بعد ساعات على زيارة بلينكن لبغداد... السوداني في إيران... ما فحوى الزيارة المفاجئة؟

بعد ساعات على زيارة بلينكن لبغداد... السوداني في إيران... ما فحوى الزيارة المفاجئة؟

بعد ساعات على زيارة بلينكن لبغداد... السوداني في إيران... ما فحوى الزيارة المفاجئة؟


08/11/2023

بعد ساعات على لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حطّ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أول من أمس، رحاله في طهران، لبحث تداعيات التهديدات المستمرة للفصائل العراقية المرتبطة بإيران، ضد التواجد الأمريكي في العراق.

وناقش السوداني مع المرشد الإيراني علي خامنئي، ورئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، ملف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلّا أنّ تسريبات سياسية أشارت إلى مطالبة رئيس الحكومة العراقية القيادة الإيرانية بالضغط على الفصائل الموالية لها، ومنعها من تكرار استهدافها للقواعد والمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة. حيث يشعر السوداني بحرج شديد إزاء فعاليات الفصائل الداعمة لحكومته، وهو ما يجعله في مأزق سياسي داخلي، وفي حرج أمام المجتمع الدولي.

وعاشت بغداد ليلة مغادرة السوداني إلى طهران وقتاً صعباً؛ بسبب استقبال رئيس الحكومة لأول مرة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، واضطرت القوات الأمنية إلى إغلاق المنطقة الخضراء، والطرق المؤدية إليها، على خلفية التجمع السريع لأنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وسط بغداد، تنديداً بزيارة بلينكن.

السوداني وبلينكن ناقشا "النزاع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مقتضب، في ختام لقائه السوداني: إنّه أوضح تماماً للسوداني أنّ "هذه الهجمات، والتهديدات، التي مصدرها ميليشيات متحالفة مع إيران، غير مقبولة على الإطلاق".

وأضاف وزير الخارجية الأمريكي خلال المؤتمر، قبل أن يغادر إلى تركيا: "سوف نأخذ الإجراءات اللازمة من أجل حماية قواتنا".

وأمس قال ماثيو ميلر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: إنّ السوداني وبلينكن ناقشا "النزاع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس، وضرورة تجنب اتساع رقعة الصراع، بما في ذلك في العراق".

مصدر سياسي شيعي يؤكد أنّ الحكومة العراقية محرجة من فعاليات الفصائل تجاه التواجد الأجنبي في البلاد، فهي لا تستطيع ردعهم، لأنّهم مرتبطون بالكتلة التي تشكل الحكومة، وهي كتلة الإطار التنسيقي

وكشف ميلر عن أنّ وزير الخارجية الأمريكي "حثّ رئيس الوزراء العراقي على محاسبة المسؤولين عن مواصلة الهجمات ضد القوات الأمريكية في العراق، والوفاء بالالتزامات العراقية بحماية كافة المنشآت التي تستضيف هؤلاء الأفراد المتواجدين هناك بناء على دعوة الحكومة العراقية. وأوضح الوزير بلينكن أنّ الولايات المتحدة ستدافع عن مصالحها وأفرادها".

وبحسب أرقام أعلنتها واشنطن الأسبوع الجاري، فإنّ (17) هجوماً تعرّضت له المصالح الأمريكية في العراق، و(12) هجوماً في سوريا، بينما أعلنت فصائل ما تُسمّى بـ "المقاومة الإسلامية" في العراق أمس الثلاثاء استهدافها لقاعدة أمريكية في دير الزور، شمال شرقي سوريا.

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، تعرّضت القواعد الأمريكية في العراق وسوريا إلى العديد من عمليات القصف من الفصائل المسلحة في البلدين، تضامناً مع المجازر التي يتعرض لها الفلسطينيون في القطاع.

وتوعدت "المقاومة الإسلامية في العراق" الأسبوع الماضي بأنّها ستبدأ خلال أيام بمرحلة جديدة تستهدف فيها قواعد أعدائها بشكل أوسع وأشد، وذلك نصرة للمقاومة الفلسطينية. وينتشر في العراق حوالي (2500) جندي أمريكي، ونحو (900) في سوريا، يقدّمون مهمات استشارية في إطار مكافحة تنظيم داعش.

السوداني في طهران

وقد حطّ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، رحاله في طهران، بعد ساعات على لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حيث يسعى السوداني  للضغط على الفصائل العراقية عبر الحاضنة الإيرانية الداعمة للفصائل، وللائتلاف السياسي الراعي للحكومة في الوقت نفسه.

رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني يلتقي المرشد الإيراني علي خامنئي

واجتمع السوداني مع المرشد الإيراني علي خامنئي، ورئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، وانتقد في مؤتمر صحافي جمعه مع الأخير فشل المجتمع الدولي في حماية المدنيين في قطاع غزة.

وقال السوداني: "عقدنا اجتماعاً مع الرئيس الإيراني، وكانت القضية الفلسطينية أبرز الملفات"، لافتاً إلى أنّ "المجتمع الدولي فشل في الإيفاء بواجباته والتزاماته تجاه فلسطين".

وتابع أنّ "من يريد احتواء الصراع ومنع انتشاره بالمنطقة، عليه إيقاف عدوان الكيان الصهيوني"، مضيفاً أنّ "موقف العراق تجاه القضية الفلسطينية واضح، وقد عبّرت عنه المرجعية العليا والقوى السياسية والوطنية".

رئيس الوزراء محمد السوداني: نعمل بكل جدٍّ على فتح الممرات الإنسانية، والعراق أرسل قوافل من المساعدات إلى أهالي غزة

وأكد رئيس الوزراء العراقي: "نعمل بكل جدّ على فتح الممرات الإنسانية، والعراق أرسل قوافل من المساعدات إلى أهالي غزة"، مبيناً أنّ "العراق يلعب دوراً، وتواصل مع دول المنطقة من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة".

وبشأن تواجده في إيران في هذا الوقت، أوضح أنّ "الزيارة إلى طهران تأتي أهميتها في هذا الظرف الحساس الذي تشهده المنطقة"، ولم يشر السوداني إلى مناقشته لملف الفصائل في الداخل العراقي، إلّا أنّ مصادر مطلعة أكدت أنّ الهدف من زيارته لطهران يأتي من أجل الضغط على الفصائل الموالية لإيران، لإيقاف استهدافها المتكرر للمصالح الأمريكية في العراق.

وقال مصدر من داخل البيت السياسي الشيعي: إنّ "الحكومة العراقية محرجة من فعاليات الفصائل تجاه التواجد الأجنبي في البلاد، فهي لا تستطيع ردعهم لأنّهم مرتبطون بالكتلة التي تشكل الحكومة، وهي كتلة الإطار التنسيقي".

فصائل إيران في العراق تحرج حكومة السوداني أمام المجتمع الدولي

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنّ "الإطار التنسيقي نفسه منقسم تجاه العلاقة مع أمريكا في الوقت الحالي"، موضحاً: "هناك فريق يدعم المفاوضات السياسية للحكومة مع واشنطن، وفريق يدعم خطاب الفصائل المسلحة تجاه الأمريكان".

وأشار إلى أنّ "رئيس الحكومة مضطر للاستعانة بالجانب العقائدي المهيمن على الفصائل، وهي إيران، لأنّها هي الوحيدة التي يؤثر قرارها على الفصائل، وتكتل الإطار التنسيقي في آنٍ واحد".

وكان السوداني قد أعلن السبت الماضي أنّ "الدولة هي المسؤولة عن اتخاذ القرارات الكبرى، وفقاً للدستور، وانطلاقاً من المصلحة العليا للعراقيين"، فيما بدا كأنّه ردٌّ على تهديدات فصائل وشركاء في الحكومة ضد القوات الأمريكية وسفارتها.

مواضيع ذات صلة:

كتائب حزب الله العراق تهاجم بلينكن... هل تتسع رقعة الحرب على غزة؟

الحرس الثوري يراجع خطط انتشار ميليشيات إيران في العراق.. ما علاقة غزة؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية