البلجيكية لتحليل التهديدات إلى خضوع (702) فردا للمراقبة الأمنية. يقدر عدد المتطرفين الإسلامويين المحتملين في فرنسا بـ (5273) إسلامويا. تشير التقديرات إلى وجود (169) شخصا من الخطرين الإسلامويين يحقق معهم بسبب جرائم متعلقة بالإرهاب في بريطانيا.

وصف التقييم للتهديد الإرهابي في هولندا (DTN) في 12 ديسمبر 2023 التهديد الإرهابي بالمتزايد بسبب أن المنظمات “الجهادية” كانت تستعد لتنفيذ هجمات إرهابية. ارتفع التهديد الإرهابي إلى درجة أنه تم رفعه إلى (4) “كبير”. وهذا يعني أن هناك احتمالا واقعيا بحدوث هجوم في هولندا. تستخدم منظمات مثل داعش والقاعدة حرب غزة لحث المتعاطفين معها على تنفيذ هجمات في هولندا، وتدعو هذه المنظمات أيضا إلى شن هجمات في مختلف البلدان الأوروبية.

أصدر جهاز “MI5” ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) تحذيرا مشتركا غير مسبوق من أن خطر وقوع هجوم إرهابي محلي قد يتزايد نتيجة لحرب غزة، وقد تواجه خطرا متزايداً من “الذئاب المنفردة” على الأراضي البريطانية في 18 أكتوبر 2023. أشارت وزارة الداخلية البريطانية إلى إن التهديد الإرهابي للجماعات الإسلاموية هو “الأكثر خطورة” في المملكة المتحدة، مؤكدة أن (75%) من جهود جهاز الاستخبارات الداخلية (MI5) مخصص لمحاربتها.

حذّرت الاستخبارات الفرنسية في عام 2023 من الهجمات التي قد تأتي من جماعات متشددة من أفغانستان وباكستان ومن سوريا والعراق. وقامت الأجهزة الأمنية الفرنسية بتوقيفات عديدة لعدة أشخاص يشتبه أن لديهم ميول جهادية، وتصل الشبهات الى حد أنهم يخططون لعمليات إرهابية في فرنسا وقامت الجهات الامنية بتفكيك خلايا التحكم عن بعد. سلّطت أجهزة الاستخبارات الفرنسية الضوء على تهديدات داخلية مُتفاقمة، لم تظهر بعد بشكل واضح وسط مخاوف من المستقبل، بينما يُثير الخطاب السياسي القلق والانقسام في سياق التوترات في حرب غزة، التي تجعل الوضع في فرنسا وأوربا قابلاً للاشتعال في أكتوبر 2023 .

أشار تقرير استخباراتي إلى ظهور مجموعات جديدة تحاول على وجه التحديد جذب الشباب على وجه الخصوص إلى صفوفها في ألمانيا. وأوضح التقرير أن الأشخاص الذين يعيشون في ظروف متأزمة معرضون بشكل خاص لمحاولات التجنيد من قبل الأوساط المتطرفة. وحذرت الاستخبارات الألمانية من تزايد خطر اعتداءات إرهابية محتملة في ألمانيا قد ينفذها تنظيم “داعش” في أفغانستان. توقعت الاستخبارات الألمانية في نوفمبر 2023 وقوع هجمات “جهادية” بسبب حرب غزة ، وحذرت من أن “الخطر حقيقي ولم يكن مرتفعا إلى هذا الحد منذ فترة طويلة”. يؤشر هذا التحذير العلني النادر على قلق برلين من هجمات تستهدف اليهود والمؤسسات الإسرائيلية والمناسبات الكبيرة العامة. مكافحة الإرهاب ـ شكل الإرهاب لعام 2023، قراءة في مؤشر الإرهاب لعام 2022

أكدت الاستخبارت النمساوية أن هجوما إسلامويا تم التخطيط له في فيينا. وأوضحت “كإجراء احترازي، تم وضع المواقع الحساسة تحت المراقبة المشددة”. يتعلق الأمر بالكنائس ودور العبادة “من مختلف الطوائف” وذلك “حتى إشعار آخر”، وأضافت “في حالة وجود خطر ملموس، سنقوم على الفور بتنبيه” السكان.

واقع التطرف اليميني في أوروبا

يقدر مكتب هيئة حماية الدستور اللمانية بوجود عدد المائلين للعنف بنحو (14) ألف متطرف يميني.  وكشفت الإحصائيات في فرنسا عن وجود (50) مجموعة محسوبة على اليمين المتطرف في فرنسا.  وبلغ عدد الإحالات إلى برنامج الوقاية من التطرف في بريطانيا حوالي (1309) بنسبة (20%).  وصنفت الاستخبارات البلجيكية (64) فردا على أنهم متطرفون يمينيون. أكدت “إيلفا جوهانسون” المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية في أكتوبر 2023، تزايد التهديد للتطرف اليميني المتطرف في أوروبا. وشددت على أن التطرف اليميني المتطرف آخذ في الارتفاع في أوروبا، مما يشكل تهديدا إرهابيا خطيرا بشكل متزايد.

حذر التقرير السنوي لهيئة حماية الدستور الألمانية من الارتفاع “الحاد” في نسبة المتطرفين ذوي الميول العنيفة بالبلاد. تتمثل في ارتفاع النسبة في عناصر الطيف اليميني المتطرف إلى أكثر من (14%) خلال سنة واحدة. كشفت وزارة الداخلية النمساوية في العام 2023 عن وقوع (5865) جريمة كراهية في العام 2022 بزيادة بنحو(7%) في هذا النوع من الجرائم، هذه الجرائم وقعت على خلفية “دوافع أيديولوجية” ضد الأجانب.

كشف “نيكولا ليرنر” المدير العام للأمن الداخلي (DGSI) عن أن التهديد الإرهابي من أقصى اليمين المتطرف يتفاقم في فرنسا ولم يعد المستهدفون مجرد مواطنين، بل هم ممثلون منتخبون للجمهورية، لا سيما رؤساء البلديات في 13 يوليو 2023. أشار تقرير بريطاني في الثامن من فبراير 2023 إلى أنه “من الصحيح أن يشعر بريفنت بقلق كبير بشأن التهديد المتزايد من اليمين المتطرف. لكن الحقائق تظهر بوضوح أن التهديد الأكثر فتكا في الـ(20) عاما الماضية جاء من الإسلاميين، وهذا التهديد مستمر”. مؤشر الإرهاب في فرنسا وبلجيكا عام 2023

استراتيجية الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب

أقر البرلمان الأوروبي استراتيجية لتتبع عمليات نقل الأصول المشفرة ومنع غسل الأموال ومكافحة الإرهاب في 20 أبريل 2023، وقواعد مشتركة لحماية الحوالات. تركز خطة العمل لتعزيز مكافحة تمويل الإرهاب على مسارين رئيسيين للعمل، تعقب الإرهابيين من خلال الحركات المالية ومنعهم من نقل الأموال أو الأصول الأخرى وتعطيل مصادر الإيرادات التي تستخدمها المنظمات الإرهابية، من خلال استهداف قدرتها على جمع الأموال.

قدم الاتحاد الأوروبي التوجيه العملي والدعم التشغيلي للدول الأعضاء من خلال استراتيجية لتوسيع نطاق التدريب الحالي لمكافحة الطائرات بدون طيار في مجال مكافحة الإرهاب، ليشمل قطاع الأمن الخاص وسلطات إنفاذ القانون، وتعزيز البحث والابتكار من خلال برامج الميزانية المتاحة مثل “Horizon Europe”. كذلك زيادة الدعم التمويلي من خلال إطلاق الدعوة لتقديم مقترحات بشأن حلول مكافحة الطائرات بدون طيار في إطار برامج عمل المرافق المواضيعية لصندوق الأمن الداخلي للفترة 2026-2027.

اعتمد البرلمان الأوروبي استراتيجية جديدة تستهدف المحتوى مثل النصوص أو الصور أو التسجيلات الصوتية أو مقاطع الفيديو، بما في ذلك البث المباشر، الذي يحرض على الإرهاب والتطرف في أبريل 2023 . كما خصصت المفوضية الأوروبية (30) مليون يورو لحماية أماكن العبادة المعرضة للخطر بشكل خاص من جرائم الكراهية

نفذت وكالة الشرطة الجنائية الأوروبية عملية لتحديد وتحييد المحتوى الإرهابي المرتبط بالخطر الكيميائي في عملية جمعت (17) دولة من بينها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. تتعقب الوكالة الدروس التعليمية لصنع القنابل الكيماوية لأغراض إرهابية. في غضون يوم واحد، تم عزل أكثر من (120) قطعة من المحتوى الإرهابي مكتوبة بخمس لغات، وتم الإبلاغ عنها إلى مقدمي خدمات عبر الإنترنت لإزالتها على الفور. . الإستخبارات الألمانية و “الموساد”.. تعاون أمني و خروقات من الداخل!

تقييم وقراءة مستقبلية

– تعد دول الاتحاد الأوروبي ليس بمنأى عن تهديدات ومخاطر التطرف اليميني المتطرف المتزايد، ويظل التطرف اليميني أكبر تهديد للديمقراطية في دول الاتحاد الأوروبي، وبدا أنشطة اليمين المتطرف أكثر علنية، من خلال تنظيم حفلات الموسيقى والاحتجاجات، وتسويق المنتجات التجارية لتمويل أجنداتهم.

– تشكل استخدام الجماعات “الجهادية” للعملات المشفرة وإنشاء جماعات الإسلام السياسي منظمات خيرية مصدر قلق للأجهزة الأمنية على المستوى الأوروبي لاستقطاب وتجنيد الشباب.

– حققت العديد من الدول الأوروبية نجاحات على الصعيدين الدولي والوطني ضد الإرهاب الإسلاموي واليميني. حيث لم تشهد بعض الدول الأوروبية إلا بضعة هجمات ارهابية، يعكس ذلك قدرة أجهزة الاستخبارات والأمن الأوروبية على إحباط الهجمات.

– من المحتمل مع طول أمد حرب غزة أن تكون هناك مخططات أو تنفيذ هجمات، كما أن الهجمات الإرهابية في في العديد من البلدان الأوروبية لاسيما بلجيكا وفرنسا تشير إلى إعادة تشكيل السلفية الجهادية الأوروبية خلال العام 2024.

– يثير تنامي أنشطة اليمين المتطرف وتعزيز خطاب الانقسام والاستقطاب في الدول الأوروبية، القلق حول مستقبل أوروبا الأمني وكيفية التعامل مع تهديدات التطرف اليميني خلال عام 2024.

عن "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب  والاستخبارات"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية