هل انتهت الصلاحية السياسية للإخوان في موريتانيا؟ الانتخابات الرئاسية تعري الجماعة

هل انتهت الصلاحية السياسية للإخوان في موريتانيا؟ الانتخابات الرئاسية تعري الجماعة

هل انتهت الصلاحية السياسية للإخوان في موريتانيا؟ الانتخابات الرئاسية تعري الجماعة


17/04/2024

 

 تعجز جماعة الإخوان المسلمين في موريتانيا عن تقديم مرشح للانتخابات الرئاسية التي ستُجرى بعد ما يزيد عن شهرين، حسب ما قررت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات.

 

ومنذ عام 2019 يشهد حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، الذراع السياسية لجماعة "الإخوان" في موريتانيا، انسحابات متتالية شملت بعض قياداته الذين قرروا الارتماء في أحضان النظام.

 

وبدأت الانشقاقات تعصف بالحزب الذي يتولى حالياً مؤسسة زعامة المعارضة الديمقراطية، إثر دفعه بمرشح من خارجه لرئاسيات 2019 سيدي محمد ولد بوبكر، واستمرت الانشقاقات داخل الحزب حتى أواخر العام المنصرم 2023.

وأسّس الغاضبون بعد انسحابهم تيارات سياسية أعلنت دعمها للرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، وقررت الانضواء تحت لواء الأغلبية.

 

وقد أرجع الإعلامي محفوظ ولد الجيلاني عجز الإخوان عن تقديم مرشح للانتخابات "إلى التصدع الكبير الذي يعيشه هذا الحزب منذ فترة بسبب الاستقالات التي طالت الكثير من قيادات الصف الأول والثاني، وإلى تراجع تأثير الحزب في الأوساط السياسية والشعبية بسبب تخلي الحزب عن خطابه الحاد تجاه النظام، لا سيّما أنّ الحزب انسحب من الميدان ولم يعد صاحب المبادرة".

 

وأضاف في تصريحه لموقع (سكاي نيوز عربية): "ربط البعض تراجع الإخوان بتراجع تأثيرهم وإفلاس تجاربهم في المغرب وتونس وليبيا، فهذه التجارب طالما شكلت مصدر إلهام لتنظيم الإخوان في موريتانيا"، مشيراً إلى أنّه لا يعتقد "أنّ الجماعة قادرة على التقدم بمرشح مستقل تحت يافطتهم، لأنّهم يدركون أنّ الظرف غير مناسب لهم".

 

وعن الانسحابات التي يشهدها الحزب، أرجع ولد الجيلاني ذلك "إلى خلافات داخلية وأطماع شخصية من بعض القيادات في جني مكاسب ومنافع من النظام الحالي الذي لا يناصبهم العداء، ولا يمارس ضدهم أيّ نوع من الضغوط على أنشطتهم الجمعوية والسياسية".

 

من جهته، قال المحلل السياسي ولد الشيخ محمد فاضل: إنّه بعد تولي الإخوان مؤسسة المعارضة، بدأت "العلاقة مع النظام تتغير ملامحها، حيث لم يعد الحديث عن قضايا المواطنين والأسعار والفساد في أولويات المعارضة"، مشيراً إلى أنّها انشغلت "بالقضايا الإقليمية والدولية، والمفاهيم المتعلقة بالإيديولوجيا".

 

وأضاف أنّ الأحزاب السياسية كانت تقوم على فكرة الخطابات لإقناع المواطنين، لكنّ قواعد "اللعبة السياسية تغيرت في موريتانيا بعد ظهور الإخوان الذين يستهدفون الأتباع عبر المدارس والتكوينات والجمعيات".

ولفت إلى أنّ (تواصل) بدأ مؤخراً بالقيام بتسويات مع السلطة، حتى وصل إلى "مرحلة التمازج الفعلي مع السلطة".

 

وخلص إلى أنّ دخول "حزب معارض ذي مرجعية دينية إلى المعارضة أدى إلى اختلال في بنية المعارضة التي كانت تتحدث أساساً عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للبلد".

 

هذا، ويرى أغلب المهتمين بالشأن السياسي أنّ إخوان موريتانيا قد يتوجهون إلى دعم مرشح مستقل خلال السباق الرئاسي المقبل للمحافظة على حضورهم السياسي، رغم ما قد يسببه ذلك من خلافات داخلية وانشقاقات مثلما حدث خلال رئاسيات 2019.

 

وأكد محللون سياسيون أنّ حزب الإخوان (تواصل) على وشك أن تنتهي صلاحيته السياسية،  بعد الانسحابات الأخيرة التي أثرت بشكل كبير على التيار لدى المواطنين والنخب، بعد تخلي أبرز قياداته عن مشروعه المجتمعي والتحاقهم بالنظام.

 

وقد أعلن حتى الآن (6) مرشحين دخولهم في السباق الرئاسي، بينهم برلمانيان من صفوف المعارضة؛ بيرام الداه عبيد للمرة الثالثة، والعيد ولد محمدن للمرة الأولى.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية