بسبب احتدام المعارك... الأزمة الإنسانية تستفحل في السودان

بسبب احتدام المعارك... الأزمة الإنسانية تستفحل في السودان

بسبب احتدام المعارك... الأزمة الإنسانية تستفحل في السودان


25/06/2023

تتواصل معاناة ملايين المدنيين في الخرطوم وإقليم دارفور جرّاء الحرب المحتدمة بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد فشل كل الجهود الدبلوماسية في إيجاد مخرج حتى الآن، إذ هزّت طلعات الطيران الحربي ودويّ الأسلحة الرشّاشة المنازل مجدّداً في الخرطوم حيث ينزوي المدنيون داخل منازلهم خوفاً من القصف، بحسب ما قال سكان لوكالة "فرانس برس".

وفي نيالا جنوب دارفور، يقول سكان إنّهم يعيشون وسط المعارك، أمّا في الخرطوم، كما في دارفور، فقد أصبح ثلثا المستشفيات خارج الخدمة، والمنشآت الطبية التي ما تزال تعمل تعاني من نقص حادّ في مخزون الأدوية ومن انقطاع الكهرباء لفترات طويلة بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل المولّدات.

من دون مساعدتهم لا يستطيع نصف سكان السودان البقاء على قيد الحياة وفق الأمم المتحدة

ووفق الأمم المتحدة، غادر مليون ونصف المليون سوداني العاصمة منذ اندلاع الحرب في 15 نيسان (أبريل) بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو.

أمّا الملايين من السودانيين الآخرين الذين بقوا في العاصمة، فيعيشون بلا كهرباء منذ الخميس، بحسب ما أكّد عدد منهم لوكالة (فرانس برس).

ويواصل العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية المطالبة بتمكينهم من الوصول للمدنيين وإزالة العقبات الإدارية التي يواجهونها منذ نيسان (أبريل).

تحذّر مجموعة الأزمات الدولية من أنّ هذه الحرب قد تؤدّي إلى "انهيار كامل" في واحد من أكبر بلدان أفريقيا

ومن دون مساعدتهم، لا يستطيع نصف سكان السودان البقاء على قيد الحياة، وفق الأمم المتحدة. ومع ذلك فإنّ الممرات الآمنة اللازمة لم تتوفّر بعد، وكذلك تأشيرات الدخول اللازمة لدخول أجانب لمساعدة العاملين المحليّين المنهكين.

ويقول مركز (مجموعة الأزمات الدولية) للأبحاث: إنّ "الجيش لا يريد أن تصل المساعدات إلى الخرطوم، لأنّه يخشى من أن تستولي عليها قوات الدعم السريع"، كما حدث أكثر من مرة خلال عمليات النهب منذ بداية الحرب، لأنّه يعتقد أنّ ذلك "سيتيح لهذه القوات الصمود لفترة أطول"، بحسب (فرانس برس).

وعلّقت واشنطن هذا الأسبوع جهود الوساطة التي كانت تقوم بها مع الرياض، والتي كانت ترمي لتوفير ممرّات آمنة للمساعدات الإنسانية.

مع مشاركة مدنيين مسلّحين ومجموعات متمرّدة ومقاتلين قبليين في المعارك في مختلف ولايات السودان، فإنّ خطر "حرب أهلية طائفية" يتزايد

وأكدت مجموعة الأزمات الدولية أنّ "طرفي النزاع يريدان الاستفادة من هذه المحادثات لتحقيق أهداف تكتيكية، فالجيش يطالب بمغادرة قوات الدعم السريع للمناطق الآهلة بالسكان، وقوات الدعم السريع تطالب بوقف القصف الجوي من قبل الجيش".

وتحذّر مجموعة الأزمات الدولية من أنّ هذه الحرب قد تؤدّي إلى "انهيار كامل" في واحد من أكبر بلدان أفريقيا.

ومع مشاركة مدنيين مسلّحين ومجموعات متمرّدة ومقاتلين قبليين في المعارك في مختلف ولايات السودان، فإنّ خطر "حرب أهلية طائفية" يتزايد، وفقاً للمركز البحثي.

إلى ذلك، طلبت الأمم المتّحدة السبت "عملاً فورياً" لوقف القتال في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، حيث تستهدف قوات الدعم السريع وقبائل عربية قبيلة المساليت غير العربية.

وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان: إنّه "من أصل (16) شخصاً تم سؤالهم، قال (14): إنّهم كانوا شهوداً على أعمال قتل لمدنيين على الطريق المؤدية من الجنينة الى الحدود التشادية، تمثلت في إطلاق نار من مسافة قريبة على أشخاص يطلب منهم الانبطاح أرضاً أو إطلاق نار على مجموعات من الناس".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية