السودان: قوات الدعم السريع تتحرك والجيش يحذر ... ماذا يحدث؟

حذّر الجيش السوداني ممّا وصفه "تحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن" من جانب قيادة قوات الدعم السريع.

وقال الجيش في بيان أصدره اليوم: إنّ تحركات قوات الدعم السريع تشكل "تجاوزاً واضحاً للقانون"، مضيفاً أنّه "لم تنقطع محاولات القوات المسلحة في إيجاد الحلول السلمية لهذه التجاوزات وذلك حفاظاً على الطمأنينة العامة، وعدم الرغبة في نشوب صراع مسلح يقضي على الأخضر واليابس"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

وجدد الجيش التمسك بما تم التوافق عليه في دعم الانتقال السياسي وفقاً لما تم في الاتفاق الإطاري، محذراً "القوى السياسية من مخاطر المزايدة بمواقف القوات المسلحة الوطنية".

الجيش السوداني يحذّر من تحشيد قوات الدعم السريع  والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن

وجاء في البيان أنّه "يقع على عاتق القوات المسلحة، دستوراً وقانوناً، حفظ وصون أمن وسلامة البلاد، يعاونها في ذلك أجهزة الدولة المختلفة، وقد نظمت القوانين كيفية تقديم هذا العون".

وأضاف أنّه "بناءً على ذلك، وجب علينا أن ندق ناقوس الخطر بأنّ بلادنا تمر بمنعطف تاريخي وخطير، وتزداد مخاطره بقيام قيادة قوات الدعم السريع بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن".

وأوضح أنّ "هذه التحركات والانفتاحات تمّت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها، ممّا أثار الهلع والخوف في أوساط المواطنين، وفاقم من المخاطر الأمنية، وزاد من التوتر بين القوات النظامية".

الجيش: التحركات والانفتاحات تمّت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها، ممّا أثار الهلع والخوف في أوساط المواطنين

بالمقابل، كشفت قوات الدعم السريع في السودان طبيعة التحركات التي حدثت خلال الساعات الماضية في أرجاء البلاد.

وذكرت في بيان أوردته شبكة "سكاي نيوز" أنّها "قوات قومية تضطلع بعدد من المهام والواجبات الوطنية التي كفلها لها القانون، وهي تعمل بتنسيق وتناغم تام مع قيادة القوات المسلحة، وبقية القوات النظامية الأخرى، في تحركاتها".

وأضافت: "تؤكد قوات الدعم السريع أنّها تنتشر وتتنقل في كل أرجاء الوطن من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة ظواهر الاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية، ومكافحة التهريب والمخدرات والجريمة العابرة، والتصدي لعصابات النهب المسلح أينما وجدت".

وأشارت إلى أنّ وجود قوات الدعم السريع، بالولاية الشمالية، وفي مدينة مروي على وجه التحديد، يأتي ضمن وجودها في بقية الولايات، في إطار تأدية مهامها وواجباتها، التي تمتد حتى الصحراء. وفي سبيل ذلك قدمت قوات الدعم السريع عدداً من الشهداء والجرحى لأجل تحقيق الأمن والطمأنينة للمواطنين.

قوات الدعم السريع تؤكد أنّها تنتشر من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة الاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية، ومكافحة التهريب والمخدرات

ودعت قوات الدعم السريع في السودان "جميع المواطنين ووسائل الإعلام إلى عدم الانسياق وراء المعلومات الكاذبة التي تهدف إلى إشاعة الفتنة، وتقويض أمن واستقرار الوطن".

وحذّرت "الجهات التي تعمل على فبركة وترويج الشائعات وبثها بأنّها سوف تقوم بملاحقتها قانونياً، ولا مجاملة في أمن وسلامة الوطن".

وقوات الدعم السريع هي ميليشيات شبه عسكرية مكوّنة من قوى الجنجويد، كانت تقاتل نيابة عن الحكومة السودانية في عهد الرئيس السابق عمر البشير، خلال الحرب في دارفور.

وتمتلك القوات مقرات ومراكز في العاصمة الخرطوم، وفي بعض المدن الأخرى، بالإضافة إلى الحدود مع ليبيا وإريتريا، لمراقبة الحدود ووقف تدفق المهاجرين، ويقودها الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي".

يُذكر أنّ دمج قوات الدعم السريع في الجيش من نقاط الخلاف الرئيسية بين البرهان ونائبه حميدتي، والتي تعيق توقيع الاتفاق النهائي لتسوية أزمة السودان السياسية.